تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واعترافاته، يقول القصيمي:< br />( إن ذكرى تفيض بالمرارة والحسرة تعاودني كلما مر بخاطري عصر مشؤوم قضيته مسحورا بهذه الآراء - يقصد الدين - وكنت أفر من الحياة ومما يعلي من قيمة الحياة، فقد كنت لا أجد ما يحملني على أن أرفع قدمي لو علمت أني إذا رفعهتما تكشف ما تحتها عن أعز ما يتقاتل عليه الأحياء! < br /> كان الغرور الديني قد أفسد عليّ كل شعور بالوجود وبجماله، وكنت مؤمنا بأن من في المجتمع لو كانوا يرون رأيي ويزهدون زهدي لوقفت الأعمال كلها، وكنت لا أخالق إنسانا رغبة فيما يتخالق الآخرون من أجله، وكان شعاري في تلك الفترة قول ذلك المغرور المخدوع مثلي:< br /> إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب < br /> فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب< br /> وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب < br /> وكان يخيل إلي وإلى غروري الديني الأعمى أنه لاقوة كقوتي، لأن الله معي واهب القوى! < br /> فليقو العالم كما يشاء وليجمع من الأسباب ماطاب له فان ذلك كله لا قيمة له ولا خطر بالنسبة الى من استقوى بقوة الله).< br /> فأنت تلاحظ يا أخي القارئ أن القصيمي - كما يقول - قد سلك مسلكاً ليس هو حقيقة روح الإسلام بل هو أقرب إلى الرهبانية والتى ما أنزل الله بها من سلطان.< br /> ولكن ما يهمنا هنا هو مدى مصداقية القصيمي؟ < br /> فأنت تلاحظ أنه وكما ذكرنا سابقا كان صادقا مع نفسه متحمساً للدين والدفاع عنه، والزهد والتقشف الشديد بدرجة لا تطاق، وهكذا كانت لتلك الحالة ردة فعل قاسية عليه وكما يقال فإن لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار معاكسة له في الإتجاه، ولذلكجاء في الحديث الشريف: (أوغل في الدين برفق ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه).< br />( الرأي الرابع):< br /> مفاده أن القصيمي، لما ظهر أمره، وسطعت شمسه، ذاع صيته، أغتر بنفسه، وداخله الكبر والكبرياء، فكان عاقبة كبره وغروره أن خذله الله وتركه ونفسه فآثر الخلود للدنيا فسقط مع الساقطين لما انقطع منه توفيق الله! < br /> وهذا الرأي القويّ يقدم شواهداً محسوسة تدعمه، ومن ذلك:< br /> قول القصيمي في مقدمة كتابه (الفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم) مادحاً نفسه:< br /> لو أنصفوا كنت المقدم في الأمر ... ولم يطلبوا غيري لدى الحادث النكر< br /> ولم يرغبوا إلا إليّ إذا ابتغوا ... رشاداً وحزماً يعزبان عن الفكر< br /> ولم يذكروا غيري متى ذكر الذكا ... ولم يبصروا غيري لدى غيبة البدر< br /> فما أنا إلا الشمس في غير برجها ... وما أنا إلا الدر في لجج البحر< br /> متى جريت فكل الناس في أثري ... وإن وقفت فما في الناس من يجري < br /> وقال مرة يثني على نفسه بأبيات ركيكة بعد قرأ كتاباً للمتنبي فكتب على هامشه:< br /> كفى أحمداً أني نظرت كتابه ... لأن يدعي أن الإله مخاطبه< br /> ولو شامني أني قرأت كتابه ... لقال إله الكون إني وخالقه!! < br /> وقال مرة يثني على نفسه:< br /> ولو أن ماعندي من العلم والفضل ... يقسم في الآفاق أغنى عن الرسل! < br /> وقد لاحظ العلماء هذا الغلو في الثناء على الذات، فنبه الشيخ (عبدالعزيز بن بشر) أن صاحب هذا الكلام منحرف عن الإسلام، كما وبخه الشيخ فوزان السابق، ووبخه أيضاً الشيخ عبد العزيز بن راشد، وأخبره أن هذا كفر وضلال وأنه بهذا البيت ينشر لنفسه سمعة خبيثة، فتراجع القصيمي وحذف هذا البيت الأخير، بعد أن انتقده الناس وعابوه ووبخوه.< br /> ولما ألحد القصيمي لم يترك طبعه هذا بل استمر عليه بشكل أبشع وأكبر، فهو يقدم كتبه الإلحادية بعبارات المديح والغطرسة اللامحدودة، ففي كتابه (هذه هي الأغلال) كتب في الغلاف الخارجي عبارة: (سيقول مؤرخو الفكر إنه بهذا الكتاب بدأت الأمم العربية تبصر طريق العقل)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير