[مقدمة في البحث العلمي د. يوسف بن عبد الله الأحمد]
ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[08 - 02 - 06, 06:58 ص]ـ
مقدمة في البحث العلمي
د. يوسف بن عبد الله الأحمد
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله و صحبة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد.
فقد أعدت هذه المذكرة لتكون مساعداً لطلاب المستوى الرابع والسادس والثامن في كيفية البحث العلمي ومعرفة المراجع.
المقدمة:
لقد أمر الشرع بطلب العلم الشرعي، ورتب على طلبه، وحضور مجالسه، ونشرة بين الناس فضل عظيم.
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب. وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر ". أخرجه أحمد وأصحاب السنن وسنده جيد. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)). أخرجه مسلم.
وسائل طلب العلم
من أهم وسائل طلب العلم:
* الدروس المنهجية: متن فقهي يقرأ على أهل العلم كالدروس و الدورات التي تقام في المساجد، و دروس الكلية.
* سماع المجموعات العلمية: وهي مثل الأولى إلا أنها أيسر في السماع.
* القراءة: ينتقي طالب العلم الأنفع من كتب العلماء للقراءة وتقييد الفوائد كالصحيحين وكتب المحققين من أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم.
* سؤال أهل العلم عما أشكل.
* البحث العلمي: وهي وسيلة أساس في طلب العلم الشرعي وتحتاج إلى مراس وتعود، لينمو فيها طالب العلم بكثرة البحث وعرضه على أهل العلم لنقده.
* والباحث يحتاج إلى طول نفس في البحث، وأن يتحمل المصاعب، وأن يستمر في محاولة تخطي العقبات، ولذلك كان من أهم صفات الباحث: الصبر.
ومن الشروط التي لابد من توافرها في الباحث:
الشرط الأول: الإخلاص لله سبحانه وتعالى.
الشرط الثاني: التجرد في الوصول إلى القول الراجح بدليله بعيدا عن كل المؤثرات الأخرى؛ فالعلم معرفة الحق بدليله.
ومن المخالفات في هذا:
- بعض الناس يحدد القول الراجح قبل البحث، فإذا بدأ بالبحث حشد الأدلة لتعضد رأيه، وبدأ يتكلف الجواب عن أدلة الأقوال الأخرى.
- بعض الناس قد نشأ على مذهب معين، أو نشأ في بيئة معينة تسير على أحد أقوال أهل العلم في هذه المسألة؛ فيكون مائلا إلى هذا القول وراغبا في ترجيحه منتصر له وان تمحل في الاستدلال.
- بعض الناس لا يهتم بالقول الراجح، والبحث عنده لا يعدو أن يكون لمعرفة أقوال العلماء وأدلتهم فقط، ولذلك فإنه لا يتجه إلى الترجيح وإن تبيَّن له الراجح بدليله.
- بعض الناس يكون ميزان الترجيح لديه هو القول الأيسر و الأخف وإن خالف الدليل. فإذا اختلف العلماء في مسألة على ثلاثة أقوال: (التحريم، و الكراهه، و الجواز) رجح الجواز وربما قال: إذا قال بها عالم فهي رخصة. وربما نظر بعد ذلك في الأدلة ليعضد القول بالجواز إن وجد.
وكل ما سبق إنما هو من اتباع الهوى وهو مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة في الاستدلال، فإن من أهم ما يتميز به أهل السنة والجماعة عن غيرهم من أهل البدع إنما هو في منهج الاستدلال، فالحق يعرف عندهم _ أي أهل السنة والجماعة _ بالدليل من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
الشرط الثالث: الصدق و الأمانة العلمية في النقل والعزو وكل ما يتعلق بالبحث.
الشرط الرابع: القدرة على الرجوع إلى المراجع العلمية للمسالة وهي على أنواع:
النوع الأول: المراجع الفقهية المذهبية ولها فوائد منها:
- عزو الكلام إلى قائله، والدقة في تحرير المذهب.
- معرفة أدلة ووجهة كل قول.
- تصور المسائل.
ومن أمثلة هذه المراجع:
¥