تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول: ومثل هذا العمليَّات الاستبداليَّة قد تَمرّ بسلامٍ إذا اقتصرتْ على نحوِ الكلمة والكلمتين، كما هو الحال في كتاب ((مسائل أحمد)) السابق هنا، لكن يعظم الضرر بها كلما زاد المحقق من استخدامها، والاتِّكاء عليها، وقد مضى شرح بعض وجوه ذلك.

وقد رأيتُ بعض الناسِ قد استخدمَ هذه العملية على خطورَتِها في أوسع نطاقٍ لها، بل لم أَرَ مَنْ وصل إلى هذا الحدِّ في استخدامِها كما استخدمها.

وتبدأ القصة مع بعض الأخطاء التي أستبعد صدورها عن مثلِهِ، فسأَلْتُ وفتَّشْتُ، حتى تأَكَدَ لديَّ أنه قد ضبطَ كتابًا يتكون من عِدَّة مجلدات ضبطًا شبه التامِّ في نحو الساعة تقريبًا؛ بل وغَيَّرَ فيه وأعاد أثناء هذه العملية، بل غَيَّرَ في إحالاته ومصادره، وغير ذلك من العمليات التي لا تخفى على مختصٍّ بالحاسوب، عالمٍ بأسراره؛ لكنَّه زاد على المختصين شيئًا صَنَعَهُ لنفسِه يمكنه من خلاله: القيام بعدَّة مهام، مثل: وضع المصادر بين قوسين، وعمل علامات الترقيم بطريقةٍ آلية عند أماكن بعينها عَيَّنَها له سلفًا، والكتابة الآلية لعباراتٍ مقصودةٍ عند رمزٍ معينٍ تَمَّتْ برمجته له قبل هذا؛ بل ويكتب المصدر المراد كتابته بمجرد كتابة الرمز الخاص به مباشرة، وهذا كله في مجال برنامج (( word)) الخاص بالكتابة، بعيدًا عن مجال التحقيق.

والحقُّ أنني لمستُ ثورةً ((برمجية حاسوبية)) للمحققين، لكنها لا زالت بحاجةٍ إلى مزيدِ عنايةٍ وتطوير، خاصةً وأنها لم تأْتِ بالأمر على جهتِه كاملاً، وإِنَّما غَيَّرَتْ شيئًا من الإحالات، فاستبدلَتْ مصدرًا بآخر تبعًا للتبديل في الرمز اللاتيني ((الْمُبَرْمَجِ)) لها سلفًا، كما غَيَّرَت في أرقام بعض الحاشية فجاءت في غير رقمها اللائق بها.

ونحن نقطع أن الخطأ من شأْنِه التلوُّن والتَّعَدُّد، لكنِّي لمستُ ثبات الخطأ المشار إليه في مواضع، فصار بثباتِه المذكور أمرًا مقصودًا في نظري، لكنَّي استبعدتُ جدًا أن يقع أحدٌ في مثل هذا؛ لحقارة الأمر وظهوره جدًا، فليس وهمًا من جنسِ أخطاء الناس أو نحو ذلك؛ لكنَّهُ من الأمور التي لا يحتمل فيها الخطأ لظهورها، ويبعد جدًا وقوع الخطأ في مثلها، فلمَّا ثبتَ شكل الخطأ في جميع مواضعه من ناحيةٍ، ولم يكن جائزًا ممكنًا وقوعه لأحدٍ من ناحيةٍ أخرى: علمتُ أن ثمةَ شيئًا ما قد حدَثَ؛ لكنني لم أقف عليه إلا بعد بحثٍ وتفتيشٍ في ملابسات المسألة، ورجع الخلل إلى تلك العملية ((الاستبداليَّة)).

ومع هذا فنسْبَة الصواب لهذه العملية البرمجيَّة الجديدة على المحققين حتى الآن في نظري القاصر: تصل كما رأيتُ وشُرِحَ لي إلى أكثر مِنْ (90%) وهذا عملٌ رائع جدًا إذا تمَّ تطويره والعناية به؛ لكننا لا نُبَرِّر الخطأ لأحدٍ، وإِنْ عَذَرْنَاه ودَفَعْنَاه بكل طاقتنا للاستمرار في طريقه الذي نظن فيه النفع للمسلمين إن شاء الله تعالى.

ونحن نقطع أَننا بحاجةٍ إلى الإبداع والابتكار، ونُشَجِّع المبدعين، ونحرص عليهم، لكننا أيضًا لا نُبَرِّر الخطأ لأحدٍ لفضْلِه وشرفه بيننا، مهما كان.

كلا؛ لا نُسْقِط اللومَ لكننا نعرف طريق اللوم والعتاب، ونُتْقِن بحمد الله معاتبة الأصدقاء والأشقّاء، وزملاء الدَّرْب؛ ويكمن إتقاننا لهذا الباب من انتمائنا للإسلام العظيم، فنحن نقطع بهمجيتنا وضلالنا بدون الإسلام العظيم الذي رَبَّانا على أصولٍ ما كنا لنبلغها لولا أن مَنَّ الله علينا به، وشَرَّفَنَا بعبادته، وهذا فضلٌ نفخر به على جميع الأجناس، وشرفٌ أَدَّعيه، وأطرب له، وإِنْ رغمت أنوف الكفر والشِّرْك، كما أَتِيه فخرًا وطربًا بحبِّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآل بيته وصحابته الأطهار رغم أنف الشيعة والرافضة وأعداء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآله وصحابته.

أقول: ولم أقصد هنا تبرير أخطاء المحققين؛ لكن المراد أن نضع مثل هذه العمليَّات الحاسوبية المتقدِّمة في أذهاننا، فنُنْكر على مقدار الخطأ وحجمه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير