تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حول طبعات تاريخ ابن أبي خيثمة]

ـ[محمود خليل]ــــــــ[02 - 09 - 04, 09:37 م]ـ

السلام عليكم

إخوتي الأفاضل

هل تجدون فائدةً من كل هذا الصراع المنشور، والمتبادل بالبريد الخاص؟

هل يجد القارئ منفعةٌ في كل هذا الجهد الذي بذلتموه، حول طبعات الفاروق، وغراس؟

إن هذا الحوار من الممكن أن يستمر لسنوات، وكل واحدٍ قد أصر على رأيه، مادام الأمر مجرد كلمات ورسائل، وحوار ليس له لازمٌ علمي.

وقد لاحظت أن الإخوة الذين كتبوا هنا، عندهم شيءٌ من المعرفة، وإن كان ضعف حالي، وقلة قيمتي، لا يؤهلاني لمثل هذا التقييم، إلا أنه كان من الممكن إفادة أمثالي، وتقديم خدمة جليلة لهذا الكتاب، وهي:

الأخ (النقاد) عنده الكثير والكثير، من الأخطاء العلمية، وأخطاء الطباعة، حول طبعة الفاروق.

والأخ (كلمات) عنده الكثير والكثير، من الأخطاء العلمية، وأخطاء الطباعة، حول طبعة غراس.

كان على كل واحدٍ منهما ذكر هذه الأخطاء، بطريقة علمية، دون الحاجة إلى أي صراع جانبي، وهذا الصراع دعا أخي الكريم هيثم حمدان للتدخل للفصل بين القوات، وعرض هذه الأخطاء أمام الناس.

وكلنا نعرف أن هذا الملتقى يرد عليه طلاب علمٍ يميزون بين الغث والسمين.

وهنا؛ سنستفيد جميعا، فكل واحدٍ منا على الأقل سيصلح ما في نسخته من خطأ.

وفي الوقت نفسه، سيميز القارئ إن كانت هذه الأخطاء تطعن في علم المحقق، وتجعله في طبقة أمثالي، من الذين هبوا ودبوا.

أم أنها أخطاء مقبولة، تقع لكثير من علمائنا الذين ماتوا، مع ما مات.

ومن هنا؛ فإنني، أدعوا كل الذين كتبوا هنا أن يُخرجوا ماعندهم من أخطاء في هذه الطبعات، ونشرها هنا، في إطار علمي، وترك الحكم لطلبة العلم.

أسأل الله لي ولكم مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.

ـ[النقّاد]ــــــــ[03 - 09 - 04, 06:35 ص]ـ

أود أن يُعْلَم أني لم أدخل في صراع مع أحد! ولست منحازا إلى أحد!

غاية ما في الأمر أن الأخ ((كلمات)) زعم أن طبعة غراس مسروقة من طبعة الفاروق , فبينت له أن هذه الدعوى ظالمة , واستدللت لما يثبت قولي , وأنه ((إن)) حصل من محقق غراس سرقة في المقدمة فهذا لا يجيز القول بأن طبعتهم مسروقة , وإن كانت السرقة مذمومة أين كانت , لكن الله يحب العدل.

ولم تعجبني مكابرة أخينا حين زعم أن ما ذكره محققا غراس من الأخطاء الفاحشة المخزية في طبعة الفاروق لا يسلم منه إلا أقل القليل , وهذه علامة عدم الإنصاف.

ولم أبرئ طبعة غراس من التحريف والتصحيف , ففيها من ذلك الكثير , لكن أن تكون مسروقة فلا يظهر لي ذلك أبدا .. والله أعلم.

والكتاب يحتاج إلى محقق غير هؤلاء كلهم , بصير متمرس بتراث المتقدمين وأساليبهم وتراكيب كلامهم , حاذق في كشف مثارات التصحيف , صاحب حس مرهف في اكتشاف الغلط .. وليس واحد ممن حقق الكتاب كذلك!

وأما الاعتذار برداءة تصوير النسخة , فهذا لا ينفع من أقدم على تحقيق مثل هذا الكتاب , إذ ينبغي أن يكون متسلحا بسلاح البصيرة النافذة , وأن يستعمل علمه وعقله ويوظف كل طاقاته في سبيل اكتشاف الخطأ وإرجاعه إلى الجادة , ومن سبل ذلك مراجعة النص في سائر المصادر الأخرى .. وإلا فلا يتعنَّ!

ـ[النقّاد]ــــــــ[03 - 09 - 04, 08:11 ص]ـ

وسأضرب مثالًا واحدًا من أمثلة كثيرة وقفت عليها من التصحيفات والتحريفات المحيلة في طبعة الفاروق بتحقيق الأخ صلاح هلل وفقه الله , لأبين أن الأمر ليس مجرد أخطاء عابرة لا يسلم منها أحد , وإنما هي أخطاء كارثية تدل على فقدان آلة التحقيق لمثل هذا النوع من الكتب , وقد أشرت إليها سابقا ..

في طبعة الفاروق (3/ 249 رقم 4692):

((4692 - حدثنا أحمد , حدثنا الحوطي , حدثنا الوليد بن مسلم الدمشقي , قال: قلت للأوزاعي: فالحديث: «صوموا الشهر» ويبتره؟ قال: تبتره؟! آخره قوله: «فإن غم عليكم فأتموا ثلاثين»)).

هكذا ورد هذا النص العجيب في هذه الطبعة ..

وهذا هو صوابه:

حدثنا أحمد , حدثنا الحوطي , حدثنا الوليد بن مسلم الدمشقي , قال: قلت للأوزاعي: فالحديث: «صوموا الشهر وسِرَّه»؟ قال: سِرُّه آخرُه؛ كقوله [أو: لقوله]: «فإن غم عليكم فأتموا ثلاثين».

وانظر لمعنى الحديث: «غريب الحديث» للخطابي (1/ 130 - 131).

فمثل هذا التحريف كان بالإمكان تفاديه باستشكال النص , وذلك بتأمله وتذوقه , والاستشكال علمٌ كما يقول القرافي. وهو مفتاح العلم.

ثم بمراجعة المصادر الأخرى التي خرجت الحديث , للوقوف على ألفاظه.

لكن شيئا من ذلك لم يحدث!

وكانت هذه هي النتيجة , نصٌّ محرف قد يستخرج منه أحد الناس أن الوليد بن مسلم كان يبتر الحديث , وأن الأوزاعي أنكر عليه , ويستخرج منه طريقة أهل الشام في اختصار الحديث , وقد يجعله شاهدا على آفة الاختصار للمتون وأنها من قرائن التعليل ... !!

والله المستعان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير