في أول إجاباتي على الأسئلة الواردة من الإخوة الفضلاء، أقدم الجواب عن سؤال تكرر كثيرا في هذا المنتدى وفي غيره من المنتديات ألا وهو ما يتعلق ب ((رسالة العشق)) المطبوعة في (جامع المسائل: 1/ 177 - 186)، ومدى صحة نسبتها لشيخ الإسلام ابن تيمية، فأقول:
أولاً: ينبغي على طالب العلم أن يستعمل الأدب في حواراته العلمية، وأن يدعم قوله بالأدلة والحجج ما استطاع الى ذلك سبيلا، وبعيدا عن سفيه القول وطائش الكلام، الذي يذهب بروح البحث0
ثانياً: مهما كان الباحث واسع الإطلاع قوي المعرفة بما يكتب – كالشيخ محمد عزير شمس – فإنه قد يفوته كثير مما يدركه غيره، وهذا من طبيعة البشر، فكان ماذا لو فاته الإطلاع على كلام ابن القيم في نفي هذه الرسالة وأنها مكذوبة على الشيخ؟!
ثالثاً: أن عذره في إثبات هذه الرسالة أمور:
1 - كثرة كتب ابن تيمية ورسائله وفتاويه، فعدم ذكرها ضمن كتبه ومؤلفاته، ليس دليلا على نفيها 0
2 - أن ابن القيم قد نقل بعض التقسيمات الموجودة فيها في كتابه ((الجواب الكافي)) كما أشار إليه عزير شمس في الهوامش0
3 - أن النسخة الخطية قد نسبت هذه الفتوى لابن تيمية 0
4 - أن الرأى الذي استغربه الكثيرون وهو: جواز تقبيل من خاف على نفسه الهلاك، ليس رأيا خارجا عن الإجماع، بل قد اختاره بعض العلماء ومنهم أبو محمد بن حزم – كما ذكر ابن القيم-0
أقول فهذه الأمور مجتمعة – إذا تجردت عن قرينة نفي ابن القيم للرسالة وتكذيبه لها الذي لم يطلع عليه عزير شمس – تسوغ هذه النسبة، وإن لم نجزم بها جزما لا يقبل الشك0
رابعاً: هذا العذر – في تقديري على الأقل – مسوغ لهذه النسبة، فكيف لو اجتمع إليه دليل خامس، وهو: أن الأمير علاء الدين مغلطاي وهو من تلاميذ ابن تيمية وأنصاره – قد أثبت هذه الرسالة للشيخ ونقل منها في كتابه ((الواضح المبين فيمن مات من المحبين)) 0
خامساً: بعد هذا كله فالرسالة – عندي – لاتثبت لشيخ الإسلام ابن تيمية، فليس فيها نفسه ولا أسلوبه المعهود في الكتابة، وما ذكره ابن القيم من أدلة في نفيها كاف0 وقد ذكر في الروضة " (ص/131) أن أحد الأمراء – ويعني به مغلطاي – قد أوقفه على هذه الفتوى، ثم نقدها0
سادساً: استدراكا لهذا الأمر؛ فإنه سينبه في آخر (المجموعة الخامسة) – إن شاء الله- على ما استجد من معلومات وفوائد وتصحيحات فيما يتعلق بهذه السلسة (1 - 8) تحت عنوان: ((استدراكات)) وسيكون التنبيه على هذه الرسالة منها0 هذا أولاً 0
وثانياً: أنه في الطبعة الجديدة (للآثار000) – وهي قريبة إن شاء الله تعالى – ستحذف هذه الرسالة منها0
هذه خلاصة رأيي في هذه المسألة، والحمد لله حق حمده0
فهل من تفصيل حول هذه الرسالة وجزاكم الله خيراً.
س 2: ما هي الصعوبات التي نسمعها في خط شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهل مر معك مواقف صعبة في قراءتها؟
س 3: هل يمكنك إجازتنا بالرواية عن مشائخك؟
س 4: من هم أحسن أدباء الهند من المعاصرين؟
س 5: نطلب منك أن تكتب لنا منهجا مختصراً حول طريقة تحقيق الكتب والضوابط المتبعة في ذلك ..
جواب السؤال الحادي عشر:
1 - لا جديد يضاف حول نفي رسالة العشق عن شيخ الإسلام ابن تيمية، بعدما كتب أخونا الشيخ علي العمران. وقد أشرتُ إلى شيء من ذلك في آخر " المجموعة الخامسة " من جامع المسائل. ولم أجد في كلام شيخ الإسلام في مواضع أخرى ما يؤيّد مضمون رسالة العشق، ولذا قرَّرتُ أنها تحذف في الطبعة الثانية.
2 - أول ما نشرتُ من آثار الشيخ: " قاعدة في الاستحسان" وقد ألحقتُ بها كامل النصّ بخط الشيخ، وكلّ من يقابل بين المخطوط وقراءتي له يعرف هذه الصعوبات.
3 - لا أعتبر نفسي أهلاً للإجازة، فكيف بأن أجيز؟
4 - أدباء الهند الذين يكتبون وينظمون بالأردية وغيرها كثير، وأحسن من يكتب بالعربية: مقتدي حسن الأزهري، وسعيد الأعظمي، وأبو محفوظ الكريم المعصومي (وينظم الشعر أيضاً).
5 - لو قرأت " ضبط النصّ والتعليق عليه " لبشار عواد معروف، " وتحقيق النصوص ونشرها " لعبد السلام هارون، " وقواعد تحقيق المخطوطات " لصلاح الدين المنجد ـ وجدت جميع القواعد النظرية في هذا الباب. والمهم الممارسة والتطبيق. والله الموفق.
السؤال الثاني عشر: من الأخ (الفهم الصحيح).
¥