والخلاصة؛ أنه لكل مقام مقال، ولكل كلام رجال، ومن أراد تحقيق نصٍ، فليكن ابتغاء وجه الله أولا وآخرا، ببذل الجهد لإخراج النص الذي تركه المؤلف، كما أشار أخي العدوي، فهذه هي الغاية من التحقيق، وليس الاتفاق على سعر الملزمة.
وأسأل الله أن يوفق في إكمال هذا الموضوع المهم، الذي دعا إليه رجل، هو الأخ هيثم حمدان، جعلنا الله وإياه من الدعاة إلى الخير، وسامحوني.
محمود
ـ[محمود خليل]ــــــــ[20 - 11 - 04, 07:00 م]ـ
بسم الله
السلام عليك
توضيح
ربما يظن واحد من الإخوة، بعد قراء المشاركة الأخيرة أنني أُوافق على سرقة الكتب.
ولكن عقيدتي، وديني في هذا الأمر هو ماجاء في كتاب الله تعالى:
وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
وماجاء في سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛
عَنِ أَبيِ صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ r قَالَ ((لَعَنَ اللَّهُ السَّارِقَ، يَسْرِقُ الْبَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ، وَيَسْرِقُ الْحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ.)).
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي.
هذا قولٌ فصلٌ، وليس بالهزل.
ولذلك سميت الذي فعل بالسارق، كما سماه رب العالمين.
والسرقة تختلف عن الاستفاده من العلم، فكل جيل يأتي يأخذ عن الذي سبقه؛
قال أبو أحمد الحاكم: كنتُ بالرَّي، وهم يقرؤون على ابن أبي حاتم كتاب ((الجرح والتعديل)) فقلتُ لابن عبدويه الوراق: هذه ضحكةٌ، أراكم تقرؤون كتاب ((التاريخ)) للبخاري على شيخكم، على الوجه، وقد نسبتُموه إلى أبي زُرعة، وأبي حاتم، فقال: يا أبا أحمد، إن أبا زُرعة وأبا حاتم، لما حُمل إليهما ((تاريخ البُخَارِيّ)) قالا: هذا علمٌ لا يُستغنى عنه، ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا، فأقعدا عَبد الرحمان يسألهما عن رجلٍ بعد رجلٍ، وزادا فيه، ونقصا. ((تذكرة الحفاظ)) 3/ 978، و ((سير أعلام النبلاء)) 16/ 373.
وقال ابن حَجَر: قال ابن أبي حاتم: عن حُذيفة بن داب، روى عنه ابن أبي ذئب وعَبد الرحمان بن إسحاق، وهو ملخص (يلخص) كلام البُخَارِيّ على العادة. ((لسان الميزان)) 5/ 120.
وقد رأينا الكمال، ثم تهذيب الكمال، ثم تذهيب تهذيب الكمال، ثم تهذيب التذهيب، ثم تقريب التهذيب ... وكلها حلقاتٌ من العلم النافع، استفاد الخلفُ من السلف، وأضاف عليه أو حذف، وما سمعنا صراخ أحدٍ ولا عويله.
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[20 - 11 - 04, 07:37 م]ـ
العدوي كتب:
1 - للتغطية على الضعف العلمي.
2 - لمحاولة إقناعنا بأمانتهم الشديدة في النقل، ولكنك مع أدنى نظرة تستطيع أن تتبين أنهم مع كل محاولاتهم لا يسلمون من التصحيف، والسقط، والتحريف المتعمد أحيانًا أخرى إن لم يكن معظم الأحيان.
أرجوك أن تأتي بالشواهد لهذين السببين: (للتغطية) و (لمحاولة) , قبل أن يكثر الكلام حول ذلك.
الى جانب هذا الأمر يهمني أيضا (التحريف المتعمد) لو تكرمتم بالشواهد لهذه الظاهرة لكى نرى الأمر واضحا أمامنا. وشكرا.
موراني
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 07:59 م]ـ
بارك الله في الأخ هيثم حمدان و في شيخنا العدوي.
و جزاك كل خير يا شيخنا محمود خليل و أسلوبك جميل لدرجة أني حزنت عندما وصلت لنهاية كلامك: (
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[21 - 11 - 04, 07:25 ص]ـ
طيب شيخنا محمود خليل بماذا تنصح طالب الدراسات العليا الذي أخبره مشرفه "الأكاديمي" إنه لن يمنحه الشهادة ما لم يكثر الحشو؟
ـ[محمود خليل]ــــــــ[22 - 11 - 04, 06:35 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
أخي الكريم / الأستاذ هيثم حمدان
وتسأل عن هذا المشرف الذي يعيش على الحواشي.
والغريب أن هذا هو مشرف جميع الرسائل في جميع دولنا العربية، إلا من رحم ربك.
والظاهر أن السر في ذلك يعود إلى ما يُعرف بـ (مرتبة) الشرف.
والمرتبة عندنا في مصر هي هذا الشيء الذي يوضع على الأسرة، ويُحشى بالقطن، أو بالفهارس!!
ولكي يحصل الطالب على (مرتبة) الشرف، فلابد من إتقان الحشو.
في هذه الحالة، عل الطالب المخلص أن يتحمل ويقوم بتعبئة الرسالة (المرتبة) بما يلزم، ومن أي كتاب، حتى من قواميس اللغة اليونانية القديمة.
وبعد حصوله على درجة الدكتوراة، بـ (مرتبة) الحواشي، يقوم الطالب المخلص بإفراغ الحواشي منها، ويطبع رسالته، ليس بدون الحواشي فقط، بل بحذف ثلاثة أرباع أصل الرسالة، ولو عمل معروفا في أُمة محمد، فليحذف الربع الباقي، من باب الرحمة، وحقوق الإنسان، ومن لا يرحم، لا يُرحم.
وفي كل الحالات هو قد أصبح دكتورا في علل الحديث، بعد أن أصابنا بشتى أنواع العلل.
ومع هذا، فهناك رسائل محترمة، وقيمة، فيها من الجهد الكثير، وخاصة في علوم الحديث، والتي خرجت عن جامعة محمد بن سعود، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، حفظها الله من كل سوء.
¥