[صدر عن دارة الملك عبدالعزيز كتاب (الديباج الخسرواني في أخبار أعيان المخلاف السليماني)]
ـ[بن خميس]ــــــــ[15 - 02 - 05, 01:36 م]ـ
كتاب (الديباج الخسرواني في أخبار أعيان المخلاف السليماني)
صحيفة (الجزيرة) 08/ 12/1425هـ
صدر عن دارة الملك عبدالعزيز كتاب (الديباج الخسرواني في أخبار أعيان المخلاف السليماني) للقاضي الحسن بن أحمد عبد الله عاكش الضمدي، وتحقيق أ. د.إسماعيل بن محمد البشري.
والكتاب يحمل الرقم (158) من مطبوعات الدارة وصدر في سنة 1425هـ ويقع في (646) صفحة مع الفهارس والكشافات، والدارة إذ تنهض بهذه المهمة العلمية، إنما تنهض بواجب وطني كبير، تجاه تاريخ المملكة العربية السعودية وتراثها.
ويتمثل وصف هذا العمل العلمي في تقديم الناشر (دارة الملك عبدالعزيز) ثم في مقدمة المحقق (أ. د.إسماعيل بن محمد البشري) ثم في مقدمة التحقيق في نحو (34) صفحة ثم في تحديد مصطلحات التحقيق في صفحة واحدة، ولقد أتى بعد ذلك تحقيق هذا الأثر العلمي في نحو (489) صفحة وتأتي بعد ذلك الكشافات، وهي كشافات الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، والأعلام، والقوافي، والأماكن والبلدان، والفرق والطوائف والأمم، والقبائل، والكتب، والسنوات، ومع الكتاب ثبت لإصدارات دارة الملك عبدالعزيز في نحو (11) صفحة، وكل ذلك في طباعة جيدة، وتجليد ممتاز.
ولا شك أن لهذا الكتاب أهمية قصوى، إذ يؤرخ لمنطقة جازان المخلاف السليماني عبر الفترة من سنة 1217هـ إلى سنة 1270هـ (1802 - 1853م) فعلى الرغم من سعة الفترة التي يؤرخ لها، فإنه يعرض لمعالم الحياة السياسية والاجتماعية لتلك الفترة، وأنه يتحدث عن ظهور الدعوة الاصلاحية بتلك الانحاء، وما اتصل بها من صراع ظاهر بين القوى السياسية القائمة يومئذ، فلقد عرض للخلافات الدائرة بين أئمة اليمن والقائمين في تلك البيئة السياسية، وكذلك الصراع القائم بينهم وبين محمد علي باشا وقواته، ولم يغفل المؤلف الحركة العلمية والأدبية بتهامة يومئذ بل عرض لها بشيء من القبول العلمي، وتزيد قيمة الكتاب في كون مؤلفه من معاصري تلك الأحداث، بل هو قريب منها، إذ كان من أصحاب القرار فيها رحمه الله تعالى، إذ كان عالماً، وأديباً، ووجيهاً.
ولقد خدم هذا العمل العلمي من لدن محققه في تحقيقه، وفهرسته، حيث حققه على ثلاث مخطوطات، أخضع العمل العلمي فيها إلى شيء من الجهد العلمي المخلص، وخدم عمله بوضع كشافات علمية مناسبة، مما ييسر للقارئ لهذا العمل الفائدة المرجوة.
وفي الحقيقة إن هذا الكتاب يتصل في سلسلة علمية سابقة ولاحقة لعدد من مؤرخي تهامة، مثل: (العقيق اليماني في وفيات وحوادث المخلاف السليماني) لعبدالله بن علي النعمان الضمدي، و (خلاصة المسجد في دولة الشريف محمد بن أحمد) لعبدالرحمن بن الحسن البهكلي، و (نزهة الظريف في حوادث دولة الشريف) للمؤلف نفسه، و (نفح العود في سيرة أيام الشريف) لعبدالرحمن بن أحمد البهكلي، و (اللامع اليماني بذكر ملوك اليمن والمخلاف السليماني)، ومختصره (تحفة القارئ والسامع في اختصار تاريخ اللامع) للقاضي عبدالله بن علي العمودي، وغيرهم.
ولا أود هنا أن أبسط القول عن القيمة العلمية لهذا الكتاب وتحقيقه فهذا شأن المؤرخين وأرباب الفكر من ذوي الاختصاص، ولكنني أريد أن أشير إلى ما في هذا العمل العلمي من مادة علمية جديدة وإلى ما بذل في سبيل تحقيقه ونشره وإخراجه من جهد مخلص، والله ولي التوفيق.
كتبه
عبدالله بن محمد أبوداهش
جامعة الملك خالد - أبها - ص. ب 3355