وهى تتعلق بأعمالي التى يكون دورى فيها التجميع والترتيب والتأليف، فليعلم القارئ الكريم أن هذا الدور في غاية الصعوبة وتحقيق مخطوط أيسر بكثير من مثل هذا؛ لأن هذه الأعمال أقوم فيها بمثل ما أقوم به في تصحيح المخطوط؛ لأنني قبل أن أرتب هذه المادة أصححها، وغالبًا ما يكون تصحيحي لها اجتهادًا واعتمادًا على المراجع الأخرى، وليس اعتمادًا على أصل خطي.
وهذا الترتيب لهذه المادة يتطلب جهدًا كبيرًا، شرحت بعضه في بعض مقدماتي على بعض هذه الأعمال، لكن اكتفي هنا بذكر مثال يوضح هذا:
فكتابي "الجمع والتوضيح لمرويات الإمام البخاري وأحكامه في غير الجامع الصحيح" من الكتب التى أرهقتني جدًا في الترتيب؛ فإننى قد التزمت فيه ترتيب "الجامع" للإمام الترمذي، والإمام الترمذي إنما يخرج الحديث في "جامعه" في باب يختاره هو، مهما كان الحديث صالحًا لأن يخرج في أبواب أخرى، فكان المطلوب مني ـ أو ما يقتضيه شرطي ـ، أن أتتبع هذا الحديث في "جامع الترمذي"، لأنظر في أى موضع ساقه الترمذي، وهذا فيه من المشقه ما فيه؛ لكثرة الأحاديث، فقد بلغت قرابة (4500) حديث.
ثم إن الكثير من هذه الأحاديث لم يخرجه الترمذي، فكان دوري البحث في كتاب الترمذي عن أقرب باب يصلح أن يدخل هذا الحديث فيه، وهكذا.
وهذا كله في الأحاديث التى يذكر الإمام البخاري متنها، لكن ماذا يكون ظنك
بهذا الجم الغفير من الأحاديث التى أشار إليها البخاري إشارة ولم يذكر متونها، كان لابد
من أن أبحث أولاً عن متونها في بطون الكتب، وهو أمر صعب جدًا؛ لأن معطيات البحث إسنادية لا متنية ـ كما ترى ـ ومعلوم كم تكون صعوبة البحث عن حديث معطيات البحث عنه بهذا الشح.
فهذا الجهد الجهيد، جهد غير منظور ولا مرئي، فالقارئ عندما يطالع الكتاب
لا يدري كم بذلك المؤلف من جهد حتى يضع هذا الحديث هنا، وهذا الباب هنا وهذا الباب هناك، ثم إذا ما نظر في الحاشية ووجد مادة التخريج محدودة استهان بالعمل ولم يقدره قدره!
هذا هى طريقتي التى أتبعها في أعمالي بينتها للضرورة، فإن كان في مسلكي من خطأ فجزى الله خيرًا أخًا كريمًا نصحني في الله تعالى وأرشدني إلى جادة الصواب، وإن كان في مسلكي إصابة فهو فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده، ليس لي فيه حول ولا قوة.
وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه وسلم.
====
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[19 - 04 - 05, 07:28 م]ـ
الحمد لله وحده ...
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[19 - 04 - 05, 08:50 م]ـ
اخي و شيخي الحبيب قد شوقتني لهذا التحقيق.
فهلا تفضلت علي بذكر الدار التي نشرته؟
وفي كم مجلد طبع؟
وكم سعر الكتاب؟ وجزاك الله خيرا.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[19 - 04 - 05, 09:02 م]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا (الأزهري السلفي) ..
وجزى الله الشيخ طارقاً كل خير.
اخي و شيخي الحبيب قد شوقتني لهذا التحقيق.
فهلا تفضلت علي بذكر الدار التي نشرته؟
وفي كم مجلد طبع؟
وكم سعر الكتاب؟ وجزاك الله خيرا.
أحيلكم (أبا أسيد) على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25515
وانظر فيه المشاركات (6)، (8)، (12)، (20).
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[20 - 04 - 05, 12:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا حمزة
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[20 - 04 - 05, 02:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[20 - 04 - 05, 03:34 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
الإخوة المشايخ الأحباب الأكارم:
أبو أسيد،
محمد بن عبدالله،
أبو المقداد،
أبو حاتم،
وجزاكم الله خيرًا، ونفع بكم ..
===
الأخ الكريم محمد بن عبدالله، معذرة على التأخر في إرسال الرد على رسالتكم،،
ـ[وضاح اليمن]ــــــــ[20 - 04 - 05, 01:48 م]ـ
ليس العتب على الشيخ الفاضل طارق وفقه الله في طريقته في تخريج أحاديث الكتب التي حققها , فمنهجه فيها سديد , وقد أحسن في العبارة عنه في مقدمته لنيل الأوطار التي نقلها الأخ الأزهري.
إنما العتب على الشيخ , ومثله من يعتب عليه , في طريقته في إخراج وضبط نصوص بعض الكتب الأخيرة التي حققها.
فإن عمله في هذا الجانب فيه خلل كبير , وعجلة غير محمودة , وأساس ذلك عدم عنايته بتخير أصح النسخ الخطية وأوثقها , مع وجودها وتوفرها , وهي حينًا ما تكون على حبل الذراع , وأخرى تحتاج إلى بعض الجهد الذي لا بد من تجشمه.
وهذا واضح في تحقيقه لسبل السلام وتدريب الراوي والمنتقى. فإنه اعتمد فيها على نسخ لا قيمة لها بالنسبة للنسخ الجيدة والموثقة لهذه الكتب.
وهذا خطأ فادح. ومهما حاول أن يسد خلل تلك النسخ التي اعتمد عليها ويجبر كسرها فسيأتي عمله صورة عنها , وإن اختلفت الصورتان قليلاً أو كثيرا.
وليس الأمر مقصورا على ضبط الكلمات بالشكل , فإن قبل ذلك مرحلة أهم منها وهي إثبات الكلمات عن أصل خطي موثق.
وما فائدة إعادة نشر كتاب كسبل السلام أو تدريب الراوي دون الاعتماد على أفضل نسخهما الخطية؟!
أليسا مطبوعين من قبل؟!
وما الإضافة الحقيقية في هذه النشرات , والتي تجعل القارئ يطمئن إلى أنه أمام طبعة تستحق أن يعتمد عليها دون سابقاتها؟!
ولو وقع في هذا الأمر بعض الأغمار العابثين بالتراث (كذاك الذي نشر كتابًا عن نسخة وقعت في يده دون قصد من أطراف الأرض ولا اسم ناسخ عليها ولا تاريخ نسخ .................... , وللكتاب أكثر من ثلاثمئة نسخة خطية , بعضها عليه خط المصنف , وبعضها على طرف الثمام منه) لما تعنيت الكلام عنه , لكنه وقع ممن أحسب أنه يقدر هذا التراث حق قدره.
وقد حبست أناملي عن زبر بعض الكلم إكراما للشيخ وإجلالا.
وليته يعلم كم نحبه وكم نغار عليه وكم نستحيي له من تحقيقاته الأخيرة!
¥