ـ[المستشار]ــــــــ[23 - 03 - 05, 09:33 م]ـ
يلحق بمقال الكاتب (المعارف) من حيث النكاية بالتراث والهدم فيه: خونة التراث.
وهذه الفئة تنقسم إلى أقسام عدة، والذي يهمني منها هنا: خونة الدين والتجارة وشرف الرجولة، اللذين يتاجرون بالنسخ الخطية لتراثنا العريق دون أدنى محافظة على هذه النسخ، بل تحت يدي مثال (لخائن) يعطيك بعض النسخ الناقصة مجانًا، حتى إذا احتجت لها وسألتَه أعطاك بقيتها بما يعادل ثمن الكل!!!
هكذا بكل صفاقة!! ولا تسمع منه سوى عبارات (المبادلة لحفظ التراث) (العمل من أجل التراث)!!
وأنا وغيري يعرف هذا عنه، ومع هذا فقد قاطعه شرفاء جادون في كلامهم وتراثهم، ولا زال بعض المتساهلين يمدونه ويتعاملون معه وكأن شيئًا لم يكن!!
بل لعلي أذكر شيئًا لو لم يحدثني به أحد ثقات العلماء ما صدقتُه: قال لي يومًا في معرض حديثه عن رجل هلك والحمد لله: لقد رأيتُه يحقق بعض المصادر فيكتب بقلمه وهو جالس ودون مراجعة لأي حديث على أي مصدر رواه فلان رقم كذا وكذا، ورواه فلان رقم كذا وكذا!!!
وبعضهم يعتمد على كتب الألباني، وآخر على كتب الأرنؤوط، وثالث على كتب بشار عواد، ورابع وخامس.
لكن كما قلتُ هذه جهتنا السوداء التي نعمل على وقفها وإزاحتها عن الطريق بكل السبل المتاحة، ولا ننسَ أبدًا جهتنا البيضاء أمثال (أحمد ومحمود شاكر) أو غيرهما من رواد النهضة المباركة، والمدرسة الأصيلة في فن التحقيق وحفظ الكرامة، وعزة المسلم.
وعلى الكاتب أن يظهر الجهتين، حرصًا على البناء والتشييد، إن أراد ذلك وطلبه.
تحياتي للجميع.
ـ[المستشار]ــــــــ[23 - 03 - 05, 09:39 م]ـ
وقد بدأ معهد المخطوطات بالقاهرة من عهد قريبٍ جدًا في بداية الحل لهذه المشكلة، وأرجو الله أن يتم له ذلك، حيث بدأ تدريس أصول التحقيق على أربعة أعوام، يُمْنح الطالب بعدها شهادة في التحقيق، وهذه بداية جادة ورشيدة لو كانت على النحو المطلوب، ولم أقرأ شيئًا كبيرًا عن منهج الدراسة ولا شروط الدارس، لكنها على كل حالٍ بداية مشجعة، نرجو لها الاستمرارية والجدية والمنهج السليم.
ـ[المعارف]ــــــــ[23 - 03 - 05, 11:14 م]ـ
بداية احيي اخي موراني فيظهر ان لديه الكثير من المواجع.
ثم احيي اخي المستشار ويقينا اخي انك اجدت ولا اراك تختلف عن ما طرحت انا .. كما انني لم اعمم هنا و لا انكر ان هناك من اجاد ولكن توجد ثمة قضية مهمة ان مجال التراث الأسلامي لا يحتمل التقصير في اخراجه او عدم الجدية .. ففيه امور تختص بشرع ديننا .. امور عظيمة يصبح فيها الخطأ ان كبر و ان كثر والمسخ جريمة كبرى تستوجب منك اطلاق صرخة عامة .. ضع يدك على الجرح اخي على الأقل وسياتي العلاج .. اخي المفترض من العربي ان يطور عن من قبله لا ان يتارجح ما بين الأخطاء حينا والمسخ حينا آخر الا ما رحم ربي ..
ـ[المستشار]ــــــــ[24 - 03 - 05, 12:08 ص]ـ
ولا اراك تختلف عن ما طرحت انا
الأستاذ: المعارف.
صدقتْ رؤيتك؛ لأن الحفاظ على التراث مما لا خلاف فيه، فهو قضية مفروغٌ منها أصلاً، ولكن كيف يكون الحفاظ عليه؟
هذه جهة البحث التي ينبغي العناية بها.
الجميع شخَّصَ الجرح؛ لكن مَن سيبدأ بجدية في وضع الدواء؟! هذا مكمن البحث.
لدينا باعة متجولون، بعضهم يحمل نسخًا خطية عمد إلى إخفاء بعضها، وبعضهم يحمل كتبًا محرفةً يدور بها، أيًّا كان قصده أو حاله، فهل آن الأوان لطرح موضوعات جادة نقول فيها لهؤلاء وأولئك: هذا هو الطريق.
ذكرني هذا التعبير (هذا هو الطريق) بكتاب الأستاذ سيد قطب رحمه الله الذي يحمل عنوان (معالم في الطريق).
فعلينا الآن بعد تشخيص الداء أن نبدأ بوضع الدواء.
ولذا فأنا أطالب هنا بفتح سلسلة بعنوان: كيف نحافظ على التراث؟ ونبدأ بوضع خطوط عريضة لهذا الأمر.
لقد طرح العالم الكبير الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله حلولاً لهذا الموضوع، بعضها متفق عليه بلاشك، كما وأن في بعضها ما يمكن مناقشته، لا من حيث أصل الفكرة والطرح، ولكن من حيث المناسبة وتقدير الواقع والظرف ونحوه.
مضى على أطروحات الشيخ زمنًا طويلاً منذ أخرج الكتاب، ولم يكن الشيخ حفظه الله بأول من نادى ببعض هذه الأطروحات ولا هو بالأخير، لكن دعنا وبكل صراحة نسأل بعد هذا الزمان: ما هي ثمرة ذلك؟!!
إذا كان في واقعنا من يعترف لك بإساءة بعض المحققين في غالب ما نشره وكتبه ثم هو يمد له يد العون ولا يرى غضاضة من مساعدته والترويج له؛ إذا كان هذا موجودًا فلا تنتظر التغيير القريب ولا الحل السريع، وسل ربك السلامة.
ولاشك أننا جميعًا نحفظ قوله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، والآية واضحة وصريحة في قوله (حتى يُغَيِّروا ما بأنفسهم).
وبهذه المناسبة: لا أرى أي غضاضة من اقتراح متواضع في هذا الموقع، وهو بسط نفوذ مدير الموقع على كافة الموجودين فيه، وحصر من فيه من المحققين الكرام، وعدم التصريح بهم علانية إلا بعد استئذانهم، ولهم الحق في إخفاء أنفسهم، لكن على مدير الموقع مثلاً أن يعمل على اختيار جماعة من الأكفاء الموجودين هنا كالنواة للجنة صغيرة تقوم بالآتي:
ـ إلزام باقي الكتاب والمحققين من أعضاء هذا الموقع على الانصياع لبنودها وأحكامها ورؤيتها، واشتراط ذلك في شروط الكتابة بالنسبة للمحققين الكرام.
ـ وضع ضوابط لهذه اللجنة.
ـ إلزام المحققين بتقديم العناوين التي يعملون بها، والفترة الزمنية المتوقعة للانتهاء، وتقديم بعض النماذج قبل النشر، وإجازة اللجنة لما تراه صالحًا، وردها لما لا تراه صالحًا ومطالبة صاحبه بإصلاح ما فيه، مع مد يد العون له بكل السُّبل المتاحة والموارد الممكنة.
إلى آخر تلك الأطروحات والبنود اللازمة لهذه المهمة، وليس هذا موضع تفصيل فيها.
لدينا هنا عشرات من الكتاب في هذا الموقع، وفي حوزة الجميع نسخًا خطية، وبإمكان الجميع التعاون ولو على شكل مجموعات في إخراج ما لا حصر له من كتب التراث إخراجًا يليق به.
ولن تمانع دور النشر الجادة في المساهمة.
ويبقى السؤال المكرر والطموح: متى نبدأ؟!!
سالم عبد الهادي
¥