فهل لديكم أخي الفهم الصحيح خبر عن هذا الأمر يركن اليه.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[17 - 02 - 05, 05:01 م]ـ
الأخ الكريم الفهم الصحيح.
أعني بمشاركتي أن الحكومة (وهي تتكون من الأمير أو الخليفة و رئيس الوزراء وقاضي القضاة والقضاة) تتبنى مذهباً من المذاهب وهو لغرض سام, ألا وهو توحيد الكلمة وتوحيد الصفوف, ونزع الخلاافات الدينية التي قد تتسبب في النزاعات.
بلاد الأندلس:
ففي عهد الأمير هشام الرضا الاموي (172 - 180 هـ) أمير الأندلس, حل مذهب الإمام مالك رحمه الله محل مذهب الإمام الأوزاعي الذي كان المذهب السائد في الأندلس قبل المذهب المالكي.
والسبب هنا يرجع إلى عدة أسباب منها:
1 - أن الجيوش الإسلامية التي غزت المغرب والأندلس كانت معظمها من الحجازيين في طالعة موسى بن نصير.
2 - أن بلاد الأندلس كانت مستقلة عن الدولة العباسية التي كان مذهبها الرسمي هو المذهب الحنفي, ولهذا كان من الطبيعي أن يكون انتشار المذهب المالكي في الأندلس راجعاً إلى تحقيق هذه النزعة الاستقلالية.
3 - أن الإمام مالك رُويَ عنه أنه قال لأهل المدينة أيام ثورة محمد النفس الزكية:" ليس على المكره يمين أو طلاق" وكان يقصد من وراء ذلك أن من بايع العباسيين مكرهاً فله أن يتحلل من بيعته ويبايع محمداً النفس الزكية, مما جعل الخليفة المنصور يأمر بضرب الإمام مالك. وقد يكون هذا من الأسباب التي جعلت الأندلسيين يدينون بالمذهب المالكي مخالفة للعباسيين.
4 - روى ابن القوطية وصاحب أخبار مجموعة أن الإمام مالك في مجلس من مجالسه مع عدد من طلبة الأندلس, أبدى إعجابه بالأمير هشام ومدحه وقال:" نسأل الله أن يزيّن حرمنا بملككم" فنُقلت هذه العبارة إلى ملك الأندلس فحمل الناس على مذهبه وترك مذهب الأوزاعي. وقيل أن المدح كان لعبدالرحمن الداخل.
5 - مذهب القضاة في المغرب والأندلس كان المذهب المالكي, مثل المنذر بن سعيد البلوطي وغيره مذكورين في كتاب تاريخ قضاة قرطبة.
6 - روى المقدسي أن فريقين من الحنفية والمالكية تناظرا يوماً بين يدي الأمير هشام فقال لهم: من أين كان أبو حنيفة؟ قالوا: من الكوفة. فقال: ومالك؟ قالوا: من المدينة. قال: عالم دار الهجرة يكفينا. فأمر بإخراج أصحاب أبي حنيفة وقال: لا أحب أن يكون في عملي مذهبان.
فهذا يبين أن دول الغرب الإسلامي تمسكت بسياسة المذهب الواحب وهو المذهب المالكي, وذلك لتجنيب هذه الدول الإسلامية شرور الفتن والخلافات المذهبية وحفظت لها سلامتها ووحدتها الروحية.
راجع غير مأمور كتاب: في تاريخ المغرب والأندلس. للدكتور: أحمد المختار العبادي.
دولة الأدارسة:
روى الإمام ابن خلدون رحمه الله أن الإمام إدريس بن عبدالله (الأكبر) قال في صدد قول الإمام مالك:" ليس على المكره يمين أو طلاق" يريد تأييد ثورة أخيه محمد النفس الزكية: " نحن أحق باتباع مذهبه وقراءة كتابه" يعني موطأ مالك, وأمر بذلك في جميع عمالته.
هذا ما عندي والله أعلم.
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[18 - 02 - 05, 04:44 ص]ـ
أول ما أبدأ به - بعد حمد الله المحمود على كل حال، والصلاة والسلام على محمد النبي الكريم وصحبه والآل - طلب العفو من أخي الفاضل باز11، حيث انصرفت الأنظار عن جواب سؤاله مع أهميته، ويبدو أني تسببت في شئ من هذا، فأكرر أسفي والعفو عند كرام أهل الحديث مأمول.
وحتى أعوض لك - أخي الفاضل - عما أحدثته من خلل، أنقل لك بعض آرائهم في جواب ما سألت عنه.
أما بالنسبة للشطر الأول من السؤال: عن أسباب انتشار المذهب المالكي في المغرب والمقصود المغرب الأقصى يعني مراكش وفاس وما حولهما ولا أقصد الأندلس.
فيلخصها الأستاذ محمد الروكي في رسالته (المغرب مالكي .. لماذا؟) حيث يقول في أولها:
الفصل الأول: الأسباب التي ترجع إلى الإمام مالك في انتشار مذهبه ورسوخه في المغرب الأقصى.
توطئة
لقد اختار المغاربة مذهب الإمام مالك عن اقتناع فكري، واطمئنان قلبي، ورضى نفسي ... اختاروه حبا في إمام دار الهجرة العالم الفقيه المجتهد الرباني ... وفي هذا الفصل عرض لأمهات هذه الصفات التي شدت الغاربة إلى صاحبها الإمام مالك وربطتهم بمذهبه، وهي:
الأولى: أنه عالم المدينة وفقيهها، ومرجع غيره في العلم والفقه ..
الثانية: أنه أورع أهل زمانه في المدينة وأتقاهم لله تعالى.
¥