وهذه وأضعافها داء قديم للمتأكِّلين، ومن نظر في كتاب "نموذج من الأعمال الخيرية" للشيخ محمد منير آغا الدمشقي – رحمه الله تعالى – رأى أضعاف ذلك.
2 - الاختصار، الغرض الذي يقصد منه حذف ما يخالف مشربه الفاسد.
3 - تنتيف الكتاب الواحد إلى عدة كتب موهماً أنه تأليف مستقل دون الإشارة على الغلاف بما يفيد الاستلال.
4 - التعليق على الكتاب بما ينقض مقصده في مهمات مسائله.
هذه بعض أفاعيل العابثين بكتب هذا الإمام؛ ولمرارة هذا العملِ، وقذف المطابع به في المكتبات التجارية، وخطره على العِلم والعَالَمين ألَّفتُ رسالةً باسم "الرِّقابة على التراث" عسى أن تحمل الفاعلين على توبة نصوح، وتحمل المصلحين على إجراء ضمانات لحماية التراث.
ونحن نرجو أن يكون العمل في هذا المشروع المبارك – إن شاء الله تعالى – على الأُسس التي رُسِمَت له، والامتيازات التي تحلّى بها؛ من توفير أفضل النسخ الخطية من مكتبات العالم، والسير على طريقة سويّة مقتصدة في التعليق والتحقيق، وخدمة كل كتاب بمقدمة موعبة، وفهارس مفصَّلة كاشفة، وذلك كله بواسطة عددٍ من طلبة العلم المحققين، بعد إخضاع العمل للمراجعة والتحكيم = فنحن نرجو أن يكون في ذلك كله إخراجٌ لمؤلفات هذا الإمام الحافظ القدوة بما يليق بها، وحصانة تحول دون هذه الغثائيات.وأن تكون طبعاته أساساً لما يَرِد من ملاحظات لتصَحِّح في طبعةٍ لاحقة بإذن الله تعالى.
وفي خاتمة هذا التقديم أشير إلى الأمور الآتية:
الأول: في الجلسة الختامية للدورة الحادية عشرة لمجمع الفقه الإسلامي المنعقدة في البحرين عام 1420تم إعلان تبنِّي "المَجْمع" لطبع ونشر كتب ابن القيم – رحمه الله تعالى – لما فيها من فقه الدليل وصفاء التوحيد، وهذه من أهداف "المجمع" التي أُسِّسَ من أجلها.
الثاني: من حسنات الشيخ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي موافقته على تمويل هذا المشروع بواسطة مؤسَّسته الخيرية.أجزل الله له الأجرَ والثوابَ.
الثالث: جرى عمل ثَبَتٍ بمخطوطات ومطبوعات مؤلفات ابن القيم – رحمه الله تعالى – فلم يحصل فيها حتى التاريخ إضافة للمطبوع، وإنما حصل بعض النسخ الصحاح التي فيها زيادة على المطبوع، وأنَّ بعض الكتب التي كان يُشار إليها بأنها من تأليفه مثل "طب القلوب" الذي ذكره أحمد عبيد – رحمه الله تعالى = في مقدمة "روضة المحبين" نقلاً عن معلوف، تبين بعد إحضار مصورته عن نسخة برلين أنه فصل من "زاد المعاد"، وكتاب "سر الصلاة" فصل من "زاد المعاد" و"مسألة السماع"، وكتاب "معاني الأدوات والحروف" الموجود في بعض المكتبات العراقية ليس له ..
الرابع: يوجد عدد من مؤلفات ابن القيم حقق في رسائل جامعية، منها ما طبع ومنها ما لم يطبع، وهذه نكتفي بضم ما يصلح منها إلى المشروع باسم محققيها بعد التنسيق معهم.
الخامس: سبق أن ألّف المؤلف كتاباً باسم:"ابن قيم الجوزية / حياته، آثاره، موارده"وقد اقتضى النظر تأخير ضمه إلى المشروع مطبوعاً؛ للإضافة والتصحيح.
السادس: جُمِعَت ترجمة ابن القيم من كتب التراجم العامة على نحو ما تمَّ في كتاب "الجامع لسير شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون"، وسيكون ضمن مقدمة المشروع المطوّلة:"المدخل إلى آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال".
السابع: ابن القيم – رحمه الله تعالى – ليس له مؤلَّف على طريقة الماتنين في التأليف؛ ولهذا لم أقف على أيِّ شرحٍ لأيٍّ من كتبه، وإنما تناولها العلماء بواحد من الأعمال الآتية:
1 - الاختصار: مثل "مختصر الصواعق المرسلة" للموصلي. ومختصرات لـ (زاد المعاد)، ومختصر كتاب "الروح" للبقاعي باسم "سر الروح"، ومختصر "مدارج السالكين"، ومختصرات لـ"بدائع الفوائد" لغير واحد، ذُكِرَت في مقدمة التحقيق. وغيرها.
2 - النظم: وقف المؤلف على نظم واحد لـ "زاد المعاد" لأحد علماء اليمن. وسيُذكر ذلك بالتفصيل في "المداخل .. " المشار إليها آنفاً.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وصحبه وسلم.
ثمرات المطابع ( http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=9142)