تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

size="4"> ويقول أدونيس (شيخ الحداثيين):( عبد الله القصيمي لا تستطيع أن تمسك به، فهو صراخ يقول كل شيء ولا يقول شيئا، يخاطب الجميع ولا يخاطب أحدا، إنه الوجه والقفا).< br />(3) ويتحدث مخائيل نعيمة عن كتاب القصيمي (العالم ليس عقلا) فيقول:( إنه كتاب هدم ونفي من الطراز الأول - هدم الآلهة والأخلاق والفضائل والثورات والمثل العليا والغايات الشريفة، ولاعجب فأنت في أول فصل تنفي أن يكون لوجود الإنسان أي معنى، والذي لا يعرف لوجود الإنسان ولعبقريته أي معنى كيف يكون لكلامه أي معنى؟ < br /> إن قلمك ليقطر ألما ومرارة واشمئزازا وحقدا على خنوع الجماهير لا العباقرة، ولو كان لمثل حقدك أن تصنع قنبلة لكانت أشد هولا من قنبلة هيروشيما).

( شهادة القصيمي .... على نفسه بالمرض النفسي!!)

وهذه نصوص ننقلها لكم من كتاب القصيمي (العالم ليس عقلا) تبين مدى انهياره النفسي والعاطفي وما أصابه من عقد وأزمات، تخفي وراء الألفاظ الجميلة الأدبية ما تخفيه من ألم الحرمان، وصراع ومرض النفسي! < br /> يقول القصيمي تحت عنوان (قصيدة بلا عروض):< br />( إن كل دموع البشر تنصب في عيوني، وأحزانهم تتجمع في قلبي، وآلامهم تأكل أعضائي .. ليس لأني قديس، بل لأني مصاب بمرض الحساسية)!!! < br /> ويقول:< br />( دعوني أبكي فما أكثر الضاحكين في مواقف البكاء، دعوني أحزن فما أكثر المبتهجين أمام مواكب الأحزان، دعوني أنقد فما أكثر المعجبين بكل التوافه، دعوني احتج على نفسي) < br /> ويقول وهو يقصد نفسه:< br />( لا تسيئوا فهمه لا تنكروا عليه أن ينقد أو يتهم أو يعارض أو يتمرد أو يبالغ أو يقسو ... إنه ليس شريرا ولا عنيفا ولا عدوا ولا ملحدا، ولكنه متألم حزين، يبذل الحزن والألم بلا تدبير ولا تخطيط، كما تبذل الزهرة أريجها أو الشمعة نورها! لقد تناهى في حزنه وضعفه حتى بدا عنيفا ... ليس نقده إلا رثاء للعالم ورثاء لنفسه، بل ليس نقده إلا تمزقا ذاتيا).

( ما هو موقف الناس من القصيمي؟)

يقف الناس بالأمس واليوم من عبد الله القصيمي وقفات مختلفة ... يمكن أن نوجزها فيما يلي كما يقول (بعض الباحثين):< br />(1) أناس استنكروا واشمأزوا وقرفوا من القصيمي وآثاره، وحجتهم أنه رجل ارتد إلي الإلحاد بعد الإيمان بالله، وبعد الاندفاع في تعظيم القيم الروحية. وأنه بلغ حدا بعيدا في التطاول على المعتقدات الدينية والروحية والتراث الأخلاقي، وراح يدعو جهرة إلى الإلحاد والهدم، بروح ملؤها النقمة على كل شيء! < br />(2) وأناس آخرون قرأوا ما كتبه القصيمي بكثير من السخرية، واتهموه أنه مجنون، أو أنه مصاب بمرض نفساني، وحجتهم أن ما يكتبه كله متناقض، كل سطر ينقض الذي قبله، وهذا فريق استمسك بأحكام المنطق والعقل.< br />(3) وفريق ثالث قرأوا ما كتبه القصيمي بإعجاب لأنه أتى بما لم يأت به أحد قبله - على حد تعبيرهم.< br /> وهذا فريق من الشباب الناشئ الذي لم يؤت ثقافة واسعة يستطيع أن يرد الأمور بها إلى نصابها .. !

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير