تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كيف تتعامل مع الكتاب؟]

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[14 - 02 - 06, 02:41 م]ـ

التعامل مع الكتب يكون بأمور:

الأول: معرفة موضوعه:

حتى يستفيد الإنسان منه، لأنه يحتاج إلى التخصص، ربما يكون سحر أو شعوذة أو باطل، فلا بد من معرفة موضوع الكتاب حتى تحصل الفائدة منه.

الثاني: معرفة مصطلحاته:

وهذا في الغالب يكون في مقدمة الكتاب،لأن معرفة المصطلحات يحصل بها انك تحفظ أوقات كثيرة، وهذا يفعله العلماء في مقدمات الكتب،فمثلا نعرف أن صاحب (بلوغ المرام) إذا قال متفق عليه يعني رواه البخاري صاحب (المنتقى) على خلاف ذلك فإذا قال ـ صاحب المنتقىـ متفق عليه فانه يعني رواه الإمام احمد والبخاري ومسلم،كذلك في كتب الفقه يفرق بين القولين،والوجهين، والروايتين، والاحتمالين، فالروايتين عن الإمام،والوجهان عن الأصحاب، وهم أصحاب المذهب الكبار أهل التوجيه،والاحتمالان والتردد بين القولين،والقولان اعم من ذالك كله.

كذلك يحتاج أن تعرف مثلا إذا قال المؤلف إجماعا يعني بين ألامه وإذا قال وفاقا يعني مع الأئمة الثلاثة كما هو اصطلاح صاحب (الفروع) في فقه الحنابلة،وكذالك بقية أصحاب المذاهب كل له اصطلاح،فلا بد أن تعرف اصطلاح المؤلف.

الثالث: معرفة أسلوبه وعباراته: ولهذا تجد انك إذا قرأت الكتاب أول ما تقرا لا سيما في الكتب العلمية المملوءة علما تجد انه تمر بك العبارة تحتاج إلىتامل وتفكير في معناها لأنك لم تألفه، فإذا كررت هذا الكتاب الفته.

وهناك أيضا أمر خارج عن التعامل مع الكتاب وهو التعليق بالهوامش أو الحواشي فهذا أيضا مما يجب لطالب العلم أن يغتنمه،، وإذا مرت به مسالة تحتاج إلى شرح،أو إلى دليل، أو إلى تعليل، ويخشى أن ينساه فإنه يعلق إما بالهامش ـوهو الذي على اليمين أو اليسارـ أو بالحاشية ـ وهي التي في الأسفل ـ وكثير ما يفوت الإنسان مثل هذه الفوائد التي لو علقها لم تستغرق عليه إلا دقيقه أو دقيقتين،ثم إذا عاد ليتذكرها بقي مده ليتذكرها وقد لا يجدها، فينبغي على الطالب العلم أن يعتني بذالك لا سيما في كتب الفقه،يمر بك في بعض الكتب مسالة وحكمها ويحصل عندك توقف وإشكال فإذا رجعت للكتب التي أوسع من الكتاب الذي بين يديك ووجدت قولا يوضح المسالة فإنك تعلق القول من اجل أن ترجع إليه مرة أخرى

إذا احتجت إليه دون الرجوع إلى اصل الكتاب الذي نقلت منه فهذا مما يوفر عليك الوقت.

مطالعة الكتب على نوعين:

أولا: مطالعة تدبر وتفهم،فهذه لا بد أن يتأمل الإنسان ويتأنى.

ثانيا: مطالعة استطلاع فقط ينظر من خلالها على موضوع الكتاب وما فيه من مباحث،ويتعرف على مضمون الكتاب، وذلك من خلال تصفح وقراءة سريعة للكتاب، فهذه لا يحصل فيها من التأمل والتدبر ما يحصل في النوع ألا ول.

جمع الكتب:

ينبغي لطالب العلم أن يحرص على جميع الكتب ولكن يبدأ بالأهم فالأهم، فإذا كان الإنسان قليل ذات اليد، فليس من الخير وليس من ألحكمه أن يشتري كتبا كثيرة يلزم نفسه بغرامة قيمتها،فإن هذا من سوء التصرف،وإذا لم يمكنك أن تشتري من مالك فيمكنك أن تستعير من أي مكتبة.

الحرص على الكتب المهمة:

يجب على طالب العلم أن يحرص على الكتب الأمهات الأصول دون المؤلفات حديثا،لان بعض المؤلفين حديثا ليس عنده العلم الراسخ، ولهذا إذا قرأت ما كتبوا تجد انه سطحي،قد ينقل الشيء بلفظه وقد يحرفه إلى عبارة طويلة لاكتها غثاء،فعليك بالأمهات كتب السلف فإنها خير وابرك بكثير من كتب الخلف.

لان غالب كتب المتأخرين قليلة المعاني كثيرة المباني تقرا صفحة كاملة يمكن أن تلخصها بسطر أو سطرين لكن كتب السلف تجدها هينة لينة سهلة رصينة لا تجد كلمة واحدة ليس لها ومن اجل الكتب التي يجب على طالب العلم أن يحرص عليها كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحميهما الله ومن المعلوم أن كتب ابن القيم أسهل وأسلس لان شيخ الإسلام ابن تيمية كانت عباراته قويه لغزارة علمه وتوقد ذهنه،ابن القيم رأى بيتا معمورا فكان منه التحسين والترتيب،ولسنا نريد بذلك أن نقول أن ابن القيم نسخه من ابن تيمية بل ابن القيم حر إذ ا رأى أن شيخه خالف ما يراه صوابا تكلم، لما رأى وجوب فسخ الحج إلى ألعمره، وان ابن عباس رضي الله عنه يرى انه يجب على من لم يسق الهدى إذا احرم بحج أو قرآن أن يفسخه إلى عمره وكان شيخ الإسلام يرى أن الوجوب خاص بالصحابة قال:وأنا إلى قوله أميل مني إلي قول شيخنا فصرح بمخالفته فهو رحمه الله مستقل حر الفكر،لكن لا غرو أن يتتابع شيخه رحمه الله فيما يراه حقا وصوابا، ولا شك انك إذا تامات غالب اختيارا شيخ الإسلام وجدت إنها هي الصواب وهذا أمر يعرفه من تدبر كتبوهما.

تقويم الكتب:

الكتب تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: كتب الخير.

القسم الثاني:كتب شر.

القسم الثالث:كتب لا خير ولا شر.

فاحرص أن تكون مكتبتك خالية من الكتب التي ليس فيها خير أو التي فيها شر،وهناك كتب يقال أنها كتب أدب، لكنها تقطع الوقت وتقتله في غير فائدة، وهناك كتب ضارة ذات أفكار معينة وذات منحنى معين،فهذه أيضا لا تدخل المكتبة سواء كان ذلك في المنهج أو كان ذلك في العقيدة والكتب ألثوريه التي تضر في المنهج وعموما كل كتب تضر فلا تدخل مكتبتك، لان الكتب غذاء للروح كالطعام والشراب للبدن فإذا تغذيت بمثل هذه الكتب صار عليك ضرر عظيم واتجهت اتجاها مخالفا لمنهج طالب العلم الصحيح.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير