/وهو في نفسه رجل من أهل الخير والدين والصلاح والفضل. وما يرويه من الآثار فيه من الصحيح شيء كثير. ويروي أحيانا أخبارا ضعيفة بل موضوعة. يعلم العلماء أنها كذب.
وقد تكلم بعض حفاظ الحديث في سماعه.
وكان البيهقي إذا روى عنه يقول: حدثنا أبو عبد الرحمن من أصل سماعه، وما يظن به وبأمثاله إن شاء اللّه تعمد الكذب، لكن لعدم الحفظ والإتقان يدخل عليهم الخطأ في الرواية؛ فإن النساك والعباد منهم من هو متقن في الحديث، مثل ثابت البناني [أبو محمد ثابت بن أسلم البنانى البصرى، كان من أئمة أهل العلم والعمل، ولد فى خلافة معاوية، وثقه العجلى والنسائى وابن حبان، وغيرهم، توفى سنة ثلاث وعشرين ومائة، وقيل: سبع وعشرين. [تهذيب التهذيب 2/ 2، وسير أعلام النبلاء 5/ 220 ــ 223]، والفضيل ابن عياض، وأمثالهما ومنهم من قد يقع في بعض حديثه غلط، وضعف. مثل مالك بن دينار وفرقد السبخي [هو فرقد بن يعقوب السبخى أبو يعقوب البصرى من سبخة البصرة، وقيل: من سبخة الكوفة، روى عن أنس وسعيد بن جبير. قال البخارى: فى حديثه مناكير، وقال النسائى: ليس بثقة، وقال يعقوب بن شيبة: رجل صالح ضعيف الحديث جدًا، وقال ابن حبان: كانت فيه غفلة ورداءة حفظ فكان يرفع المراسيل وهو لا يعلم. وقال ابن سعد: مات بالطاعون سنة 131 هـ. [تهذيب التهذيب 8/ 262، 263]
ونحوهما.
وكذلك ما يأثره أبو عبد الرحمن عن بعض المتكلمين في الطريق أو ينتصر له من الأقوال والأفعال والأحوال. فيه من الهدى والعلم شيء كثير. وفيه ـ أحيانا ـ من الخطأ أشياء؛ وبعض ذلك يكون عن اجتهاد سائغ. وبعضه باطل قطعا. مثل ما ذكر في حقائق التفسير قطعة كبيرة عن جعفر الصادق وغيره من الآثار الموضوعة. وذكر عن بعض طائفة أنواعا من الإشارات التي بعضها أمثال حسنة. واستدلالات مناسبة. وبعضها من نوع الباطل واللغو.
/فالذي جمعه [الشيخ أبو عبد الرحمن] ونحوه في [تاريخ أهل الصفة] وأخبار زهاد السلف، وطبقات الصوفية، يستفاد منه فوائد جليلة، ويجتنب منه ما فيه من الروايات الباطلة، ويتوقف فيما فيه من الروايات الضعيفة.
وهكذا كثير من أهل الروايات، ومن أهل الآراء والأذواق، من الفقهاء والزهاد والمتكلمين، وغيرهم. يوجد فيما يأثرونه عمن قبلهم، وفيما يذكرونه معتقدين له شيء كثير، وأمر عظيم من الهدى، ودين الحق، الذي بعث اللّه به رسوله. ويوجد ـ أحيانا ـ عندهم من جنس الروايات الباطلة أو الضعيفة، ومن جنس الآراء والأذواق الفاسدة أو المحتملة شيء كثير.
ومن له في الأمة لسان صدق عام، بحيث يثنى عليه، ويحمد في جماهير أجناس الأمة، فهؤلاء هم أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، وغلطهم قليل بالنسبة إلى صوابهم، وعامته من موارد الاجتهاد التي يعذرون فيها، وهم الذين يتبعون العلم والعدل، فهم بعداء عن الجهل والظلم، وعن اتباع الظن، وما تهوى الأنفس
)
من النسخة الالكترونية والاضافات من النسخة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 07 - 04, 09:14 ص]ـ
ورواية ابي عبدالرحمن السلمي لمسند ابن وهب عند البيهقي في الس - الكبرى
49] كما أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني أسامة بن زيد الليثي عن عطاء بن أبي رباح عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأهل شاة ماتت ألا نزعتم جلدها فدبغتموه فاستمتعتم به
[4386] أنبأ أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ بحر بن نصر قال قرئ على عبد الله بن وهب أخبرك عبد الرحمن بن سلمان وبكر بن مضر عن بن الهاد أن ثعلبة بن أبي مالك القرظي حدثه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في رمضان فرأى ناسا في ناحية المسجد يصلون فقال ما يصنع هؤلاء قال قائل يا رسول الله هؤلاء ناس ليس معهم قرآن وأبي بن كعب يقرأ وهم معه يصلون بصلاته قال قد أحسنوا وقد أصابوا أو لم يكره ذلك لهم
¥