تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[استدراكات على كتاب تاريخ التراث العربي في كتب التفسير]

ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[19 - 02 - 05, 03:36 ص]ـ

[استدراكات على كتاب تاريخ التراث العربي في كتب التفسير]

(1)

للدكتور حكمت بشير ياسين

أستاذ مساعد بكلية القرآن الكريم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداًَ عبده ورسوله.

أمّا بعد:

فقد انبرى جماعة من الباحثين للعناية بكتب التراث الإِسلامي والاهتمام بها، فتتبعوا أماكن وجودها، وبينوا مواصفاتها وذلك عن طريق التنقيب في المكتبات والمتاحف الزاخرة المنتشرة في أنحاء العالم أو عن طريق كتب المصنفين الذين اقتبسوا من الكتب المفقودة إجازة ونقلاً.

فقضوا قسطاًَ كبيراً من الأوقات، وضربوا في كثير من البلاد، وجمعوا وصنفوا، ومن هؤلاء: الأستاذ فؤاد سزكين مؤلف كتاب (تاريخ التراث العربي) الذي أودع فيه درراً من تراث القرون الأربعة الأولى فنظمها في هذا الكتاب فأجاد وأفاد، ولكن فاته الشيء الكثير، وهذا لا يقلل من شأن كتابه وقيمته العلمية لأن ضخامة الإنتاج الفكري الإِسلامي الذي خلفه الأجداد أكبر وأعظم من أن يحصى بمجلدات معدودة بغض النظر عما أصابه من نكبات مشهورة كانت خاتمتها تصدير كثير من الكتب المتبقية من هذا التراث إلى الغرب والشرق بطريقة غير مشروعة.

لذا رأيت أن أساهم في خدمة هذا الكتاب فأذكر بعض الكتب المهمة التي لم يذكرها وخاصة كتب التفسير. علماً بأن الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري والأستاذ رمضان ششن قد استدركا على هذا الكتاب [1] لكن في غير هذه الكتب التي أذكرها في هذا البحث. وكانت طريقتي في سياق الكتب مشابهة نوعاً ما لعمل الأستاذ سزكين حيث أذكر التفسير مع مؤلفه ثم مكان وجود التفسير إذا كان موجوداًَ- وهو قليل جداً- أما إذا كان التفسير مفقوداً- وهو كثير جداً- فأذكر الذين صرحوا بذكره مع الذين أفادوا منه أو حصلوا على إجازته إن وجد.

وقد توسعت بعض الشيء في إيراد الذين اقتبسوا من هذه التفاسير نقلاً وإجازة لتنبيه الباحثين وطلاب العلم على إمكانية جمع نصوص هذه التفاسير قدر الإِمكان من مظانها الأصلية.

وهذا المقال هو القسم الأول من الإستدراكات وقد بدأت بتفسير إمام دار الهجرة مالك ابن أنس رحمه الله، لأنه أول من صنف تفسير القرآن العظيم بالإِسناد.

1ـ التفسير: للإمام مالك بن أنس ت 179 هـ.

وصفه الداوودي فقال في ترجمة الإِمام مالك: "وهو أول من صنف (تفسير القرآن) بالإِسناد على طريقة الموطأ، تبعه الأئمة"، فقال حافظ وله تفسير مسند، وله غير الموطأ كتاب (المناسك) و (التفسير المسند) لطيف، فيحتمل أن يكون من تأليفه وأن يكون علق عنه [2].

وقوله: لطيف أي: صغير وهو كما قال، فقد سماه ابن كثير: بالجزء فقال في تفسيره: "وقال مالك فيما يروى عنه من التفسير في جزء مجموع .... " [3].

وقال في موضع آخر: "وعن مالك في تفسيره المروي عنه ...... " [4].

وذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني ضمن اجازاته فقال: "جزء فيه التفسير المروي عن مالك". ثم ساق إسناده إلى الجزء من طريق أبي بكر محمد بن عمر بن سالم الجعابي به [5].

وكذا سمّاه الروداني وقد حصل على الإِجازة لروايته فذكره ثم ساق إسناده إليه من طريق محمد ابن عمر الجعابي به [6].

وقد أجيز رواية هذا التفسير أيضاً الحافظ العراقي من طريق خلف بن عبد الرحمن القوينيى عن الإِمام مالك [7].

وذكره الذهبي فقال: "وله جزء في التفسير يرويه خالد بن عبد الرحمن المخزومي يرويه القاضي عياض عن أبي جعفر أحمد بن سعيد عن أبي عبد الله محمد بن الحسن المقرئ عن محمد بن علي المصيصي عن أبيه بإسناده" [8].

وذكره ابن النديم باسم كتاب التفسير [9].

وقد أفاد ابن كثير من تفسير مالك في خمسة مواضع فقط بالتتبع [10].

وأفاد منه أيضاً السيوطي في الدر المنثور [11].

2 - تفسير آدم بن أبي إياس ت 220.

ذكره ابن كثير وأفاد منه وغالباً يروي عن شيخه المفسر أبي جعفر الرازي [12] وذكره حاجي خليفة [13].

وأفاد البخاري من آدم بن أبى إياس في الصحيح في كتاب التفسير [14] وكذلك أفاد منه أبو نعيم [15] والحاكم في المستدرك في كتاب التفسير [16] والبيهقي [17].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير