فقد اطلعت على مجموعة مما كتب عن مؤلفات الشيخ الألباني بتاريخ 25 ذو القعدة 1425هـ الموافق 05/ 01/2005م وبعدها، ووجدت فيها بعض المعلومات الخاطئة، ومن غير الاعتراض على الإخوة الذين كتبوها، لأنني أظن أن أغلبهم كتبوا ذلك عن حسن نيَّة، وصدق طويّة، وقد يكون منهم غير ذلك، واختفى وراء أسماء مستعارة، وبعضهم لعلّه تابع لمن كتب أمور أخرى من قبل ومن بعد، مكراً منه أو حقداً على السلفية. ولكن فيما قالوا ما يحتاج بعضه إلى تصحيح.
فمثلاً: ما تكرر من كلام عن الخلاف بين الشيوخ السلفيين مثل الألباني والشاويش، فإنه غير صحيح، وإن ظهر بعضه فيما كُتب على لسان الشيخ الألباني، فإنه قد كتب بعد وفاته -رحمه الله-، وبعضه كتب ونشر قبيل وفاته أيام أواخر عمره، وهو لا يصح أن ينسب إليه. وكما هو معلوم عمن كبرت سنه؟، وذكر الأمر الجزئي في أمور التعامل، وكذلك كل أمر فيه اختلاف المشايخ، يفتح المجال أمام المنتفعين ليقولوا ما شاؤوا.
وإننا لم نسمع من الشيخ الشاويش أي كلمة صدرت عنه برد ما قيل أو نشر من هؤلاء (أو نسب إلى الشيخ الألباني)، وكله بعد وفاته -رحمه الله-، ويعرف حقيقته ذلك كرام الإخوة في الشام، أو الأردن، أو السعودية، أو مصر!! ومنهم الأفاضل أعضاء لجنة التحكيم وغيرهم.
وأن التدخل بينهما فضلاً عن أنه معيب، فقد دخل فيه الكذب، وعلى الأخص إذا رجعنا إلى ما قاله الشيخ الألباني عن الشيخ الشاويش من مدائح خلال أكثر من خمسين سنة، ونشر بعضه في كتبه المطبوعة، أو هو محفوظ لدى المكتب الإسلامي، وهي تفوق حد الوصف، ولم يقل مثلها الشيخ محمد ناصر الدين لأحد من الخلق، -كل الخلق-؟!.
وكذلك ما قال الشيخ الشاويش عن الشيخ الألباني، وما فعله مع الشيخ الألباني خلال الفترة ذاتها، نجد أنه أيضاً يفوق حد الوصف مادة ومعنى.
وأما الاعتماد على كلام (قوّل للألباني) أواخر حياته، فإنه كلام مدخول لا يصح قوله، وما يقوله، إلا من كان عمله هو نضح المراحيض، وتجميع القمامات من وراء دكاكين العلماء مثل صاحب (قرائة نقدية)، وناشر المقدمات والتعليقات الكاذبة في الكتب.
* * *
وأعود إلى ما جاء في الملتقى حول كتاب "تبويب وترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير وزيادته، تأليف محمد ناصر الدين الألباني، على أبواب الفقه، ومعجم غرائب ألفاظه، صنع زهير الشاويش، طبع المكتب الإسلامي".
وقول الأخ (بويوسف76) رداً على الأخ مثنى الفلاحي، وهو:
"اسم الكتاب: تبويب وترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير ومعجم غرائب ألفاظه وهو من صنع زهير الشاويش. ويقع الكتاب في 225 صفحة وهو من منشورات المكتب الإسلامي في بيروت، ولكن الكتاب نادر الوجود قليلا فقد طبع قبل حوالي 19 سنة ولا أدري إن طبع حديثاً أم لا، وقد تتوفر بعض النسخ لدى الناشر".
وأضاف كلاماً عن طبعة أخرى لكتاب سماه. ثم أضاف لكل ذلك كلام (أبو عمرو المصري) -المجهول عندنا على الأقل-، وهو:
"كتاب زهير الشاويش غير جيد ووضع عناوين وتحتها أرقام الأحاديث وكان عندي ولم أستفد منه شيئاً فأعطيته لبعض إخواني ... ".
ثم عرَّج على العمل الآخر، وأثنى عليه بما رآه مناسباً، من غير مبرر أو ذكر أي دليل.
وغاب عن هذا الأخ (أبو عمرو المصري) أمور منها:
أنه لم يفهم الكتاب الأصل وهو (صحيح الجامع الصغير وزيادته) الذي عمل على طبعه الشيخ زهير الشاويش مع أستاذه الشيخ الألباني، وكذلك ابتعد فهمه عن كتاب (تبويب وترتيب) الكتاب الذي صنعه الشيخ الشاويش بناءً على التوافق بينه وبين الشيخ محمد ناصر الدين الألباني. وإذا كان العمل ارتضاه الشيخ الألباني والشيخ الشاويش، فما هو مكانك (يا أبا عمرو المصري) في هذا الحكم المطلق الصادر عنك؟ من غير أن تبين صحة رأيك، وما هي حجتك -يرحمك الله-.
وإذا لم تفهم الكتاب، فلماذا تحمل عليه هذه الحملة المسعورة؟
ومع أن هذا الكتاب الصغير أغنى عن العمل الكبير المؤلف من 4 مجلدات كبار، وأغلبه من كلام منقول من كتاب "صحيح الجامع" طبع المكتب الإسلامي.
فعدم فهمك لا يجوز لك أن تلزم به الناس، وإن الأدب مع من سبقك علماً وعملاً ودعوة مثل الشيخين الألباني والشاويش هو المطلوب منك، وأيضاً -هداك الله-.
¥