- لا يمكن معرفة الأسباب القطعية التي دفعت القصيمي للتراجع عن معظم مواقفه السابقة، فلم يكن من الممكن كشفها كاملة حتى ولا في الأحاديث الشخصية التي أجريتها معه، فقد كان يرفض الحديث عن المواقف والآراء التي تبناها قبل الستينيات؛ ولذلك كان يمنع أي سؤال عن أسباب تراجعه عن قناعاته الدينية السابقة.
- مما يلفت الانتباه في مضمون كتبه كلها هو أنها تتميز بثبات كبير في الموضوعات التي تتناولها، وفي الأشياء التي تنتقدها، وتظهر الاستمرارية في الهجوم المتكرر على الظواهر الدينية التي لا يقتنع بها ففي كتبه الأولى كان هجومه على التصوف وتمجيد الأولياء، وفي الأربعينيات وسع هجومه في (هذي هي الأغلال) ليشمل تصرفات العلماء وآراء السلف، ثم جاءت كتبه الأخيرة فزادت مساحة نقده لتشمل الدين نفسه، ولتمزق جميع المحرمات والمقدسات.
- في القراءات النقدية لكتبه يبدو القصيمي وحيداً إلى أبعد الحدود فهو لم يؤسس مدرسة فكرية، ولا يمكن نسبته إلى أي مدرسة من المدارس الفكرية المعروفة، وليس له أتباع، ويعود ذلك في المقام الأول إلى الصيغة التي يعرض بها القصيمي بناءه الفكري؛ إذ طريقة العرض غير المنهجية، والأسلوب الشديد، والإطناب والتكرار لنفس الأشياء، والطابع الحكمي لكتاباته، كل ذلك يجعل من الصعب على القارئ فهم ما يقرأ، أو ينفره من التعمق في دراسة مضمون مؤلفاته.
- لم يحاول القصيمي أبداً طول حياته إلحاق نقده الراديكالي باقتراحات إصلاحية ملموسة، فهو لم يضع بدائل لتحليلاته المتشائمة للأوضاع القائمة، وبصورة عامة فإن القصيمي يتميز فقط بهدمه للتصورات الدينية.
- تشير الضجة التي أثارها نشر (هذي هي الأغلال) عام 1946م إلى أن اهتمام الرأي العام الإسلامي بالقصيمي نابع من وضعه كمرتد ومنحرف ولذلك فأهميته تعود بالدرجة الأولى إلى دوره كمنتهك للمحرمات الدينية. *****
هذه أبرز مرئيات فازلا عن فكر القصيمي وشخصيته، ونختم بقوله تعالى: [من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم، ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين، أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون].
ـ[نور إمام]ــــــــ[11 - 10 - 10, 10:21 ص]ـ
هل من أحد يحضر لي كتاب مشكلات الحديث للقصيمي، وله أطيب الدعاء
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 02:17 م]ـ
الكتاب موجود في نادي الكتاب. رأيته قبل شهر تقريبا
ـ[نور إمام]ــــــــ[12 - 10 - 10, 09:48 ص]ـ
أريد الكتاب بي دي أف وذلك للضرورة القصوى، من يصوره لنا، ويرفعه؟
ـ[أبو عمر الدوسري السلفي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 11:04 ص]ـ
تعجت لكلمة سطرها القصيمي في كتابه البروق النجدية
وهي قوله:
فإن من ذاق حلاوة عقيدة التوحيد ولباب الإخلاص فهيهات أن يعافها، فلم يسمع أن رجلاً دخل في مذهب الموحدين وتطهر قلبه من ارجاس الشرك والخرافات فخرج منه ونكص على عقبيه اهـ
البروق (16)
نسأل الله السلامة والعافية، والصدق في أقوالنا وأعمالنا.