تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - لقد أخفق أ. سزكين في استهلال مقدمته لعلوم القرآن في الفصل الأول- القراءات القرآنية- حينما أكثر في نقله من التلطيخات والطامات عن بعض المستشرقين

من طراز (برجشتراسر) في كتابه ((تاريخ القرآن)) حيث لوث كتابه هذا بنقله بعض الافتراءات كقوله: "إلا أن هذه المصاحف التي أعدتها لجنة عثمان بن عفان والتي وزعت على الأمصار المختلفة، لم تكن تخلو هي الأخرى من بعض الاختلافات حتى إنه روي أن عثمان بن عفان وعائشة رضي الله عنهما، تحدثا إن في القرآن لحنا وستقيمه العرب بألسنتها" [78] اهـ. ثم أحال إلى كتاب ((المصاحف)) لابن أبي داود 33 - 34 و ((تفسير الطبري)) 6/ 16 ((وتاريخ القرآن)) لبرجشتراسر [79].

إن هذا الذي نقله وتبناه لعمر الحق لهو الباطل، ومن ينقل من هؤلاء الذين اخترعوا وتلمسوا المطاعن في القرآن الكريم وكتابته بدون نقد، كحاطب ليل يقع في طامات ومنها هذه الطامة التي تطعن في القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، إن الاستشهاد بهذا من غير نقد ولا توجيه على وقوع اللحن في القرآن من أكبر المطاعن به، وهذا الاستشهاد فيه نظر من حيث الإسناد وفيه توجيه من حيث المتن.

أما بالنسبة للإسناد فما رواه ابن أبي داود في كتابه ((المصاحف)). عن عثمان رضي اللّه عنه ست روايات وهي في قوله:

(1) حدثنا المؤمل بن هشام، حدثنا إسماعيل عن الحارث بن عبد الرحمن، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر القرشي قال: لما فرغ من المصحف أتى به عثمان فنظر فيه فقال: "قد أحسنتم وأجملتم أرى فيه شيئا من لحن ستقيمه العرب بألسنتها".

(2) حدثنا شعيب بن أيوب، حدثنا يحيى (يعني: ابن آدم)، حدثنا إسماعيل بهذا، وقالت: ستقيمه العرب بألسنتها. قال أبو بكر بن أبي داود: "هذا عندي يعني بلغتها وإلا لو كان فيه لحن لا يجوز في كلام العرب جميعاً لما استجاز أن يبعث به إلى قوم يقرأونه".

(3) حدثنا يونس بن حبيب حدثنا بكر (يعني: ابن بكار) قال: حدثنا أصحابنا، عن أبي عمرو، عن قتادة أن عثمان رضي اللّه عنه لما رفع إليه المصحف قال: "إن فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها".

(4) حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا عمران بن دوار ([80]) القطان، عن قتادة، عن نصر بن عاصم الليثي، عن عبد الله بن فطيمة، عن يحيى بن يعمر قال: "قال عثمان رضي اللّه عنه، في القرآن لحن وستقيمه العرب بألسنتها".

(5) حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا أبو داود، حدثنا عمران بن دوار (2) القطان، عن قتادة، عن نصر بن عاصم الليثي، عن عبد الله بن فطيمة، عن يحيى بن يعمر قال قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: "إن في القرآن لحنا وستقيمه العرب بألسنتها". (قال أبو بكر: هذا عبد الله بن فطيمة أحد كُتاب المصاحف).

(6) حدثنا أبو حاتم السجستاني، حدثنا عبيد بن عقيل، عن هارون، عن الزبير بنِ الخريت، عند عكرمة الطائي قال: "لما أتي عثمان رضي اللّه عنه بالمصحف رأى فيه شيئا من لحن"، فقال: "لو كان المملي من هذيل والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا" [81].

وفي إسناد الرواية الأولى والثانية عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر القرشي قال الحافظ ابن حجر في التقريب: مقبول. وفي إسناد الرواية الثالثة إبهام شيوخ بكر بن بكار حيث قال: حدثنا أصحابنا عن أبي عمرو. وكذلك قتادة لم يلق عثمان رضي اللّه عنه، وقد ذكر ابن أبي حاتم في المراسيل أن قتادة لم يلق من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنساً وعبد الرحمن بن سرجس [82].

وقد جعله الحافظ ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين الذين لا تقبل روايتهم إلا إذا صرحوا بالسماع ولم يصرح في هذه الرواية بالسماع، أما الرواية الرابعة والخامسة في إسنادهما عمران بن دوار القطان فهو صدوق يهم ورمي برأي الخوارج كما في التقريب، وروى عنه قتادة ما لم يتابع عليه كما أخرج العقيلي من طريق عمران القطان عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء". ثم قال: لا يتابع عليه ولا يعرف بهذا اللفظ إلا عن عمران [83]، وفي الإسناد أيضاً يحيى بن يعمر لم يسمع شيئا عن عثمان بل لم ير عثمان رضي الله عنه [84] وقال ابن الأنباري في كتاب ((الرد على من خالف مصحف عثمان)): في الأحاديث المروية عن عثمان في ذلك: "لا تقوم بها حجة،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير