تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا الكلام ضلاله بين، حيث زعم أن إيمان واعتقاد وتوحيد مشركي قريش أعظم من إيمان كثير من السلاطين والأمراء في هذا العصر، بل وحلف على ذلك، فواعجباً كيف يجعل من يقول لا إله إلا الله ويقر بالشرع - ولو كان عنده معاصي وبدع وشرك أصغر - دون من عنده الشرك الأكبر؟.

ثم ما يدريك أنهم لا يطلبون من الله، أتريد من الحكام أن يجأروا بالدعاء أمامك حتى تدري؟ فهذا الكلام يدل على التكفير الصريح للحكام دون استثناء، بل وجعل مشركي قريش أفضل من حكام المسلمين!!

3 - من الأخطاء البينة في الكتاب، والضلالات الواضحة نقله لكلام أهل البدع وعدم التنبيه إلى أنه ضلال، وأذكر مثالاَ واحدً حيث قال في (ج1/ص197): " واعلم أن كل مصنوع لا بد فيه من تصور أربع علل: علة الفاعلية، وعلة الصورية، وعلة المادية، وعلة الغائية ".

وهذا الكلام من كلام أهل الكلام المتأثرين بالفلسفة ومنطق اليونان وهي من الأمور التي رُدَّ من أجلها كثير من الحق، والمقصود أن ادخال اصطلاحات أهل البدع في شرح كتاب التوحيد دون التنبيه عليه مسلك جديد لم نعهده من شراح كتاب التوحيد، الذين شهد لهم بالرسوخ في العلم والسابقة بالفضل والإمامة في الدين.

4 - قال في (ج1/ص216) بعد ذكر حديث عدي:" والحديث دليل على أن طاعة الأحبار والرهبان في معصية الله عبادة لهم من دون الله ومن الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله ".

زعم الكاتب أنه سيشرح الأحاديث بفهم السلف وبفهم شراح كتاب التوحيد فمَن مِن السلف ومَن مِن شراح كتاب التوحيد فهم أن مطلق الطاعة في معصية الله عبادة للأحبار والرهبان وأنه من الشرك الأكبر؟! هذا الكلام لا يقوله إلا جاهل أو تكفيري، فالحديث نفسه مفسر لا يحتمل تأويلاً، حيث قال: (أليسوا يحلون ما حرم الله فتطيعونهم، ويحرمون ما أحل الله فتطيعونهم؟ قال: بلى، قال: فتلك عبادتكم لهم) فجعل عبادتهم لهم كونهم جعلوهم يحللون ويحرمون مع الله، ولو كان كل طاعة عبادة للمطيع لكان مطيع الشيطان عابداَ له ومطيع النفس عابداً، ولكان العاصي عابداً لغير الله ولكان كافراً ومشركاً وهذا هو قول الخوارج، لكن هذا الكاتب أتى به هنا خلسة بل إنه ضل في هذا الباب ضلالاً مبيناً حيث زعم أن كل من أطاع غير الله في معصية الله فقد عبده وأطال النفس في إثبات هذا الكلام وأتى بالعجائب فقال (ج1/ص225):" قد يفهم مما سبق أن أي طاعة تقدم لغير الله فهي شرك مخرج عن الملة لأنها عبادة قدمت لغير الله، نعم هذا الذي فعل هذا لا شك أن له حظ ونصيب من الآيات التي تبين عبادة الهوى وعبادة الشيطان "، وبناء على هذه القاعدة الفاسدة زعم أن نبي الله آدم - الذي كرمه الله عن عبادة غيره - عبد الشيطان؟! فقال كما (ج1/ص225): " أما إذا كانت المعصية لله عز وجل التي صارت طاعة لغيره، أو عبادة له، إذا كانت منبعها الشهوة فهذه لا تخرج من الملة أو الدين وذلك كمعصية آدم حينما قبل حكم الله ولم يرده وارتضى به، ولكن لغلبة الشهوة واستزلال الشيطان له وقع في طاعته ومعصية الله، لكن هذا الحظ الذي ناله من عبادة الشيطان لا يزيد على كونه معصية لله ولم يخرج من الملة به…".

فانظر - رعاك الله - كيف وصف نبي الله آدم بأنه ناله حظ من عبادة الشيطان، ثم تملُّصه من أن ذلك ليس بمخرج من الملة غير مجدي، لأن القاعدة عنده طاعة غير الله في المعصية عبادة له على الإطلاق، فإن كانت طاعة غير الله في معصية الله عبادة صرفت لغير الله فهذا كفر أكبر، وهذا هو قوله، ولكنه يقول إن أبانا آدم لم يكفر لأنه لم يرد أمر الله، فهو لم يكفر عنده لمانع.

فهل - يا عباد الله - كان أبونا آدم وقع في الكفر والشرك ولم يكفر لأنه لم يرد أمر الله؟! أم لأنه لم يقع في عبادة غير الله وإنما استزله الشيطان فوقع في المعصية.

وهذا الكلام الذي قرره الكاتب خطير ويؤدي إلى التكفير فإذا كان كل معصية لله طاعة لغيره وشركاً على الإطلاق فمن الذي ينجو منها؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير