[ملحوظات على تعليقات الشيخ الحلبي على كتاب (الفارق بين المصنف والسارق).]
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[19 - 11 - 04, 08:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين أما بعد:
فهذه ملاحظات يسيرة على بعض تعليقات الشيخ الفاضل علي حسن الحلبي على كتاب (الفارق بين المصنف والسارق) للحافظ السيوطي رحمه الله
الملاحظة الأولى: قال الحلبي: إشارة إلى قوله صلى الله عليه وسلم (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور)
رواه مسلم في صحيحه عن عائشة وعزاه ابن الأثير في جامع الأصول للنسائي وليس فيه كما يرى في تحفة الأشراف للمزي
ورواه البخاري ومسلم عن أسماء 000الخ.انتهى
قلت: ما قاله الشيخ الحلبي من أن الحديث ليس في النسائي غير صحيح بل الحديث موجود فيه رقم السنن الكبرى ((رقم8920 5/ 292)
قال النسائي: (المتشبعة بغير ما أعطيت وذكر الاختلاف على هشام بن عروة في الخبر في ذلك)
أخبرنا زكريا بن يحيى قال نا إسحاق قال أنا عبد الرزاق قال نا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن لي زوجا ولي ضرة أفأقول أعطاني كذا وكساني كذا وهو كذب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور
أخبرنا عمرو بن علي قال نا يحيى قال نا هشام بن عروة قال حدثتني فاطمة عن أسماء أن امرأة قالت يا رسول الله إن لي ضرة فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي بغير الذي يعطيني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور
قال أبو عبد الرحمن هذا الصواب والذي قبله خطأ. انتهى
قلت: وبهذا يظهر استعجال الشيخ الفاضل علي الحلبي في نفي الحديث عن النسائي واتكاله على تحفة الأشراف وعدم رجوعه للمصدر الأساسي.
2 - الملاحظة الثانية: قال السيوطي: وأخذ كتاب (أنموذج اللبيب) و (طي اللسان) من الشيخ نور الدين الحسني.
قال الحلبي (معلقاً): يظهر أنه من تلاميذ السيوطي أيضاً ولم أقف على ترجمته.
قلت: ما قاله علي الحلبي غير صحيح والمراد بالحسني هنا نور الدين علي بن عبدالله السمهودي الفقيه المشهور وواضح من كلام السيوطي أنه من أقرانه ولو كان من تلاميذه لقال من تلاميذنا كما في السطر الذي قبله عندما قال (عن تلميذي الشيخ عبد الجبار وهو بمكة المشرفة) ص56
والعجيب أن السمهودي توفي في نفس السنة التي توفي فيها السيوطي رحمه الله سنة 911 هـ وهو أكبر سناً من السيوطي.
قال السخاوي: وهو صاحبنا وحبيبنا السيد العلامة نور الدين الحسنى السمهودي ثم المدني الشافعي بارك الله في حياته
التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة (1/ 6)
وقال أيضاً: علي بن عبد الله بن أحمد بن أبي الحسن علي بن عيسى بن محمد بن عيسى بن أبي عبد الله محمد بن شرف الدين بن الروح عيسى بن أبي عبد الله محمد بن الروح عيسى بن جلال الدين بن العلاء بن أبي الفضل جعفر بن علي بن محمد بن حسن بن محمد بن إسحاق بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الحسن الأكبر بن علي بن أبي طالب النور أبو الحسن بن الجمال الحسني السمهودي القاهري الشافعي نزيل الحرمين وعالم طيبة ويعرف بالشريف السمهودي ولد سنة أربع وأربعين وثماني مائة بسمهود ونشأ بها فحفظ القرآن
التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة (2/ 280)
الضوء اللامع (5/ 245)
وألف عدة تآليف منها جواهر العقدين في فضل الشرفين واقتفاء الوفا بأخبار دار المصطفى احترق قبل تمامه ومختصر الوفا ومختصر خلاصة الوفا لما يجب لحضرة المصطفى وحاشية على الإيضاح في مناسك الحج للإمام النووي سماها الإفصاح وكذا على الروضة وسماها أمنية المعتنين بروضة الطالبين وصل فيها إلى باب الربا وجمع فتاويه في مجلد وهي مفيدة جدا وحصل كتبا نفيسة احترقت كلها وهو بمكة في سنة ست وثمانين وزار بيت المقدس وعاد إلى المدينة مستوطنا وتزوج بها عدة زوجات ثم اقتصر على السراري وملك الدور وعمرها
قال السخاوي قل أن يكون أحد من أهلها لم يقرأ عليه وبالجملة فهو إمام متفنن متميز في الأصلين والفقه مديم العلم والجمع والتأليف متوجه للعبادة والمباحثة والمناظرة قوي الجلادة طلق العبارة مع قوة يقين وعلى كل حال فهو فريد في مجموعه انتهى
وتوفي بالمدينة النبوية يوم الخميس ثامن عشر ذي القعدة سنة 911هـ
شذرات الذهب (8/ 51)
الملاحظة الثالثة: قال السيوطي:ألم يسمع هذا الجاهل بالأثر الشائع عن (000000000): لما مات عمر بن الخطاب ذهب تسعة أعشار العلم وبقي في الناس عشره.
قال المحقق (علي الحلبي): كلمة غير ظاهرة ولم أتبينها ورجعت إلى ترجمة عمر بن الخطاب في (تاريخ دمشق)! وهي في أكثر من مئتي ورقة فلم أجد هذا الأثر!
ووجدت نحوه (في الرياض النضرة) للمحب الطبري عن خالد الأسدي وقد اضطرب في إثبات الكلمة نفسها الأخ سمير الدروبي في شرح المقامات والسامرائي في نشرته!!!!. انتهى
قلت: هذا خطأ واضح كيف يخفى على الشيخ علي الحلبي؟! وهو أطم من الذي قبله وأشد ولو تأنى الأخ الفاضل علي الحلبي قليلاً لربما استطاع أن يجد بغيته لكنها العجلة! وقيل (من تأنى نال ماتمنى)
والجواب على استفساره هو كالتالي:
أما قائل هذا الأثر فهو ابن مسعود رضي الله عنه
والأثر أخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 336)
والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 247)
والطبراني في المعجم الكبير (9/ 163)
وابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 283)!!
قال ابن سعد أخبرنا أبو معاوية الضرير أخبرنا الأعمش عن شقيق قال قال عبد الله بن مسعود لو وضع علم أحياء العرب في كفة وعلم عمر في كفة لرجح بهم علم عمر قال أبو معاوية فقال الأعمش فحدثت بهذا الحديث إبراهيم فقال قال عبد الله إن كنا لنحسب عمر قد ذهب بتسعة أعشار العلم.
وهذا الأثر إسناده صحيح ويرويه عن الأعمش وكيع وشيبان والثوري وزائدة.
وأخيراً أتمنى من الشيخ علي الحلبي أن يستدرك هذه الأخطاء في الطبعة المقبلة ولايعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل! وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
¥