تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أفلام المقاولات]

ـ[أبو جهاد]ــــــــ[23 - 09 - 04, 02:53 ص]ـ

عندنا في مصر، أَثَّرَتْ عملية البطالة في التكوين الفكري للمجتمع

ونشأت عندنا لغة جديدة في جميع المجالات، يتحدث ويتعامل بها الناس.

وأصبح عمل المقاولات هو الرائج في كل نواحي الحياة، فنشأت أفلام المقاولات، وأغاني المقاولات، وسهرات المقاولات

وفي كل محافظة عندنا الآن، ولا فخر: مكاتب الخطابة للمقاولات العامة

خطابة، تسجيل أشرطة، توزيع من الباب للباب

وأي واحد يستطيع الصراخ، وشوية دموع، ومجموعة من القصص الملفقة من كتب القصاص، زائد احتراف في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومجموعة من حركات المعهد العالي للتمثيل، من يملك هذه المؤهلات، يتحول هنا إلى ملك الخطابة، ونجم الجماهير، وفتى الشريط الأول.

إلى أن نشأت مكانب المقاولات للتحقيق والتعبئة

لأن أفلام المقاولات، وإن كانت هابطة، إلا أنها تحتاج إلى رصيد من المال.

فلجأ اصحاب المقاولات إلى طريق سهل، لا يحتاج إلى مالٍ على الإطلاق، وهو:

مكاتب المقاولات لتحقيق التراث، وتعبئة الكتب، وتغليف البضاعة.

وهذا لا يحتاج إلا إلى (عِدَّة شُغْل) بلهجتنا المصرية الحديثة، وهذه العِدَّة هي:

أولا: اختيار كنية، ولتكن غريبة، للشهرة، مثل: أبو يعلى الرشيدي، أو أبو الدجاج الفيومي، أو أبو يعقوب الطنطاوي ... إلى آخره.

ثانيا: إدخال لفظة (بن) بين الأسماء، كأن يكتب: حققه، وضبط نصه، وعلق عليه: أبو المكارم السلموني، علي بن أحمد بن الورداني

ثالثا: أن يقوم بنقل أي مقدمة لأي كتاب، (حلواني)، وفي آخر المقدمة يكتب:

وكتبه (لاحظ: لابد من الواو قبل الكاف) عند مغرب فجر السبت: أبو المُعلي الدمياطي.

هنا اكتملت عِدَّة الشغل.

ويبدأ التحقيق، أو التلفيق، أو التلزيق، الأسماء هنا لم تعد تعني شيئا، المهم؛ عدة جُمَل محفوظة للحواشي، صححه الألباني، أو ضعفه، وفي التقريب: مقبول، واختلف العلماء في هذه المسألة، فريق قال: نعم، وفريق قال: لا، وفريقٌ في السعير.

أما المتن، فقد تحول إلى حيص بيص، شعبة تحول إلى قتادة، وعمرة أصبحت عروة، ومسند أحمد تحول إلى المستدرك.

فليس من إسناد إلا وأبعدوه عن متنه، ورَكَّبُوه على رأي فقيهٍ، واختلط المرفوع بالموقوف، والمرسل بالمعلق.

وتسمع من بعيد نحيبا وبكاءً، أين أهلي الذين كانوا؟!

يا أصحاب المقاولات؛ وظننتم أن الأمة قد ماتت، وأن الرجال قد انقطعت آثارهم، وأنه ليس هناك من يقرأ.

وفجأة، ومن وسط هذا الرماد، خرج لكم، وعلى مسمع من العالم كله، من يقول كلمة الحق، ويكشف الزور الذي أردتم ستره، في سطر كذا، في صفحة كذا، وقع هذا التصحيف.

حسبةً لله، وأداءً للأمانة.

وخرجتم عليهم لإخراسهم في البداية، قلتم لهم: توقفوا، وابعثوا لنا بالأخطاء.

الأخطاء في الكتب المحرفة التي غششتم بها أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

فاستخدمتم السب والشتم، وسميتم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فضيحة.

والفضيحة؛ هو ماوقع منكم.

وبعون الله لن تموت أمةٌ فيها من يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر.

تحية تقدير لأخي خليل بن محمد، الذي قطع جزءا من عمره لبيان الحقيقة.

تحية تقدير لأخي النقاد الذي جال بقلمه وصال يمزق أوراق الزور

تحية لهذا الملتقى الطيب المبارك الذي يدافع عن تراث نبينا صلى الله عليه وسلم.

ومعًا، يدًا بيد، حتى تنتهي أفلام المقاولات.

ـ[سماحة]ــــــــ[23 - 09 - 04, 04:31 م]ـ

أخي؛

إن قصر وجود هذه المكاتب العامة للمقاولات والتحقيق في مصر وحدها أمر ليس بصحيح، فمن علامات الساعة أنها تنتشر الآن في جميع الدول العربية، وإن كانت أكثر في مصر، نظرا لتعداد السكان.

وبدأ أولا بمكتب الشيخ لتعبئة الكتب، والشيخ عنده القدرة على تعبئة عشرين مجلدا في أسبوع، حسب المقاولة، وقام الشيخ عبد المعطي قلعجي بتحقيق كتاب ابن الجوزي في غريب الحديث، وفيه: كان بين مصلى النبي صلى الله عليه وسلم وبين القبلة مثل مؤخرة الرجل، وضبطها هكذا: مُؤَخِّرَة الرَّجُلِ!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير