- كنا نبحث عن مخطوطات عامة, كل ما يخص الإسلام وعلومه دون قيد أو تحديد, فالتراث الإسلامي تراث إنساني وشامل ولم يقتصر بحثنا على العقائد فقط مثلا أو علوم القرآن والسنة والفقه فقط, إنما على كل ما يمت للإسلام بصلة حتى الجانب العلمي والإنساني فيه مثل الطب والبيطرة والصيدلة والجغرافيا والفلك وسائر المناشط الإنسانية من زراعة وخلافه من العلوم المتنوعة, لهذا نحن نستفيد اليوم مما استقدمناه من هذه الكتب ومن هذه المخطوطات المتنوعة في علوم المسلمين لأن لها طلبا ولها مريدين وغير ذلك.
علم الاقتناء
كيف نستفيد من المخطوطات? وما هو وجه الاستفادة منها?
- المخطوطات بلا شك علم واسع يسمونه علم؛الاقتناء «, وهو علم يشمل كل علوم المسلمين, وهذا الميراث العظيم وهذه الذخيرة التي تركها لنا الأوائل تعتبر تركة شاملة ثرية بما سط ره العقل المسلم ولا يوجد اليوم في العالم كله بالنسبة للشعوب الموجودة بثقافاتها, لا يوجد شيء اسمه المخطوطات في مكتبات العالم إلا بعض النوادر, فالصينيون لم يتركوا مخطوطات إلا في النادر الشديد الندرة وبعضها ف قد كذلك الغربيون لم يتركوا شيئا اسمه المخطوطات إلا شيئا نادرا كذلك اليهود وغيرهم, لذا نجد أن كلمة مخطوطات في مفهوم الغرب هو علم المسلمين لأن أكثر أمة تركت وراءها مخطوطات قديمة أو علوما سطرها علماؤها السابقون هم المسلمون, ولهذا تجد الآن عند الغرب إذا ذكرت المخطوطات القديمة يشيرون إلى المسلمين ولا توجد بقعة أو مكتبة في العالم إلا وتجد فيها مخطوطات إسلامية وإذا وجدت علما آخر لا بد أن تجد مخطوطات إسلامية في أي مكتبة تخطر على بالك في أنحاء العالم, وما ذهبنا إلى أي مكتبة من المكتبات ولا ذهب غيرنا ممن سبقونا إلا ووجدوا هناك مخطوطات إسلامية, فالعلماء سط روا في الفقه وسطروا في العقائد وسط روا في الطب والبيطرة والزراعة والفلك والصيدلة وسط روا في كل ما يتعلق بالإنسان وفي سائر أنواع العلوم والمعرفة وما زالت هذه المخطوطات ذات نفع وفائدة جليلين وإن قلنا غير ذلك فلماذا يحرص الغربيون عليها ويجوبون الأرض من أقصاها إلى أقصاها بحثا عنها وللحصول عليها مهما كلفهم ذلك.
ففي أفغانستان تجد الأمريكان والألمان والفرنسيون يشترون المخطوطات من هناك والآن في مكتبة الكونجرس الأمريكي عشرون ألف مخطوطة وما يزيد عن ذلك من المخطوطات الأصلية وليست المصورة.
وهم مازالوا يجمعون ويحرصون على ذلك خاصة فيما يتعلق بالعلوم البحتة كالطب والبيطرة والصيدلة وغيرها لأنه ما زالت هناك نظريات وحقائق علمية أل ف فيها المسلمون ولم يتطرق إليها الغرب حتى هذه الساعة وهذا ما نناقشه دائما في المؤتمرات التي نحضرها في العالم الإسلامي, حيث يكتشفون مخطوطات تتحدث عن حقائق حديثة في الطب مثلا أو علاج مرض من الأمراض وهي بلا شك ما زالت مليئة بالأسرار العلمية, نعم استخدموا أدوات معملية, قديمة أو أدوات ومباضع جراحية قديمة ولكن تبقى المادة والفكرة المستخدمة في العلاج ولأي الأمراض ومصدر الدواء .. إلخ لكل ما سبق يحرص الغرب على هذه المخطوطات وعلى اقتنائها حتى يومنا هذا لأن هناك نظريات وحقائق علمية مثبتة في هذه المخطوطات.
ثانيا: عندما نقول العصر الوسيط مثلا وهو عصر سيطرة الكنيسة, في هذا الوقت كانت كل المراكز الإسلامية مصادر إشعاع علمي وقد أكدته مقولة كاتبة ألمانية بقولها؛شمس العرب تسطع على الغرب «, تقول ذلك في أحد مؤلفاتها في الوقت الذي كان فيه الغرب يغط في جهل عميق.
نحتاج إلى متخصصين
إن التعامل مع المخطوطات يتطلب خبرة ومعرفة وقليلون هم الذين يتعاملون مع المخطوطات .. كيف نستفيد من هذه المخطوطات ونحن لا نستطيع التعامل معها إلا من رحم ربي?
¥