تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد جعل أ. سزكين هدفه الأول من تأليفه ((تاريخ التراث العربي)) هو كتاب تاريخ العلوم العربية الإسلامية، وبالنسبة للقراءات فإن تاريخها يبدأ من لدن نزول القرآن بمكة المكرمة ثم بالمدينة النبوية المنورة، ومن المعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ على الصحابة رضي الله عنهم ما نزل عليه من القرآن الكريم بل كان يسمع من بعضهم، فهم الطبقة الأولى الأساسية من القراء الذين هم جذور علم القراءات، ولم يذكر أ. سزكين إلا ثلاثة منهم كأُبي وعثمان وابن مسعود رضي الله عنهم، فكان لزاماً عليه أن يذكر لنا هذه الطبقة التي هي خير القرون وعلى رأسها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث نبغ جماعة من الصحابة في هذا العلم، ذكرهم القاسم بن سلام في كتاب ((القراءات)) فقال: فمما نبدأ بذكره في كتابنا هذا سيد المرسلين وإمام المتقين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي أنزل عليه القرآن، ثم المهاجرون والأنصار وغيرهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من حفظ عنه منهم في القراءة شيء وإن كان ذلك حرفاً واحداً فما فوقه.

فمن المهاجرين أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعمرو بن العاص، وأبوهريرة، ومعاوية بن أبي سفيان، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن السائب قارئ مكة.

ومن الأنصار رضي اللّه عنهم: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء، وزيد بن ثابت، وأبو مجمع بن جارية، وأنس بن مالك.

ومن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة وأم سلمة- رضي اللّه عنهن-.

وقال: "وقد علمنا أن بعض من ذكرنا أكثر في القراءة وأعلى من بعض، غير أنا سميناهم على منازلهم في الفضل والإسلام. وإنما خصصنا بالتسمية كل من وصف بالقراءة وحكي عنه منها شيء وإن كان يسيرا، وأمسكنا عن ذكر من لم يبلغنا عنه منها شيء وإن كانوا أئمة هداة في الدين.

فأما سالم الذي ذكرناه فإنه كان مولى لامرأة من الأنصار، وإنما نسبناه لأبي حذيفة لأنه به يعرف. وأما حذيفة بن اليمان فإنه عداده في الأنصار، وإنما ذكرناه في المهاجرين لأنه خرج مع أبيه مهاجراً إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ولم يكن من ساكني المدينة فهو مهاجري الدار أنصاري العداد، ونسبه في عبس بن قيس عيلان [73].

وأرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأخذ عنِ بعضهم، أخرج الشيخان بسندهما عن عبد الله بن مسعود رضي اللّه عنه مرفوعاَ: "خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود وسالم ومعاذ وأبى بن كعب" [74]. واللفظ للبخاري.

وقد اشتهر منهم عشرة: عثمان وعلي وأبي وزيد بن ثابت وابن مسعود وأبو الدرداء وأبو موسى الأشعري وأبو هريرة وابن عباس وعبد الله بن السائب [75].

2 - ثم يلي هذه الطبقة طبقة التابعين القراء الأحبار الذين أخذوا عن أولئك القراء الكبار، فانتشروا في الأقاليم والأمصار، ثم يليهم أتباع التابعين الذين انتشروا بانتشار الفتح الإسلامي، قال أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه ((القراءات)).

ثم التابعون فمنهم من أهل المدينة: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وسالم بن عبيد الله، وعمر بن عبد العزيز قد كان بالمدينة والشام، وسليمان بن يسار، وعبد الرحمن بن هرمز الذي يعرف بالأعرج، وابن شهاب، وعطاء بن يسار، ومعاذ بن الحارث الذي يعرف بمعاذ القارئ، وزيد بن أسلم.

ومن أهل مكة: عبيد الله بن عمير الليثي، وعطاء بن أبي رباح، وطاوس، وعكرمة مولى ابن عباس، وعبد الله بن أبي مليكة.

ومن أهل الكوفة: علقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، ومسروق بن الأجدع، وعَبيدة السلماني، وعمرو بن شرحبيل، والحارث بن قيس، والربيع بن خثيم، وعمرو بن ميمون، وأبو عبد الرحمن السلمي، وزِرّ بن حبيش، وأبو زرعة عمرو بن جرير، وسعيد بن جبير، وإبراهيم بن يزيد النخعي، وعامر الشعبي وهو عامر بن شرا حيل.

ومن أهل البصرة: عامر بن عبد الله وهو الذي يعرف بابن عبد قيس، كان يقرئ الناس، وأبو العالية الرياحي، وأبو رجاء العطاردي، ونصر بن عاصم الليثي، ويحيى بن يعمر ثم انتقل إلى خراسان، وجابر بن زيد، والحسن بن أبي الحسن، ومحمد بن سيرين، وقتادة بن دِعامة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير