تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما اليوم فعلى المحقق أن يلم بالعدسات والقارئات، وبأنواع الآلات الطابعة، وأي نوع منها يؤدي المهمة في إخراج الكتاب، ونوعية الورق الذي يتقبل الحبر، ويريح النظر. وأي جسم من الحروف يمكن أن يرصف به الكتاب، وما هي أرقام الحروف المساعدة. كما عليه أن يعرف مَنْ مِنَ الناشرين يسخو على الكتاب المحقق، ومن منهم يغار على الكتاب وعلى إخراجه. كما عليه أن يلم بالمكتبات التي سيراسلها للحصول على النسخ التي يحتاج إليها، وأن يتأكد من تكرار النسخ، وإقصاء المكرر منها، وجمع كل النسخ إذا أراد لعمله الكمال، ما لم تكن المخطوطة فريدة في العالم.

وقبل أن يراسل المكتبات عليه أن يتأكد من الفهارس الموثوقة من العنوان الأصلي الذي يريده، والرقم الذي ينضوي هذا العنوان تحته. فقد تتشابه العناوين أحياناً، كما قد تختلف ويكون المضمون واحداً. فقد عثرت على نسختين من كتاب "دمية القصر" للباخرزي؛ الواحدة في تركية بمكتبة بايزيد، وقد كتبت بعد 220 سنة من وفاة المؤلف، والثانية في النمسة وقد كتبت سنة 2154 هجرية، كتب على كعب النسختين "تاج الكتاب في طبقات الشعراء العرب"، وهما في الأصل نسختان من دمية القصر، شاء الناسخ تغيير العنوان.

وقد يعثر المحقق على مخطوطة بلا عنوان، فيستطيع الاستدلال عليه من ترجمة المؤلف. كما قد يحدث العكس معه؛ بأن يفقد اسم المؤلف، فيستطيع حينئذ الاستدلال عليه من اسم الكتاب وموضوعه. وذلك بالرجوع إلى الكتب التي ترجمت للمؤلف، أو للكتب التي تُعنى بأسماء الكتب، مثل: كشف الظنون، وإيضاح المكنون، وأسماء الكتب. والكتاب الأخير هو من الكتب النادرة في معرفة الكتب القديمة ومؤلفه هو "رياضي زاده" أستاذ حاجي خليفة.

يعاد طبعه الآن بدمشق، بعد أن طبع في القاهرة والكويت.

وعلى المحقق كذلك أن يتثبت من اسم المؤلف كاملاً، فيذكره في مقدمة دراسته، مع ذكر الكتب التي تعرضت لترجمته، والإشارة إلى الصفحات والأجزاء إن أمكن، ليسهل على الباحثين الرجوع إليها إذا أرادوا التوسع في هذا المضمار.

وأن يضع مقدمة يعرِّف بها الكتاب، والمؤلف، والعصر، وميزاته. ويفضل أن يكتب عقب الانتهاء من تحقيق المتن وطبعه، ولا مانع عندئذ من أن تكتب المقدمة في خاتمة الكتاب ... وهي طريقة حديثة قلما اتبعت قبلاً.

وبالطبع فإن معرفة أنواع الخطوط، وتاريخ كل خط، والأمصار التي انفردت بأنواع معينة من الخطوط. ليتسنى له كشف المخطوطة التي بين يديه. فمثلاً كانت الكتابة في القرون الهجرية الثلاثة الأولى (كوفية)، ثم أخذت في التطور والتغير. أما الخط الحديث الذي ينسب اختراعه إلى ابن مقلة، فليس في الواقع من ابتداعه. ولكن له الفضل في ترسيخ دعائمه، ووضع قوانينه وإشاعته. ثم هناك (الخط الفارسي)، وهو خال من التعقيدات والدوائر الخطية (الديوانية).

وهو الذي كانت تكتب به الكتب الفارسية في العصر العباسي، ثم كتبت به كتب عربية كثيرة، وهو الخط الذي انتشر في المؤلفات العثمانية فيما بعد.

وكذلك نجد (الخط الإفريقي)، الذي هو بين خط المشارقة وخط الأندلسيين.

ويمتاز (القلم الأندلسي) بأنه ميال إلى الاقتباس من أشكال الألفباء اللاتينية في الأندلس التي كانت تكتب به في تلك الأيام، مع كثير من الاستدارات وتداخل الكلمات، وتغيير كبير في كيفية التنقيط، كوضع نقطة الفاء من تحت ونقطة القاف من فوق.

والمهم في الأمر أن الأندلسيين اختلفوا عن المشارقة في ترتيب ألفبائهم، وهذا ما دعاهم إلى ترتيب معاجمهم بأشكال مخالفة لما يفعله المشارقة. ويلاحظ أنهم نظموها بشكل متناسق، حيث رصفوا الحروف المتشابهة الرسم تلو بعضها بعضاً. والألفباء الأندلسية هي:

أ. ب. ت. ث. ج. ح. خ. د. ذ. ر. ز. ط. ظ. ك. ل. م. ن. ص. ض. ع. غ. ف. ق. س. ش. هـ. و. لا. ي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير