تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من منهج الشيخ خالد بن ناصر الغامدي في كتابه " أشراط الساعة في مسند الإمام أحمد "]

ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[01 - 04 - 05, 10:21 م]ـ

المطلع على هذا الكتاب يجد للمؤلف منهجا غريبا في تخريج الأحاديث وعزوها يشبه ما قيل عن البيهقي والبغوي في عزو الأحاديث للصحيحن بمعنى وجود أصلها فيهما مع تفاوت في اللفظ، فقال العراقي في ألفيته:

والأصل يعني البيهقي ومن عزا ***** وليت إذ زاد الحميدي ميزا

والشطر الأول هو المقصود.

وجدت هذا الشيخ يعزو الأحاديث التي على شرطه للبخاري ومسلم ويحيل على الأرقام مع وجود فارق إسنادي أو زيادة في اللفظ من غير تنبيه، وهذه بعض الأمثلة على السريع لعل من يقف على كلامي هذا يأخذ حيطته من عزوه، أو يبلغ الشيخ ليتدارك في الطبعات القادمة.

المثال الأول:

حديث أبي هريرة في اشراط الساعةبلفظ:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن، ويكثر الكذب، وتتقارب الأسواق، ويتقارب الزمان الشيخ خالد بن ناصر الغامدي، أورد الحديث في كتابه أشراط الساعة (1/ 153) من رواية أحمد هذه ثم عزاه للصحيحين قائلا: بنحوه، وقد غفل عن أمرين:

أحدهما: أن الشيخين لم يرويا رواية سعيد بن سمعان كما تقدم، بل ليس له فيهما رواية أصلا.

ثانيهما: أن سعيدا تفرد بذكر الأسواق التي هي موضع الشاهد كما تقدم، فلا يصح عزوها للصحيحين ولو تجوزا، مع ما تقدم من تفرده بهذه الزيادة التي لم يذكرها سبعة من أصحاب أبي هريرة فاقتضى التنبيه اهـ.

المثال الثاني:

حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا، ((وحتى يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق)) ... الحديث

ذكره الشيخ خالد بن ناصر الغامدي في أشراط الساعة (1/ 289) وعزاه لمسلم وفيه نظر من وجهين:

الأول: أن مسلما لم يروه من هذا الطريق بل من طريق آخر كما تقدم.

الثاني: أن في هذه الرواية زيادة ليست في مسلم زهي ما بين القوسين، من غير بيان الزيادة، فاقتضى التنبيه.

المثال الثالث:

حديث أبي هريرة من طريق محمد بن عمرو بن علقمة عند أحمد وفيه " فيقتتلون فيقتل من كل عشرة تسعة ويبقى واحد ".

ذكر الشيخ خالد بن ناصر الغامدي هذه الرواية الشاذة في كتابه أشراط الساعة في مسند الإمام أحمد (1/ 175) ثم عزاها للبخاري ومسلم قائلا بنحوه، وهذه هفوة شنيعة، وغفلة قبيحة، فلا رواها البخاري ولا مسلم.

ولهذا الشيخ من هذا الصنيع أشياء كثيرة، ولا زلت أتمنى من يتصدى لهذه الأخطاء - من ذوي الاختصاص - الافيبينها نصحا ونصرة للحق.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير