تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[16 - 11 - 04, 08:33 م]ـ

بارك الله في الشيخين العدوي ومحمود خليل على ما أفادا به في مشاركتيهما.

وبانتظار المزيد من الشيخين ومن بقية الإخوة.

ـ[محمود خليل]ــــــــ[20 - 11 - 04, 03:30 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

القسم الثاني:

بعد أن تحدثتُ عن معرفة بيانات النسخة الخطية، التي يراد تحقيقها، وكان ذلك مدخلاً للوصول إلى معرفة الكتاب الذي يراد نشره.

وأعتقد أن السبب في تدهور مستوى التحقيق يرجع إلى هذين السببين، مع أسباب أخرى.

فكما سلف وذكرتُ، لا توجد قاعدة ثابتةٌ، لتحقيق كل مخطوط، وإنما لكل مخطوط قاعدة.

كذلك نوع الكتاب، والمادة التي يتناولها، فكل كتاب له قاعدة في التحقيق، تختلف عن الآخر.

لكن السذاجة، أو قل: البلاهة، أو قل: الجهل الذي أحاطنا، أو هؤلاء مجتمعون، جعل أمثالي عندما يحققون (للأسف) كتابا، لا يفرق بين كون هذا الكتاب في رجال الحديث، أو العلل، أو الشروح، أو المؤتلِف والمختلِف، أو في بيان الصحيح والضعيف، أو في المصطلح لتدريب الصغار ـ من طبقتي ـ على هجاء حروف علوم الحديث.

فترى هذا الأبله قد وقع في يديه مخطوط في العلل، لسوء حظ المخطوط، المكون من عشر ورقات، فيجلس القرفصاء، ويبدأ في دراسة الجدوى:

1ـ كيف يُخرج العشر ورقات في أربع مجلدات؟

2ـ آسف، ليس هناك (2) ولا (3).

لأن الأولى هي الأهم، وهي التي عليها حساب الملازم، وهي التي سيتقاضى عليها الحساب، من الناشر الذي سيأكله!!، ولكي يقول: لقد حققت موسوعة في أربعة أجزاء.

ويبدأ في الجريمة، فيضع في كل صفحة نصف سطر، ويأتي على: (حدثنا مسدد) فيشرح في الحاشية اسم (مسدد)، والخلاف في اسمه، والحالة السياسية في عصر (مسدد)، وشيوخه وتلاميذه، نقلا عن ((تهذيب الكمال))، والخلاف فيه جرحًا وتعديلاً، والخلاف في تاريخ وفاته، ومصادر ترجمته (سرقةً أيضًا من حواشي ((تهذيب الكمال)))، ثم ذكر عنوانه، وأسماء جيرانه، وفصيلة الدم!!، ثم الأهم من ذلك كله: سبب الخلاف بينه وبين زوجته التي توفيت في حياته.

وينسى هذا (المُخبر)، أو المحقق، أنه يحقق كتابا في العلل، وأن الذي سيقرأ في هذا الباب، ويبحث فيه، هو من حفيت قدماه في طلب العلم، ولم يعد في حاجةٍ إلى من يشرح له عنوان بيته بالتفصيل المُمِل.

وللأسف المتكرر؛ أعرف ناسًا يعملون بالتحقيق، وعند البداية في عمل جديد، يجلسون لوضع خطة العمل، وأساسها يقوم على تحديد الكتب السابقة التي حققوها، وكتب الآخرين التي تطول حواشيها، طول ليل السجن، ثم يطلبون من فريق العمل نقل هذه الحواشي في العمل الجديد، باحترفٍ وشطارة، وتغيير بعض الأحرف إن أمكن، مع الإكثار من وضع: (يرحمه الله) وبعض الألقاب والأحساب وراء اسم كل عالم، ولا مانع من اصطناع خلاف في كنيته، ثم إيراد عدة أسطر، ثم والصواب ما أثبتنا.

والكتاب الذي يخرج في مجلدين، يخرج لطلبة العلم (الغلابة)، و (أبناء السبيل)، و (اليتامى)، في خمسين مجلدًا، وطالب العلم ماذا يصنع، هل يبدأ بالزواج، أم بشراء الكتاب؟؟!!.

والذي بعث محمدًا بالحق، عملت عند جماعة السيد أبي المعاطي، وهم يعملون مسند أحمد، طبعة عالم الكتب، وتكرموا عليَّ بأن تركوني أجمع قصاصات الورق، وخرج الكتاب في عشر مجلدات، مع الفهارس، ثم كانت المفاجأة، أن تكرم بسرقته حسان عبد المنان، وطبعه في مجلد واحد، حرفا بحرف، حتى الخطأ الذي وقعوا فيه، بسببي، عنده كما هو، ولن أستطيع أن أشرح لكم فرحهم بخروج الكتاب في مجلد واحد، مع أن جهدهم سنين طويلة قد سرق، ولكن سمعت كبيرهم ـ في السن ـ يقول: الحمد لله الذي يسر على طلبة العلم، اللهم اشهد أني سامحتُ هذا السارق.

الغريب أن الناشر كان سلم حسان الكتاب لمراجعته قبل الطبع، وكتب له مقدمة، دون معرفة جماعة السيد، وفيها من المخالفات في العقيدة ما لا يقرون به.

لقد رأيت هنا وهناك من يبكي بدم، وكاد يلطم الخد، ويشق الجيب، لأن فلانا أخذ عنه بعض الحواشي، والتي لا فائدة منها أصلا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير