تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وجود بعض الخلل في أي أمة أمرٌ لابد منه، لكن المهمة في عدم تفشي هذا الخلل فيها، أو الركون إليها واعتقاد سائر الأمة لصحة الخلل، وهذا ما لم يحدث عند المسلمين أبدًا بحمد الله.

وبخصوص ما نحن فيه، فقد رأينا المحدثين قديمًا وحديثًا يقفون بالمرصاد لكل حائدٍ عن الطريق، مُغَيِّرٍ أو مُبَدل فيه.

وامتدادًا لهذا الصراط الإسلامي القويم رأينا الأستاذ آل شاكر وغيره يُفَنِّدون أخطاء المحققين، مع اعترافهم للجاد منهم بفضله، فالمعيار هنا سليم.

لكن دعنا نذهب للغرب، فسنرى إجماعًا وصمتًا كليًّا على قضايا أبين في فسادها من الشمش، وأمثلة ذلك لا حصر لها.

أختار مثلا واحدًا، ممن يسهل على الدكتور موراني متابعته والوقوف عليه، وهو (نيتشه) ذلك الفيلسوف الألماني، أو لنقل الحقيقة: ذلك المجنون الألماني، الذي كان لا يفيق من مرض الجنون إلا ساعات قليلة على فترات متفاوتة، يكتب خلالها شيئًا، سرعان ما صار هذا المكتوب فلسفة وعلمًا ومذهبًا، مع أن صاحبه لم يتجاوز مرض الجنون!!!

ويسهل على مثل د. موراني الوقوف على حقيقة هذا (النيتشة).

ليس مقصودي الكلام على أمثلة، ولكن المقصد أن كل أمة لابد وأن يكون فيها من يتطرق الخلل إليهم فلا تُعَيَّر بهم إطلاقًا إلا إذا كان هذا الخلل سائدًا مجمعًا عليه بينها.

الثاني:

تفضيل د. موراني لجنس الغرب على جنس العرب في أكثر من موضع، تلميحًا أو تصريحًا، وهذا بلاشك من عصبيته لقومه، ولا نُنْكر عليه عصبيته، ولكن لا تستقيم هذه العصبية مع ما يدعيه من الموضوعية والإنصاف!!

على كل حال، لن أطالب د. موراني بالنظر إلى العرب وفضلهم هنا وهناك على دول الغرب، كما ولن أطالبه بالرجوع إلى التاريخ ومعرفة فضل العرب على غيرهم، كما ولن أطالبه أيضًا بالرجوع إلى قوانين الهجرة والسماح للعرب خاصة بالهجرة لدول الغرب وتصريح رؤساء الغرب بضرورة ذلك بغرض تجديد النسل في هذه البلاد وحفظها من الضياع؛ لأن الجنس الأوروبي والغربي على وشك الزوال، لما يعتريه من إشكاليات لا حصر لها في جهات مختلفة.

لن أطالب د. موراني بهذا ولا بغيره.

بل لن أطالبه بالنظر في صحف ألمانيا نفسها التي ينتسب إليها فيما أعلمه عنه لينظر في مشكلة المياه التي انفجرت في إحدى الأنفاق وعجز الألمان عن حلها حتى حلها بعض المهندسين المصريين.

لن أطالبه بهذا ولا بغيره كما قلتُ.

ولكن سأطالب د. موراني أن يسأل المستشارية الألمانية التي تتيه عجبًا باستخدام الطاقة الشمسية بدلا من الكهرباء.

أطالب د. موراني أن يتحلى بالإنصاف والموضوعية ويسأل المستشارية الألمانية من هو الذي صنع لها برنامجها هذا؟ ومن يقوم عليه الآن؟ أليس مصريًا؟ أليس عربيًا؟

وسأكتفي بهذا المثال الدال على ما لا حصر له من أمثلة.

مع الاحتفاظ بمطالبة د. موراني بالحفاظ على خط سير الموضوع بالكلام عن الرقابة على التراث، وأرجو أن لا يخرج بنا مرةً ثانية إلى الشرق أو الغرب.

فليتك تحدد عباراتك هذه المرة حتى لا نضطر للخروج خلفك.

ـ[المستشار]ــــــــ[06 - 04 - 05, 02:50 ص]ـ

أرجع إلى قضية التراث الإسلامي والرقابة عليه.

وأعود إلى قضية إشراك المستشرقين في تحقيقه.

الضرورة هي التي دفعت إلى هذا، وما علمنا في تاريخ الإسلام وأيام ازدهاره أن جاء ظهر مستشرق يحقق أو يدقق، ولكن حين سُلِبَ تُراث المسلمين، ونُهِبَتْ ثرواتهم ولم تفلح الدول الكافرة في إخضاع الشعوب الإسلامية بدأ التفكير في قضية الغزو الفكري والتبشير إلخ.

ومن هنا جاء دور المستشرقين، وهم بوابة المبشرين على الحقيقة، وبعض المستشرقين ربما جمع بين هذا وذاك.

على كل حال لابد من الاعتراف بأنه لا رابط بين التراث وبين المستشرقين من قريب أو بعيد، اللهم إلا محاولة دراسة هذا التراث لمعرفة طرق تفكير الأمة المسلمة لا أكثر.

ومع هذا تظل دراسات المستشرقين يحكملها الدافع التبشيري أو الاستشراقي أو المادي، إلخ.

وهذه الدوافع كلها لا قيمة لها بجوار دافع العقيدة الذي يربط بين المسلم وبين تراثه، حتى ولو كان مفرطًا في حقه.

لدينا خيطًا مشتركًا بين التراث وصاحبه، أشرتُ له في مشاركة سابقة، وهذا الخيط لا يوجد لدى المستشرقين، ولذا وجدنا من المشتشرقين العجب في الفهم والخلط بسبب فقدان هذا الرابط.

انظر إلى قوله تعالى في القرآن الكريم عن الله سبحانه وتعالى: (لا تأخذُهُ سِنَةٌ ولا نومٌ) فهذه الآية نحن نعرف تفسيرها ومعناها، بخلاف المستشرقين اللذين ترجموها إلى لغاتهم فقلبوا (سِنَة) إلى (سَنَة) فصارت مصيبة!!

وهذا مثال يسير على أمثلة لا حصر لها في عدم الفهم لفقدان الرابط المشترك بين التراث وصاحبه.

أجدني أطلتُ في الكلام عن هذا الرابط رغم وضوحه، فأكتفي بما سبق فهو من الواضحات.

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[09 - 04 - 05, 10:46 م]ـ

معذرةً على التأخر في إعادة تنزيل الملف، فقد كنت مسافراً، والحمد لله أولاً وآخراً.

والملف هنا مرةً أخرى:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير