ـ[صلاح هلل]ــــــــ[04 - 09 - 04, 02:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اطلعت على ما يدور من أيام في هذا الملتقى حول طبعات ابن أبي خيثمة رحمة الله عليهما، ولقد شَقَّ عليَّ جدًا تبادل الوصف لطبعاته بالجريمة تارة وبالتحريف أخرى.
ولولا أن أخي وصديقي الشيخ محمود خليل حفظه الله قد بدأ الموضوع وكتب فيه ما تجشمت الخوض مع الخائضين في هذا الموضوع.
ولست بحمد الله ممن يتشنج من النقد العلمي الهادف غير أن مما لا يجوز بحال أن يخرج الأمر إلى عبارات تمس الأشخاص لا المسائل العلمية.
ثم من قال: إن الخطأ غير وارد، أو من نفى حتميته على البشر؟
ولابد هنا من التفريق بين أمرين:
الأول: تحرير المسائل تحريرًا منصفًا مجردًا، بغض النظر عما تُشير به النفوس، أو تستحبّه الضمائر، فلسنا في عراكٍ يدوي أو لساني، وإنما هو حوار علمي هادئ مع مسلمين يجب علينا الولاء والمحبة لهم، مهما كان نوع ولون الخطأ، خاصةً إذا كان صادرًا عن اجتهاد لا هوىً فيه ولا عصبية.
الثاني: المساس من أعراض وأشخاص الناس بحجة التحرير والبحث والتنبيه على كذا وكذا.
ولقد آلمني جدًا أن تقع عيني على كثيرٍ من هذا في مثل هذا الموضوع الذي لا يمس العقيدة ولا الصفات الإلهية، فكيف لو خالف بعضنا بعضًا في مثل: ما خالف فيه ابن خزيمة رحمه الله في مثل مسألة الصورة؟ أو نحو هذا؟
وعلى كل حال فقد سجلت للمشرفين وغيرهم اعتراضي على تسمية إحدى الطبعات بالجريمة أو المحرفة أو نحو هذا.
وينبغي على الناس تقدير الأمور بمقادير الإنصاف والديانة، وليس من الإنصاف أن تبخس طبعة بها ما يقارب خمسة الآلآف أثر وخبر لمجرد وقوع الخطأ في مائة أو حتى مائتين، فكيف إذا كانت أخطاءً يسهل عدها، وقد قيل: السعيد من عدت خطاياه. فأين نحن من هذا؟
ثم لقد سبق لي أن طلبت ممن وقف على شيء لا يرضيه في هذه الطبعة أن يرسله لي، مشكورًا له، وها أنا أشاهد الآن أشياء لم ترسل لي، بل وأنا على يقين أن ثمة أشياء أخرى لم تُذكر هنا ولم ترسل لي أيضًا، فأين التعاون على البر والتقوى؟ وأنا على يقين أن أمثلة أخي النقاد هذه ليست وليدة الساعة بالنسبة له، فلماذا حبست عني على الأقل؟ رغم مناشدتي من وقف على شيء بإرساله؟
أخي النقاد وفقه الله: أشكرك على ما أظهرته من أمثلة، لكن اعلم أخي أني بحمد الله لست من المتعجلين كما يفهم من كلامك، ولقد طالت صحبتي وحبسي للكتاب سنين عددًا حتى وصل إلى هذا الحد، ولم يخرج هكذا بعد عام أو حتى خمسة، ومع هذا لم يظهر لي هذا الذي خرج لك ولغيرك بيسر وسهولة، وأنت خبير بما فعل الطمس وغيره في النسخة الخطية، وأنا والله أحمد الله عز وجل أن أخرج لي هذا الكتاب بهذا الشكل رغم وعورة نسخه، حتى تردد عن العمل فيها من هو أفضل مني.
ومع هذا أخي الفاضل: فلم تنقطع والحمد لله صلتي بالكتاب حتى الآن، ولا زلت أقابله على أصله الخطي مرات ومرات، ويعلم الله أن آخر هذه المرات كانت ليلة أمس من كتابة هذه المشاركة والحمد لله تعالى أن أظهر لي بعض مالم يتضح لي سابقًا، فرجعت عن أشياء أنا الآن أرى غيرها، وتركت أشياء كنت أرى صوابها، وليست بالكثيرة والحمد لله، حتى لا يظن بالطبعة شيئًا.
وقد أَشَّرْتُ على هذا كله ووضعته في ملحق خاص بتصحيحات وتراجعات في ذلك، خاصة بعد أن وردت إلى مصورة أخرى مما طبع أوضح من نسختي ظهر لي منها ما يقارب ثلاثة أسطر متفرقة لم تكن ظهرت لي قبل من مصورتي، وهذا في نظري كنز عظيم، وأنت خبير بقيمة كلام السلف رحمهم الله.
وكذا صححت منها أمثلة عندي وإن كانت قليلة.
وأنا الآن في انتظار مصورة أخرى أوضح من هذا كله يسر الله وصولها إلي، وسأخرج الملحق إن شاء الله بعد مقابلتها مرفقًا بجزء آخر من كتاب ابن أبي خيثمة رحمه الله.
فأنت ترى أخي أن صلتي بالكتاب لم تنقطع، وكنت قد أشرت على ما ذكرته أنت وغيره مما هو عندي.
ولا زلت أناشدك وغيرك من أهل العلم وطلبته على إرسال ما لديهم لي، فأستدرك منهم ما قد يكون فات، وأصحح ما قد يكون وقع سهوًا أو خطأً.
وأرجو أن نعمل بجد واجتهاد وعزيمة في هذا السبيل دون حرج، ولست أستنكف من هذا أخي الكريم.
¥