ـ[رائد محمد]ــــــــ[08 - 04 - 05, 04:08 ص]ـ
وهذه مقالة رائعة أنقلها من موقع (سحاب) للشيخ/ بدر الكندري
((إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد:
فإن أحسن الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي، هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
كما يعلم أحبتي الكرام على الساحة الإسلامية، أن طريق السلامة والمحبة والأجر والتوقير والكرامة لنبي هذه الأمة هو الصلاة والسلام عليه - صلى الله عليه وسلم - عند ذكره، امتثالا لأمر الله سبحانه، وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم الذي علمه لأصحابه.
ولهذا ينهى عن جميع الألفاظ والرموز للصلاة والسلام عليه - صلى الله عليه وسلم - اختصارا، كما هو مشاهد من جماهير كتّاب هذه الساحة، معتقدين أن ذلك من الاختصار المحمود أو بعمله هذا يوفر وقتا وجهدا، ولو عرف ما ضيّعه من أجور على نفسه لكفى بهذه الخسارة زاجرة له، فكيف إذا اجتمعت الخسائر والمفاسد والمخالفة.
قال صلى الله عليه وسلم:- ((من صلى علي واحدة، صلى الله عليه عشر صلوات، وحطّ عنه عشر خطيئات، ورفع له عشر درجات)).
وعن الرموز المستخدمة من جماهير الكتّاب هذه الأيام مثل: ص - صعم - صلعم - صلم - صليو - صلع …. إلى آخره.
قال الأستاذ عبد القادر المغربي:- ((وقد لاحظت في مخطوطة - الثقلاء - أمورا تدل على قدم المخطوطة واتصالها بالأولين من علمائنا. من ذلك جملة - صلى الله عليه وسلم -، التي تذكر عقب اسم سيدنا! الرسول، لا تكتب في المخطوطة إلا مرموزا إليها بحروف أربعة: الصاد من صلى، واللام من الله، والياء من عليه، والواو من وسلم، هكذا - صليو -، لا بكلمة - صلعم- كما نفعل نحن اليوم. وقد رأيت في - رسائل إخوان الصفا - رمزا للتصلية! بحروف ثلاث فقط، وهي: - صلع -، متصلة بدون ميم، أما - صلعم - فيظهر أنها اخترعت في حدود التسعمائة للهجرة. جاء في شرح ألفية العراقي في مصطلح الحديث عند قول الناظم: - واجتنب الرمز لها والحذفا -، أي اجتنب الرمز للتصلية! النبوية وحذف حرف من حروفها وإنما ائت بها في النطق والكتابة كلها. ثم ذكر شرحها الشيخ زكريا الأنصاري أن الشيخ النووي نقل إجماع من يعتد بهم على سنية الصلاة على النبي نطقا وكتابة. إذا لا يكون من السنة أن يرمز إليها بحرف ما.
ثم ذكر الشيخ الأنصاري أن الكاتب الذي كان أول من رمز للتصلية! بحروف - صلعم - قطعت يده والعياذ بالله تعالى، ولا يخفى أن الشيخ زكريا الأنصاري توفي في القرن العاشر للهجرة 926 هـ)). انتهى كلام الأستاذ عبد القادر المغربي.
وفي كتاب - التذكرة التيمورية - ص 229 ما نصه: - ((كلمة - صلعم - لا تجوز، بل الواجب التصلية! والتسليم …، وهذا يدل على أن هذا الاختصار أو النحت الممقوت من زمن ابن حجر)). انتهى. وابن حجر الهيتمي توفي سنة 974 هـ.
وقد أشار إلى المنع من هذا من قبل - الفيروز آبادي في كتابه - الصلات والبُشر - فقال: - ((ولا ينبغي أن ترمز الصلاة كما يفعله بعض الكسالى والجهلة وعوام الطلبة، فيكتبون صورة - صلعم - بدلا من - صلى الله عليه وسلم -)). انتهى.
وقال العلامة أحمد شاكر - رحمه الله تعالى - عن هذه الرموز والألفاظ المبتدعة، قال عنها: ((اصطلاح سخيف)). انتهى.
وقال علامة القصيم فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين في - أسئلة وأجوبة عن ألفاظ ومفاهيم في ميزان الشريعة -: ((من آداب كتابة الحديث كما نص عليه علماء المصطلح أن لا يرمز إلى هذه الجملة بكلمة - ص -، وكذلك لا يعبر عنها بالنحت مثل - صلعم -، ولا ريب أن الرمز أو النحت يفوت الإنسان أجر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه إذا كتبها ثم قرأ الكتاب من بعده، وتلا القاريء هذه الجملة صار للكاتب الأول مثل ثواب من قرأها، ولا يخفى علينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فيما ثبت عنه أن من صلى عليه - صلى الله عليه وسلم -، مرة واحدة صلى الله عليه عشرا، فلا ينبغي للمؤمن أن يحرم نفسه الثواب والأجر
¥