[في زمن العجائب: حين يصبح التحقيق هو تخريج الأحاديث!]
ـ[النقّاد]ــــــــ[19 - 02 - 05, 12:35 م]ـ
.
وهذه عجيبة من عجائب أولئك النفر الذين تقحموا غمرات نشر النصوص , فأسرفوا بذلك على أنفسهم ..
كتاب «الفقيه والمتفقه» للخطيب البغدادي , حققه عادل بن يوسف العزازي , دار ابن الجوزي.
هكذا كتب على لوحة الكتاب!
فلننظر ما معنى كلمة «حققه» عند هذا المحقق!
يقول في مقدمة الكتاب شارحًا عمله .. أي «تحقيقه»:
عملي في الكتاب:
يتلخص هذا العمل المتواضع (ما أعظم هذا العمل المتواضع!!) لخدمة هذا السفر الجليل فيما يلي:
أولا: بعد أن انتهيت من مقابلة الجزء الأول على المطبوع والمخطوط وأثبت بعض الفروق دفعت الكتاب إلى الأخ هشام الكدشي الذي تلخص عمله (ما أقل هذا العمل!!) فيما يلي:
أ - نسخ المخطوط معتمدا على النسخة السليمانية.
ب - مقابلة النسخ ببعضها وكذلك بالنسخة المطبوعة.
ج - ضبط نصوص الكتاب.
ثانيا: قمت بعزو الآيات القرآنية ... .
ثالثا: (خرجت الأحاديث وحكمت على الأسانيد) ما بين القوسين اختصار لثرثرة لا داعي لها.
خامسا: شرحت بعض الألفاظ الغريبة ...
سادسا: قدمت للكتاب بمقدمة في حياة المؤلف .. .
سابعا: اعتنيت بعمل فهارس للكتاب.
........................
والآن:
بالله عليكم .. من الأحق بأن يكتب اسمه على لوحة الكتاب بأنه المحقق:
من نسخ المخطوط , وقابل النسخ ببعضها , وضبط نصوص الكتاب .. وهذا ما قام به هشام الكدشي كما تقدم نقله آنفا , أم من تولى تخريج الأحاديث تخريجا لا قيمة له وهو عادل العزازي؟!!
حين تنقلب الموازين .. يصبح تخريج الأحاديث هو العمل الجليل الذي يستحق اسم التحقيق , أما نسخ المخطوط ومقابلة النسخ واختيار الصواب من الفروق بينها عند الاختلاف وضبط النصوص فيصبح أمرًا ثانويًّا لا يستحق صاحبه أن يوضع اسمه على لوحة الكتاب ولو إلى جنب اسم مخرِّج الأحاديث , بل تكفيه إشارة عابرة في مقدمة الكتاب .. وهنيئا له ذلك , فغيره ممن يقوم بهذا العمل اليوم مع أولئك النفر المتقحمين لا يشار إليهم ولا بنصف كلمة!!
.
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[19 - 02 - 05, 10:21 م]ـ
لقد نكأت فيّ جُرحاً يا نقّاد.
تذكرت تحقيق المذكور لمسند ابن أبي شيبة، وكيف شوهه.
واغوثاه من هؤلاء
ـ[معروف]ــــــــ[20 - 02 - 05, 07:07 ص]ـ
{إن الله يدافع عن الذين ءامنوا}
لا أعرفك، ولا أعرف العزازي معرفة تدفعني للدفاع عنه ـ جلست معه مرة، وكأنها لم تكن، بل لا أذكر الآن هيئته، ولي ملاحظات كثيرة على (معرفة الصحابة بتحقيقه) ـ، والله على ما أقول شهيد.
والإنصاف يقضي أن يعدَّ هذا (العيب على حد زعمك) مدحا وفخارا،
ولزاما عليك أن تشيد به كمثال عال على أداء الأمانة والاعتراف بالجميل والوفاء.
ثم كيف السبيل إلى رضاكم:
إن كتم هذا الجهد وتشبع بما لم يعط (كما يفعل الكثير)، قلتم كيت وكيت؟!
وإن صرح به إداء للأمانة، لم يغن عنه منكم شيئا؟!
ـ[النقّاد]ــــــــ[20 - 02 - 05, 01:33 م]ـ
الأخ خالد الفارس ..
سامحني ..
واسْلَمْ فإنك يا من عزَّ مَبْسِمُه - إذا سَلِمْتَ فكلُّ النَّاسِ قد سَلِمُوا
الأخ معروف ..
ليس البحث في أمانة الرجل حتى تدافع عنها , فلم أقل: إنه خائن!
إنما البحث في دور المحقق وماهية التحقيق , واختلاط المفاهيم في هذا الشأن عند بعضهم ..
ولي سؤال سهل يكشف عنك نقيض العلم في هذه القضية:
ما هو العمل الذي يلزم المحقق القيام به حتى يصح أن يتصف بهذا الوصف «التحقيق»؟
هل هو نسخ المخطوط , والمقابلة بين النسخ , واختيار الصواب من الفروق واطراح التحريف من أخطاء النساخ , ثم ضبط النص .. أم هو تخريج الأحاديث وشرح الكلمات الغريبة؟
لك أن تجيب عن هذا السؤال إن شئت ..
................
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[10 - 03 - 05, 07:22 م]ـ
نعم؛ جزاك الله خيراً شيخنا النقاد على هذا التنبيه ...
وأنا أقرأ الكتاب مع بعض الإخوان، فنجد أشياء مضحكة حتى في التخريج، أما ضبط النص، واختيار الصواب من النسخ ... فلا تسل!
وفي حديث بيني وبين الشيخ الطريفي - حفظه الله - جاء ذكر هذا الرجل، فقال الشيخ: هذا الرجل الذي تطبع كتبه دار الوطن يجب أن يوقف عند حدِّه، فإنه يعبث بكتب السلف!!
والله المستعان.
(هناك طبعة للشيخ إسماعيل الأنصاري، قارنت بعض المواضع بينها وبين طبعة دار ابن الجوزي، فوجدت طبعة الشيخ أصوب) ولعلي أتم المقارنة بشكل أدق.
ـ[ابو السعادات]ــــــــ[10 - 03 - 05, 08:45 م]ـ
ماقاله الاخ النقاد منطقي جدا فتحقيق الكتاب هو الاهتمام بنصه من حيث المقابلة الدقيقة وضبط مايحتاج الى ضبط ولاباس بتخريج مختصر لاحاديثه لكن ان يطول فلا وينبغي ان يكون تاليف مستقل ويقال تخريج احاديث الكتاب الفلاني والشيخ بكر ابو زيد في تحقيقاته لايعلق ويرى ان ذلك هوالذي ينبغي وبالطبع لايوافق على طريقة الشيخ تماما وخير الامور الوسط
¥