[تنبيه على خطأ في زاد المعاد تتابعت عليه الطبعات (للمشاركة)]
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[31 - 01 - 05, 05:36 م]ـ
الحمدلله رب العالمين، و بعد:
فهذا تنبيه على خطأ وقع في زاد المعاد تتابعت عليه طبعاته، و قد ترددت في ذكره، و لما كان هذا الكتاب من أوسع الكتب تداولا بين أهل العلم و طلابه، عزمت على بيانه، و قد كنت منذ زمن قد كتبت في أوراق عندي بيان ذلك، و ما يأتي هو ملخص ما فيها، و لم يتيسر لي مراجعتها مرة أخرى، و إلى بيان ذلك:
قال ابن القيم في الزاد: " فلما رأت قريش أمر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يعلو، و الأمور تتزايد، أجمعوا على أن يتعاقدوا على بني هاشم، و بني عبد المطلب، و بني عبدمناف؛ أن لا يبايعوهم، و لا يناكحوهم، و لا يكلموهم، و لا يجالسوهم ... ": (3/ 29)، مع أنه في مواضع أخرى ذكر الصواب في هذه المسألة الذي سيأتي بيانه مما يرجح أنه خطأ من النساخ، كيف و هو لا يخفى على من هو دون هذا الإمام.
و الذي يظهر أن صواب العبارة: " بني هاشم، و بني المطلب ابني عبدمناف "، لأن عبدمناف هو والد هاشم و إخوته، فلا و جه لذكرهم قبله، أما كون الصواب مكان عبدالمطلب: المطلب فذلك يتضح ذلك بمايلي:
(1) قال البخاري: " حدثنا الحميدي، حدثنا الوليد، حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني الزهري عن أبي سلمة، عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الغد يوم النحر، وهو بمنى: نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة حيث تقاسموا علي الكفر يعني ذلك المحصب وذلك أن قريشا وكنانة تحالفت علي بني هاشم وبني عبد المطلب أو بني المطلب أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وقال سلامة عن عقيل، ويحيى بن الضحاك عن الأوزاعي، أخبرني ابن شهاب، وقالا بني هاشم وبني المطلب، قال أبو عبد الله - هو البخاري - بني المطلب أشبه ": (6/ 552)
و هنا أمران مستفادان من الفتح:
(أ) وقع عندالبيهقي من طريق الوليد " وبني المطلب " من غير شك، فكأن الوهم منه. - أقول - و كذلك رواه مسلم قال: " حدثني زهير بن حرب، قال حدثنا الوليد بن مسلم " به، و فيه " وبني المطلب " من غير شك، و هذا يؤيد ما قاله ابن حجر - رحمه الله -
(ب) رواية سلامة، و يحيى عن الأوزاعي - التي علقها البخاري - وصلها أبو عوانة في صحيحه،و الخطيب في المدرج، و كذلك تابعهما على الجزم: محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، أخرجه أحمد و أبو عوانة.
أقول و به يترجح ما قاله البخاري - رحمه الله -
(2) روى البخاري من حديث جبير بن مطعم، قال: مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فقلنا: يا رسول الله أعطيت بني المطلب - أقول: أي مع بني هاشم - وتركتنا ونحن وهم منك بمنزلة واحدة، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد " قال الليث حدثني يونس وزاد قال جبير ولم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم لبني عبد شمس ولا لبني نوفل ": (6/ 295) الفتح
أقول: و يتضح هذا إذا علم أن عبد مناف، له أربعة من الولد هم: عبد شمس وهاشم والمطلب و هم أشقاء،و نوفل، وهو أخوهم لأبيهم، كما أفاده ابن إسحاق فيما علقه عنه البخاري في الموضع السابق.
قال ابن حجر في الفتح: " و الظاهر أنه أعطاهم بسبب النصرة ": (6/ 296) و المراد ماحصل من إنحيازهم مع بني هاشم في الشعب، و ما ذكره الحافظ هو ما عليه عامة أهل السير، و الله أعلم.
(3) أن هذا - أعني ما تقدم من التصويب - هو الذي ذكره عامة أهل السير و الإخباريين، فلم أر أحد منهم - حسب إطلاعي - ذكر عبدمناف، و إنما قد ذكر قلة منهم بدلا من بني المطلب: عبدالمطلب الذي هو ولد هاشم ربما لأجل مافي رواية البخاري المتقدمة، و قد تقدم مخالفتها للصواب، و يتضح بما سبق، و بما سيأتي بإذن الله.
(4) يؤيد ماذُكر أنا أباطالب عمل في مدة الحصار لاميته المشهورة التي ذكرها أهل السير، و في مطلعها يقول:
جزى الله عنا عبدشمس و نوفلا عقوبة شر عاجلا غير آجل
و الشاهد - كما هو ظاهر - أنه لو كان بني عبدشمس، و بني نوفل دخلو مع بني هاشم لما دعا عليهم.
(5) ذكر عبدالمطلب مكان المطلب، مع عدم ذكر عبدمناف، يلزم منه إخراج بني المطلب، و هذا قد تقدم خلافه
هذه مختصر الأوجه في بيان ذلك، و ثم أمور أخر إلا أن في بعض ماذكر فضلا عن جميعه كفاية
هذا ما ظهر لي فإن كان صوابا فالحمدلله، و إن كان خلافه فأستغفر الله.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[01 - 02 - 05, 02:52 ص]ـ
ينقل إلى جلسة التعريف بالكتب،
وشكر الله الكاتب على هذا التنبيه.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[04 - 02 - 05, 09:42 م]ـ
جزاك الله خيراً.
¥