ثم قال الحلبيمع تفريقه رحمه الله بين الصلاة وغيرها من الأعمال الإسلامية، ترجيحا واجتهادا).
وذكر الحلبي قبلها بصفحة: أن قول الشيخ ابن باز، يكفر تارك الصلاة: ترجيح فقهي، ليس إلا!!
وهذه ليست أولى كذبات هذا الفاسق الكذوب، ولاإخالها الأخيرة، وقد سألت شيخنا الإمام ابن باز رحمه الله، عام (1415ه) وكنا في أحد دروسه رحمه الله عن الأعمال: أهي شرط صحة للإيمان، أم شرط كمال؟ فقال رحمه اللهمن الأعمال شرط صحه للإيمان، لايصح الإيمان إلا بها، كالصلاة، فمن تركها فقد كفر، ومنها ماهو شرط كمال، يصح الإيمان بدونها، مع عصيان تاركها وإثمه).
فقلت له رحمه الله: من لم يكفر تارك الصلاة من السلف، أيكون العمل عنده شرط كمال؟ أم شرط صحة؟
فقال: (لا، بل العمل عند الجميع، شرط صحة، إلا أنهم اختلفوا فيما يصح الإيمان به منه، فقالت جماعة: إنه الصلاة، وعليه إجماع الصحابة رضي الله عنهم، كما حكاه عبدالله بن شقيق، وقال آخرون بغيرها. إلا أن جنس العمل، لابد منه لصحة الإيمان عند السلف جميعاً.
لهذا الإيمان عندهم: قول، وعمل، واعتقاد، لايصح إلا بها مجتمعه) كلام شيخنا ابن باز رحمه الله.
وقد ذكر الحلبي في كتابه"الرد البرهاني" أشخاصا أثنى عليهم- هو- وهم ممن أصدرت "اللجنة الدائمة" فيهم فتاوى تحذر منهم، وأنهم على اعتقاد المرجئة! فما الذي جمعهم في كتاب الحلبي؟! ورحم الله القحطاني حين قال:
لايمدح البدعي إلا مثله
تحت الرماد تأجج النيران
الملحق الرابع
أن الحلبي قد زعم في كتابه "الرد البرهاني": أن الشيخ الألباني رحمه الله من شيوخه، مع أن الدكتور أبو رحيم وهو ممن صحب الألباني كثيرا نفى بالدليل أن يكون للشيخ الألباني تلاميذ، لأن الشيخ كان منشغلا بمؤلفاته العلمية، ولم يدرس أحد عليه! ولم يأذن هو بدرس، لانشغاله واعتذاره عنه!
إلا أن الحلبي: أنكر ذلك، وزعم أن مراد الدكتور أبورحيم من ذلك: أن يمنع الذابين والمنتصرين للشيخ الألباني من الذب والانتصار! وكأن من شرط الانتصار للألباني والذب عنه: التتلمذ عليه! ودلل الحلبي على تلمذته تلك على الألباني: أنه قرأ عليه"نخبة الفكر" في رحلة سفر! وسأله عن مسائل في "الباعث الحثيث"! لابن كثير.
و"نخبة الفكر" مختصر في المصطلح، في ورقة واحدة!، وربما بلغ في بعض النسخ ورقتين!
وإن انقضى عجبي من تلمذة الحلبي هذه، على الشيخ الألباني على هذا الوجه! فإن العجب لاينقضي، من ادعائه التلمذة على الشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين! رحمهما الله، كما في كتابه ص (,,,21014613773).
ولا أدري أرافقهما أيضا في رحلة سفر أم أتاهما مقيمين بحضر.
الجمعة 13 رجب 1423العدد 12509 السنة 38
ـ[بن خميس]ــــــــ[19 - 11 - 04, 07:34 ص]ـ
عبدالعزيز بن فيصل الراجحي
الحمد لله، وبعد:
فكنت قد كتبت مقالا نشر في (جريدة الجزيرة) يوم الاحد 1421/ 9/28ه في الصفحة التراثية المعروفة، المسماة: بـ "وراق الجزيرة".
بينت فيه: سرقة علمية كبيرة، قام بها أحد السُّراق الحُذّاق! وليست أولى سرقاته! ولا أخالها الأخيرة! وهو علي بن حسن الحلبي.
وكان قد عمد إلى "كتاب النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير، بتحقيق الاستاذين الكبيرين: الطاهر الزاوي، والدكتور محمود الطناحي - رحمهما الله - وكان في خمسة مجلدات كبار، فجعلها - هذا الحاذق - في مجلد واحد كبير، بخط دقيق، وورق رقيق، ووجه صفيق!
وقد بينت في تلك المقالة: عظيم جهدهما - رحمهما الله - وكبير عنايتهما، بطبعتهما تلك، وما قاما به، حتى خرج عملهما بتلك الصورة البديعة.
وذكرت - فيما ذكرت - انهما - كما ذكرا - جعلا "الطبعة العثمانية" لكتاب "النهاية" اصلا، ثم صححا اخطاء تلك الطبعة، وصوبا ضبطها، ثم قابلاها على نسخة خطية جيدة، لكتاب "النهاية" محفوظة "بدار الكتب المصرية" برقم (516حديث) في مجلد كبير، ورمزا لهذه النسخة بحرف (أ).
ثم عمدا إلى نسخة نفيسة من "كتاب الغريبين" للهروي - ولم يكن طبع حينذاك - في ثلاثة مجلدات، محفوظة ب "دار الكتب المصرية" برقم (55لغة تيمور) إذ انه أحد مصادر المؤلف ابن الأثير.
وقابلا نقل ابن الاثير منه، توثيقا للنقل، وتصحيحا لما قد يحصل في الاصل من تحريف أو تصحيف. وذكر الاستاذان: انهما وقفا - بعد تلك المقابلة - على فروق مهمة جداً.
¥