2 - أما الكتاب الثاني وهو "جذور الشيعة " فهو كتاب مهم بحق لعموم المسلمين، حيث تعرض للربط بين الفلسفة الباطنية-الغنوصية- ومدى تأثيرها على تحريف الشرائع السابقة، وإثبات دور عقيدة الباطن التي اتخذها الزنادقة ستارًا لإفساد الإسلام، بإدخال التشيع والتصوف فيه، مع تتبع تاريخ وافٍ لما لعبته هذه العقيدة من أثر في التحريف، وصولا للشيعة، ومن بعدهم الصوفية في تلقف تلك العقيدة، والفساد.
3 - كذلك تناول الكتاب الرد على شبه مهمة، وجديدة من شبه الشيعة، والدفاع عن الصحابة.
وحقيقة لعل الله تعالى ييسر لي أن أفرد الكلام على هذا الكلام في موضوع مستقل لأهميته، خصوصا مع تقديمه لدفوع جديدة لم تتناول من قبل عن الصحابة
4 - أم الكتاب الثالث، والذي هو من أهم كتب هذه السلسلة -لعموم بلوى الصوفية عندنا بمصر - فهو كتاب داحض بحق لأي صوفي، وهو كتاب موسوعي تعرض لنقاط كثيرة لم يتعرض لها كثير ممن رد على الصوفية، وربما يرجع ذلك إلى كون الرجل كان من مشايخ الطريق، واطلع على كثير من خباياهم، وأهم ما في هذا الكتاب من وجهة نظري تناوله لتحليل أوراد الطرق الصوفية بمصر، وإثبات احتوائها على عقيدة الحلول، والاتحاد، وإثباتها على من يدعي أنه معتدل كزكي الدين إبراهيم رائد العشيرة الذي زعم أنه معتدل، وهو يؤمن بعقيدة قدم النور المحمدي، نسأل الله العافية.
5 - يكشف هذا الكتاب أيضًا عن علاقة التصوف بالتشيع، ووجود صلة وثيقة بينهما.
6 - كما يناقش الكتاب قضية جديدة، لم يتعرض لها أحد ممن رد على الصوفية بهذا التفصل، وهي: أركان السلوك الصوفي، والتي تشمل كمًا من الشركيات ككيفية إمداد الشيخ لتلاميذه في الدنيا، وعند الموت، وبعد الموت، ويوم القيامة-نعوذ بالله من الخذلان- ومقامات الشيوخ من الأبدال والأقطاب، والأغواث، وإعطاء التصريف في الكون لنفر معينين فيما يسمى بديوان التصريف، والحكومة الباطنية، ودور الخضر في هذا الديوان الذي يعتقدون فيه أن الله تعالى وكل فيه الحكم في ملكه إلى غيره - عياذًا بالله تعالى-.
7 - كذلك يثبت الكتاب نقطة هامة جدا، وهي تعدي الصوفية في الدعاء، ومدى أهمية الذكر بجاه الحروف، والأسماء السريانية، وإثبات ذلك من واقع الأوراد.
وحقيقة أنا قرأت الكتاب مرة، وشرعت في الثانية خلال ثلاثة أيام لما احتواه من دراسات مهمة خصوصًا عن ابن عربي، وابن سبعين، ودورهما نقل التصوف إلى الطور الفلسفي الشيعي الباطني.
8 - وأما الكتاب الرابع فقد أثبت فيه المؤلف حقائق جديدة تصدم الصوفية، ولعل من أهمها إثبات أن ضريح السيدة زينب الموجود ليس ضريحًا أصلا، وإنما هو مشهد، ومعنى المشهد عند هؤلاء المخرفين، أن واحدًا من أقطابهم إذا رأى واحدًا من الصالحين في هذا المكان، عدوا ذلك دليلا، وبنوا عليه مشهدًا لأن الدليل على وجوده هو الرؤيا، لذلك حتى عندنا في مصر لا يسمونه إلا المشهد الزينبي، ثم أتى المؤلف بنص داحض من كلام الشعراني يؤيد هذا الكلام، وخلاصتها أن السيدة زينب بنت الحسين بن علي، لم تكن لها مقام حتى زمن الشعراني-القرن العاشر-والحق ما شهدت به الأعداء، وأن شيخ الشعراني المخرف المدعو علي الصواف رأى السيدة زينب تقف في هذا المكان، فقام من نومه، وبنى مشهدًا شرفيًا، وأخذ يدعو الناس إلى أنها مدفونة في هذا المكان، هذا غير الأدلة التاريخية، وأقوال المؤرخين، والتي جاءت بحق بحثًا فريدًا في بابه
هذه عجالة أردت أن أعرض فيها بعض ما تبينته من فوائد هامة، ولعل الله تعالى ييسر إفراد كل كتاب بموضوع، والله الميسر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم