5 - قال في (ج1/ص220): " عبادة الحكام " هكذا عنون مع أن الله تعالى لم يذكر إلا عبادة الأحبار والرهبان ولم يذكر الحكام، وذلك لأن الحكام وإن وضعوا قوانين فهم لا يقولون هذا من عند الله وإنما يقولون هذا ما رأيته ونحو ذلك، بخلاف الأحبار والرهبان فهم يحللون ويحرمون ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله وهذا الفرق بيِّن لمن تبصر.
وبيَّن تحت العنوان المذكور وجه كفر أتباع فرعون وأنه إنما كان بسبب طاعتهم له، وهذا بين البطلان، بل إنما كان بسبب اعتقادهم أنه له الحكم والتشريع، وأنه معبود مع الله تعالى.
6 - نقل عن الغزالي من كتابه (المنقذ من الضلال) كما في (ج2/ص447) مع أن هذا الكتاب ألفه الغزالي ليبين ضلال طريق الفلاسفة وأهمية طريقة المناطقة وأنها هي الناجية.
7 - نقل كلام الغزالي كما في (ج1/ص23) حيث قال عن الصحابة:" لم يكلف الشرع أجلاف العرب أكثر من التصديق الجازم بظاهر هذه العقائد… فأما البحث والتفتيش وتكلف نظم الأدلة فلم يكلفوه أصلاً. وإن أراد أن يكون من سالكي طريق الآخرة وساعده التوفيق ولازم التقوى .. واشتغل بالرياضة والمجاهدة انفتحت له أبواب من الهداية تكشف عن حقائق هذه العقيدة بنور إلهي يقذف في قلبه بسبب المجاهدة تحقيقاً لوعده عز وجل ".
فانظر إلى هذا الكلام الذي نقله وارتضاه وكم فيه من الضلال، ومنه:
أ- وصفه الصحابة بأنهم أجلاف العرب مخالفاً قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي) فمن يقول إن هذه العبارة ليست بسب لصفوة الأمة بعد نبيها؟.
ب- اعتقاده أنهم كلفوا بظاهر هذه العقائد وهذا يعني أن التحقيق له رجال، وصرح في كتابه المنقذ من الضلال بأنهم علماء الكلام.
ج- قوله: "وإن أراد أن يكون من سالكي طريق الآخرة وساعده التوفيق ولازم التقوى .. واشتغل بالرياضة والمجاهدة انفتحت له أبواب من الهداية تكشف عن حقائق هذه العقيدة بنور إلهي يقذف في قلبه" هذا هو عين قول الصوفية الذين يزعمون أن طريق الجنة لا تدرك إلا بالرياضة والمجاهدة، ويعنون بالمجاهدة المجاهدة الصوفية، وقد انتقد شيخ الإسلام كلام الغزالي هذا وفهم مغزاه وضلاله، أما هذا فنقله على عواهنه مرتضياً إياه.
8 - نقل كلام الرازي كما في (ج2/ص586) وفيه:" وهذه الآية - يعني قوله تعالى: (وما أنا من المشركين) - تدل على أن حرفة الكلام وعلم الأصول حرفة الأنبياء عليهم السلام وأن الله ما بعثهم إلى الخلق إلا لأجلها ".
فاعتبروا يا أهل السنة، فهل الأنبياء بعثوا بدعوة إلى حرفة الكلام وعلم الأصول الذي يقصد به الرازي وأمثاله علم المنطق، أم أنهم بعثوا بالدعوة إلى عبادة الله وحده، كما قال تعالى في الآية: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) وغير ذلك من الآيات المعلومات والرازي نفسه قد تاب من هذا الكلام وعلم فساده، انظر طبقات الشافعية (ج8/ص96).
9 - قال في (ج2/ص572):" وقد يكون داعياً إلى رئيسه كما يوجد في كثير من الدول من علماء الضلال من علماء الدول لا علماء الملل، يدعون إلى رؤسائهم، من ذلك لما ظهرت الإشتراكية في البلاد العربية قام بعض علماء الضلال بالاستدلال عليها بآيات وأحاديث بعيدة الدلالة، بل ليس فيها دلالة، فهؤلاء دعوا إلى غير الله ".
أقول: ليتك لم تتجاهل المعظم عندك وهو سيد قطب، فإنه من أوائل من ألف في هذا الباب وسمى كتابه (الاشتراكية الإسلامية)، وفيه وصف الصحابة بأنهم إقطاعيون، كما اتهم بذلك عثمان ومعاوية رضي الله عنهما.
10 - نقل عن سيد قطب في أكثر من ستين موضعاً، وفي كلامه ما فيه من التكفير الجزاف، ومن تلك العبارات ما قال في (ج7/ص2566):" والناس - في أي زمان وفي أي مكان إما أنهم يحكمون بشريعة الله - دون فتنة عن بعض منها - ويقبلونها ويسلمون بها تسليماً، فهم إذاً في دين الله. وإما أنهم يحكمون بشريعة من صنع البشر - في أي صورة من الصور - ويقبلونها فهم إذاً في جاهلية، وهم في دين من يحكمون بشريعته، وليسوا بحال في دين الله ".
قلت: فأين هذا من تفصيل الأئمة في الفرق بين المستحل وغيره، أليس في عبارة الظلال تكفير على الإطلاق؟ وهو قول الخوارج قديماً وحديثاً.
وبعد هذا العرض الذي ضمنَّاه لك ثمان عشرة ملحوظة مدعمة بالأدلة فهل تشك أيها المسلم في فساد منهج الرجل وفساد مقصده.
¥