لقد رويت الكتب في قديم الزمان في الأجزاء وذلك لكون المادة المكتوب عليها برديا كانت أو رقا (أي جلدا من المعز والخروف أو غيرهما. وفي القليل النادر كانت المادة من جلد الغزال وهذا الأخير استخدم لنسخ المصاحف أكثر منه للأحاديث أو كتب الفقه. نرى هذا التطور في مكتبة القيروان التي تحفظ علي المخطوطات على الرق أكثر من المكتبات غيرها).
لا يمكن تجليد (أو ربط) الرق ما يزيد على 30 الى 35 ورقة رق.
كما لا يزيد طول البردي المصري على مترين تقريبا _ أنظر الجامع لابن وهب على البردي في دار الكتب!)
ولهذه الأسباب رويت الكتب مستقلة. لدينا , كما ذكرت , كتاب العلم من الجامع في كراسة كاملة على الرق. وكتاب الشعر والغناء كذلك في كراسة أخرى.
وثلاثة أجزاء من التفسير من الجامع. رويت هذه الكتب مستقلة وأضيفت كلها الى كتاب واحد وهو الجامع.
وهكذا الحال بكتاب القدر وكتاب الأهوال وكتاب المغازي وهلم جرا ....
وكذلك كتب المدونة لسحنون. جزء فيه كتاب الصلاة الأول , وجزء فيه كتاب الصلاة الثاني ... الخ. قد جمع العلماء هذه الأجزاء في رزمة.
رزمة فيها كتب الصلاة والحج مثلا , رزمة فيها كتب البيوع .... الخ.
ولدينا من هذه الرزم كثيرة ليس بالقيروان فقط بل في القرويين بفاس كذلك خاصة بما يتعلق بكتب من المدونة لسحنون.
لدي 5 الى 6 أجزاء من الواضحة لعبد الملك بن حبيب. كتاب الصلاة مستقلا , كتاب الحج في أجزاء مستقلة جنبا الى جنب لم يجمع واحد منهم في مجلد واحد. ورويت هذه الكتب كتابا كتابا.
كما روي كتاب الأهوال وكتاب القدر وغيرهما كتابا كتابا مهما كانت الأسانيد ومهما كانت صيغتهما لدى المتأخرين الذين استخدموا الورق ,
أي والورق القوي , وهو الكاغذ , والورق الخفيف فيما بعد وجمعوا هذه الكتب في مجلد واحد.
هذه التقنيات لها علاقة برواية الكتب في قديم الزمان غير أن الاسانيد في طبيعتها لا تخبرنا بشيء من ذلك ,
فليضع كل من يهتم بالتراث هذه الأمور في عين الاعتبار.
موراني
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 06 - 04, 03:17 ص]ـ
ماذكرتموه حول أسباب
رواية الأجزاء منفصلة صحيح
ومن الأسباب أنهم كانوا يأخذون الجزء حتى يسهل روايته
بالاسانيد العالية
ونحو ذلك
هذا صحيح ولكن لما نجد في ترجمة المصنف
انه صنف كتابا في الباب الفلاني
فلايمكن رده
والقول بانه جزء من الكتاب الكبير
مثال
البخاري صنف كتاب الأدب وهو كتاب مفرد غير كتاب الجامع الكبير
فلايمكن ان نقول ان كتاب الادب هو جزء من الجامع الكبير
بل هناك مثال أوضح
البخاري صنف الأدب وفيه ابواب بر الوالدين
وله جزء في بر الوالدين
وهذا الجزء ليس هو من كتاب الادب
بل هو جزء مفرد وكتاب مستقل
فيه اثار لاتوجد في كتاب الادب
فكتب الفهارس والتراجم
وكذا الاسانيد في بطون الكتب تعطينا لمحة حول
هل هذا الكتاب جزء من مصنف كبير او هو جزء منفصل
مثال
كتاب الشعر جزء من كتاب الجامع لابن وهب
ولكن كتاب المغازي ليس هو جزء من كتاب الجامع بل هو كتاب مستقل
مثال
ابن ابي عروبة له كتاب مصنف
وله كتب في ابواب العلم المختلفة
من اشهر هذه الكتب كتاب المناسك
فهو كتاب مستقل ليس هو جزء من المصنف
مثال آخر
الثوري له كتاب الجامع
(الكبير) والجامع (الصغير)
وله كتاب الفرائض
وكتاب الفرائض هذا كتاب مستقل
مثال آخر
محمد بن نصر له كتاب كبير في الخلاف
وله كتاب مفرد في رفع اليدين
وله كتاب الفرائض
وهكذا
وهذه الأمور معروفة وانما ذكرتها لكي ابين
أهمية معرفة ذلك وهل هذا الكتاب جزء من كتاب كبير اولا
مثال
كتاب خصائص علي كتاب مستقل زعم بعض الناس انه جزء من السنن الكبرى للنسائي
وهو زعم غير صحيح حتى لو روي بنفس اسناد السنن الكبرى
وهناك من يجمع الأجزاء والكتب
مثال كتاب ابن ابي شيبة المطبوع والمخطوط يضم اجزاء كثيرة الى الكتاب
والكتاب كذلك روي
ولكن هناك كتب مفردة ضمت الى المصنف
مثال كتاب الأوائل كتاب مستقل ليس هو من المصنف حتى وان ضم الى مصنف ابن ابي شيبة
وللموضوع تتمة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 06 - 04, 03:38 ص]ـ
موطأ ابن وهب
(
وأخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبدالله بن خالد قال حدثنا
تميم بن محمد بن تميم أبو العباس قال حدثنا عيسى بن مسكين
وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن
وضاح قالا جميعا أخبرنا سحنون بن سعيد قال أخبرنا عبد الله بن وهب
أن مالكا حدثه عن ابراهيم بن عقبة عن كريب مولى أبن عباس عن
أبن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بأمرأه وهي في خدرها
معها صبى فقالت يارسول الله الهذا حج فقال نعم ولك أجر
(وكل مافي
كتابنا من موطأ أبن وهب فهو بهذين الاسنادين عن سحنون وما كان
من غيرها ذكرناه باسناده أن شاء الله)
التمهيد
من النسخة الالكترونية السقيمة
انتهى
فموطأ ابن وهب قد روي من عدة طرق
1/ محمد بن عبد الله بن عبدالحكم
(2/ سحنون
وعن سحنون 1/ عيسى بن مسكين
2/ محمد بن وضاح
وللموضوع تتمة
¥