تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[انحرافات المحققين (3): انحرافات محققي (التمهيد) للباقلاني .. !]

ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[16 - 11 - 04, 12:29 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

بين الشيخ عبدالرحمن المحمود في رسالته القيّمة " موقف ابن تيمية من الأشاعرة " (2/ 538 - 540) أن الباقلاني يُثبت صفة العلو لله عز وجل، كما جاء في كتابه " التمهيد " (طبعة مكارثي) مصداقًا لما عزاه له ابنُ تيمية في " درء التعارض " (6/ 206 - 207) وابن القيم في " اجتماع الجيوش " (ص 193).

ثم ذكر الشيخ أن محققَي إحدى طبعات التمهيد – الناقصة - (وهما الخضيري وأبي ريدة) قد ارتكبا جرمًا بتجنيهما على شيخ الاسلام وتلميذه ابن القيم عندما كذباهما في هذا العزو للباقلاني! وتابعا شيخهما الكوثري في قوله لهما: (لاوجود لشيئ مما عزاه ابن القيم إلى كتاب التمهيد في كتاب التمهيد هذا، ولاأدري ما إذا كان ابن القيم عزا إليه ماليس له زورًا ليُخادع المسلمين في نحلته، أم ظن بكتاب آخر أنه كتاب التمهيد للباقلاني)! فقالا بتبجح: (نحن نثق على كل حال بنسخة التمهيد التي بين أيدينا ثقة أقوى من ثقتنا بنقل ابن تيمية وابن القيم)!!

ثم يشاء الله أن يُطبع " التمهيد " للباقلاني طبعة كاملة بتحقيق رجل نصراني! وفيه الفصل الذي عزاه إليه شيخ الإسلام وتلميذه! ولله الحمد.

أما المحقق الآخر لإحدى طبعات " التمهيد "؛ وهو المدعو عماد الدين حيدر فقد قام بحذف هذا الفصل الذي يُثبت فيه الباقلاني صفة العلو لله عز وجل! لأنه لا يوافق مذهبه الأشعري الخلَفي. نسأل الله العافية من الخيانة وقلة الأمانة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

هذا مابينه الشيخ المحمود في رسالته، وقد أحببتُ أن أضيف عليه: أني اطلعتُ على رسالة قديمة للشيخ محمد عبدالرزاق حمزة – رحمه الله – بعنوان: " الإمام الباقلاني وكتابه التمهيد " طُبعت مع رسالتين؛ إحداهما: " الكوثري وتعليقاته " للبيطار، والثانية: " طليعة التكيل " للمعلمي – رحمهما الله -. وقد بين فيها الشيخ حمزة بتوسع أخطاء ذينك المحققَين اللذين تجنيا على الباقلاني وعلى شيخي الإسلام؛ فلعل الشيخ المحمود لم يطلع عليها.

وأنقل للقارئ – باختصار – أهم ما فيها؛ (وهي الصفحات: 122 - 123، 125 - 131، 133).

قال الشيخ بعد أن أورد فصل العلو من " التمهيد ":

(وهذا هو الفصل الذي نقله الإمام ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية صفحة (119)، (120) من الطبعة المنيرية، فقابل بينهما تجد النقل حرفاً بحرف، حذو القذة بالقذة، مما يبهت الكوثري المباهت، ويبرئ الإمام ابن القيم من تهمة التزوير التي افتراها عليه المفتري الأفاك الكوثري، فيما نقله عنه ناشرا الكتاب صفحة (265) من تعليقهما. وقد قال الكوثري عندئذ " لا وجود لشيء مما عزاه ابن القيم إلى كتاب التمهيد في كتاب التمهيد هذا، ولا أدري ما إذا كان ابن القيم عزا إليه ما ليس فيه زورًا ليُخادع المسلمين في نحلته، أم ظن بكتاب آخر أنه التمهيد للباقلاني"!

يا كوثري أقول: قد نادت نسخة المكتبة العاطفية بإسلامبول التي كنتَ تسكنها وأكاد أجزم بأنك قد رأيتها على صدق الإمام ابن القيم وأمانته وتثبته في النقل، وثقته فيما يقول، كما شهد بذلك الناس جميعاً، موافقون ومخالفون له، من زمنه إلى الآن، ودلت النسخة العاطفية على بهتانك أنت، وكذبك على هذا الإمام، وتقيح صديد الغيظ والحقد والزور والبهتان في قلبك على أئمة المسلمين وثقاتهم وأنك أنت الخائن والمحرف).

(وقد ثبت بما لا يحتمل الجدل، ولا يعلق بذيله غبار الشك: انخرام النسخة الباريسية التي اعتمدها ناشرا الكتاب، فهل يصران بعد ذلك على التمسك بعدم نقصها ويلجان في المكابرة باتهام المؤلف الباقلاني بالسهو في عدم وفائه بما أحال عليه في (باب التعديل والتجوير)، وتتمادى بهما اللجاجة إلى أن أصلهما المخروم ربعه أوثق عندهما من الإمامين الجليلين المتفق على صدقهما وثقتهما من عصرهما إلى الآن، إمامي العقل والنقل: شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه العلامة المحقق ابن قيم الجوزية، رحمهما الله ورضي عنهما؟! وقد أريتهما موضع نقلهما من العاطفية باباً ورقماً، وقد طُبع الأصل في بيروت في عام 1957م من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير