وكان يسرني لو أنك وقد نظرت في الكتاب واكتشفت مثل تلك (الغلته)، لو أنك عرفت الكتاب وسبب تحقيقه وطبعه من مكتبك الإسلامي، وأن الغاية منه، لم تكن الربح، بل هو تحريض أبناء شعبنا للنهوض واتباع سنن الأولين في دفع الظلم عنّا (ديناً، وعلماً، وأرضاً .. إلخ).
وكل هذا لا يخفى عليك وأنت المنفتح بارك الله بك. كما أن في كلمة وتعليقات العالم الجليل الدكتور الأشتر، التي زادت أحياناً على نصف الكتاب، أو قاربت ذلك مع المقدمات والفهارس.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 03 - 05, 03:24 ص]ـ
ووصلنا من الدكتور عبدالكريم الأشتر محقق الكتاب ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا عبدالكريم الأشتر، أشكر الأخ المعلِّق (من ملتقى أهل الحديث) على الطبعة التي أصدرها المكتب الإسلامي من كتاب (الاعتبار) لأسامة بن منقذ (1424هـ-2003م) بتحقيقي.
فقد وفَّى المكتب الإسلامي ومحقق الكتاب حقَّهما، فأشاد بجودة التحقيق وطبعة المكتب "الفاخرة" لهذا الكتاب الذي اختير من بين المئة الأولى من كتب المكتبة العربية، لترجمتها إلى لغات العالم قاطبة، لتفرّده بتصوير أحوال المسلمين داخل مدنهم وبيوتهم، وما أحسوه بينهم وبين أنفسهم، وهم يقابلون غزوة الاستيطان الأولى للأرض الإسلامية أيام حروب الإفرنج (الحروب الصليبية، كما سموها هم).
ولخصائص أخرى في الكتاب تتصل بالجانب التاريخي الإسلامي العام والجانب الخاص بالمنطقة لهذه المرحلة التي لا تخفى خطورتها، وبالجانب الأدبي (واحد من الكتب النادرة في فن السيرة الذاتية، في المكتبة العربية) والجانب اللغوي (صورة حيَّة من لغة الكلام في شمالي الشام يومذاك)، فضلاً على الجانب الذاتي المتصل بأحوال قلعة شيزر وما حولها، وما اتصل برجالها وتاريخها؟
لقد أتيح للكتاب للمرة الأولى، محقق من المنطقة الشامية طالت صحبته للكتاب منذ النصوص التي اختارها منه، ودققها وشرح غوامضها، وعرَّف برجالها، وطبعتها وزارة الثقافة بدمشق (1401هـ=1980م)، وحديثهِ عنه في كتبه التي أصدرها (نصوص من الأدب العباسي – دار الفكر بدمشق 1385هـ=2002م)، وباختصار (أحاديث في الكتب والكتَّاب، الذي يصدر في الأيام القليلة القادمة عن دار القلم العربي بحلب)، إضافة إلى مقالاته وأحاديثه في وسائل الإعلام والثقافة، على مدى أربعين عاماً.
وقد قدّم للكتاب على نحو خاص وصله بما يلقاه المسلمون اليوم في هذه المرحلة من تاريخ الغزوة الاستيطانية، وردّ على من اتهم مؤلفه (أسامة بن منقذ) فارس المرحلة بالتفريط، رداً طويلاً تناول فيه حقائق المرحلة التاريخية من جهة، وحقائق الكتاب ومؤلفه من ناحية أخرى.
وجعل عمله خالصاً للاعتبار، كما أراده مؤلفه. وهيأ للقارئ أن يمضي فيه سهلاً ميسَّراً ترفده الشروح والتعليقات، والتعريف المكثَّف بالأعلام ومصادر ترجمتها دون أن تقطعه أبداً عن النص والتفاعل معه، تعينه على هذا كله العناوين التي اختارها بدقة لِفقَر الكتاب، ليحس الانتفاع به من أطرافه كلها.
ولا يفوتني أن أشكر المعلِّق أيضاً لانتباهه إلى نقص التعريف بمفردة واحدة من مفردات الكتاب (جعلها، للعجب، عنوان تعليقه عليه).
فهذا يدل على قراءته الواعية للكتاب، ويدل على رغبته الخالصة في النفع، فإن كتاباً بصورة هذا الكتاب، تزلّ فيه الأقدام، يُكتفى، من نتائج النظر فيه، بالتعليق على نقص التعريف بمفردة لغوية واحدة، يستحق من المعلّق الإشادة بعمل المحقق الدارس فيه، دون أن يغفل طبعتيه الأوليين، في اكتمال العمل فيه.
وقد جهد مكتبكم بدوره أن يفي بحق الكتاب، والجهد الذي بذله فيه محققه، وبالغاية التي توخاها من نشره، وأصدره في طبعته المتألقة التي وصفها المعلِّق بقوله: "وطبعة المكتب الإسلامي فاخرة".
ألهمنا الله الصواب، وجعل عملنا خالصاً لوجهه، ونفع به في هذه الأيام الصعبة، وأعاننا على أن يقول فيه الآخرون ما يُرضي الحق، بالصورة التي يرضونها له ولأنفسهم.
فـ"إنما الأعمال بالنيّات، وإنما لكل امرئ ما نوى" صحيح البخاري.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[23 - 03 - 05, 05:12 م]ـ
شيخنا الفاضل زهير الشاويش كان الله له بإنعامه وإحسانه
فضيلة الدكتور عبد الكريم الأشتر وفقه الله لمرضاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو علمت أن تعليقي سوف يسوءكم لما كتبته أصلا، فإنني من أحرص الناس على ألا أغضب أحدا من أهل السنة والعلم، فكيف إذا كان من المشايخ المرموقين، ممن لهم سابقة علم وفضل وسن.
لكن الأمر أهون من ذلك بكثير. وملخصه أنني أحببت أن أذكر ذلك الخطأ لإخواني في الملتقى ليصححه من يملك الطبعة.
وقد حكمتُ – اجتهادا مني – على الخطأ بالطرافة، لأن ذلك ما تبادر إلى ذهني عند قراءته في الوهلة الأولى، وهذا حكم قد يخالفني غيري فيه، لكنني أظنه وجيها في جميع الأحوال.
وقد أثنيت على طبعة هذا الكتاب وعلى عمل المحقق، وأشرت إلى أن ذلك الخطأ سهو منه حفظه الله، وذلك في قولي (جل من لا يسهو).
وأثنيت على المحقق – جزاه الله خيرا – بالتمكن من فن التاريخ، وما علمتُ ذلك إلا من تحقيقه هذا، وإلا فلم أطلع له على عمل غيره فيما أذكر.
مع أنني لم أكن بصدد تقييم الكتاب كاملا، وبالتالي لم يكن يلزمني ذكر الحسنات والمناقب، وإنما ذكرتها إجمالا لئلا يسبق إلى ذهن القارئ تنقص من الكتاب أو محققه.
أما استفادة المحقق من الطبعات السابقة فليس عيبا، بل هو من طبيعة عمل التحقيق. وقد ذكر الدكتور الأشتر في مقدمة الكتاب أن طبعة السامرائي أفضل من سابقتيها (فيليب حتي وأخرى لا أستحضرها الآن)، وأن لكل من الثلاثة فضلا خاصا.
والمقصود، أنني لم أقيم الكتاب لا إجمالا ولا تفصيلا، وإنما ذكرتُ خطأ واحدا مع الثناء والاحترام.
وأعتذر مجددا إن ساءكم تصرفي هذا.
والحمد لله رب العالمين.
¥