وقوله: ولا في سكرجة: لأنها أوعية الأصباغ للألوان ولم يكن من شأنهم الألوان إنما كان طعامهم الثريد عليهم مقطعات اللحم وكان قول: ((أنهسوا اللحم نهسًا فإنه أشهى وأمرأ)).
132 - حدثنا بذلك عبد الجبار، حدثنا سفيان، عن عبد الكريم بن أبي أمية، عن عبد الله بن الحارث، عن صفوان بن أمية، عن رسول الله r قال: ((انهسوا اللحم نهسًا فإنَّه أشهى وأمرأ)).
وقوله: ولا خبز له مرقق فكان عامة خبزهم الشعير وإنَّما يتخذ الرقاق من دقيق البُّر وقلَّ ما يمكن اتخاذه من الشعير، وإنما يتخذ من الرقاق لمن اتخذ الميسر، وليس ذلك من شأن العرب إنما هو من فعل العجم والعرب تنهس اللحم.
133 - وسمعت الجارود يذكر عن وكيع قال: ما درينا ما البر ما ورد حتى جاءنا ابن المبارك. والميسر: هي عربية مولدة وليست بأصلية فيما أحسبه كأنه أخذ من تيسير اللحم لأنه إذا اتخذ تيسير (اللحم اليسير) () على النفر الكثير وإذا كان لحمًا اتخذ كل إنسان بضعة لم تيسعوا فيه ولا تيسروا، فاتخاذ الميسر هو قسمة وتوزيع بين الأكلة وذلك الانتهاس والتعرق هو فعل العرب في عامي هذه الأشياء أيسر من فعل العجم.
(كان العرب طبعوا على السعة والسماحة والتيسير، والعجم) () طبعوا على الضيق والعسر والنكد إلا من انتخبه الله وامتحن قلبه للتقوى واصطفاه للعبودة فشرح صدره وطهر خلقه. ولست أعني بقولي العرب من نرى في زماننا بهذه الناحية ف‘ن عامة هذه الناحية نزغت هم عوق أمهاتهم المولدات إلى أخلاقهم وطبائعهم وكثر خلط السوء فيهم/34أ/ من عروق العجم وأخلاقهم فعامتهم هجين إنما أعني أولئك الصفوة الذين جرت نطفهم من الأصلاب الكرام إلى الأمهات الحرائر ذوي الأحساب والعناصر السنية، وإنما ذكرت هنا لئلا يشتبه عليك الأمر فيما ذكرت من شأن العرب. وكذلك الخوان أحسبها عربية مولدة لأنه لم يكن عند القوم، فإن قال قائل: فقد جرت الأخبار عن رسول الله r بذكر المائدة.
134 - حدثنا بذلك أبي رحمة الله عليه والجارود قال: حدثنا الجماني، عن مندل، عن عبد الله بن يسار مولى عائشة بنت طلحة، عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله r: (( تُصلِّي الملائكةُ على الرَّجل ما دامت مائدتُهُ موضوعة)).
135 - حدثنا زياد بن أيوب، أخبرنا هشام، حدثنا أو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: لو كان الضب حرامًا ما أكل على مائدة رسول الله r.
136- حدثنا عمر بن أبي عمر، حدثنا محمد ن إسلام العطار، حدثني الحسن بن مهران الكرماني قال: سمعتُ فرقدًا صاحب رسول الله r يقول: رأيتُ محمدًا r وطعمت على مائدته الطعام.
قال: فالمائدة كل شيء يمد ويبسط مثل المنديل والثوب.
والسفرة نسب إلى فعله وكان من حقه أن يكون مادة الدال مضاعفة فجعلوا إحدى الدالين ياء فقيل: مايدة والفعل واقع به فكان ينبغي أن تكون ممدودة ولكن خرجت في اللغة مخرج فاعل كما قالوا: شركاتم وهو مكتوم، وعيشة راضية وهي مرضية. وكذلك خرجت في اللغة ما هو فاعل مخرج مفعول فقالوا. رجل مشوم وإنه هو شائم، وحجاب مستور وإنما هو ساتر. فأخوان: هو المرتفع عن الأرض بقوائمه. والمائدة: ما مد وبسط. والسفرة: ما أسفر عما ي جوفه وذلك أنها مضمومة بمعاليقها.
137 - حدثنا عمر بن أبي عمر، حدثنا سهل بن تمام، حدثنا يحيى بن دينار البكري والد همام عن الحسن قال: الأكل على الخوان فعل الملوك، وعلى المنديل فعل العجم، وعلى السفرة فعل/34ب/ العرب وهو سنَّة
ـ[العاصمي]ــــــــ[01 - 02 - 06, 05:45 م]ـ
بارك الله فيك، وجزاك خير الجزاء وأوفره.
ليتك تتفضّل بتحرير الأسانيد؛ فقد أصاب بعضها تصحيف، وأرجو أن تتأكّد هل في النسخ: " حلب بن يزيد بن ميسرة " ...
زادك الله توفيقا وتدقيقا.
ـ[أبو الحسين]ــــــــ[01 - 02 - 06, 06:04 م]ـ
جزاك الله خيرا لكن أنا أوضحت أن هذه (((أوراق من النسخ الأولي لنوادر الأصول:
)) لأنها الموجودة على جهازي الخاص الآن أما العمل بعد المقابلات والمراجعة والتخريج .. الخ فعلى أجهزة المكتب،، وإنما وضعت هذه النماذج ليظهر الفرق الكبير بين المطبوع وأصل الكتاب،،
ـ[العاصمي]ــــــــ[01 - 02 - 06, 07:25 م]ـ
بارك الله فيك ...
إن كان لا يشقّ عليك = أرجو أن تتأكّد هل في النسخ: " حلب بن يزيد بن ميسرة " ...
ـ[المستشار]ــــــــ[02 - 02 - 06, 01:01 ص]ـ
هل المقصود هنا: عن أبي حلبس [وهو يونس] عن يزيد بن ميسرة؟
أدام الله توفيقكم لكل الخير
ـ[أفضل رجاء]ــــــــ[02 - 02 - 06, 03:34 ص]ـ
أُثَمِّن ُ عملك الجميل الرامي إلى تصحيح نص كتاب النوادر وجعله في متناول الدارسين والباحثين.
وللتذكير فإن الكتاب موجود أيضا في المكتبة الألفية، غير أنه أيضا محذوف السند، مليء بالتصحيفات والأخطاء، كما أن السيد عبد الرحمن بن عمر الفقيه الغامدي قد قام مشكورا مأجورا بوضع نسخة مخطوطة له على هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23400&highlight=%E4%E6%C7%CF%D1+%C7%E1%C3%D5%E6%E1
لمن أراد تحميله.
فسر على بركة الله، فإن عندك من آليات التحقيق مايكفي لإنجاز عملٍ جيدٍ إن شاء الله، جديرٍ بأن يُدرَج في الموسوعة الشاملة الجديدة، قسم شروح الحديث، فتنال بذلك أجرَ الصدقة الجارية، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
¥