تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حياة الحيوان للدَّمِيْرِيّ بقلم: أبو الفداء سامي التوني

ـ[أبو الطيب الجزائري]ــــــــ[07 - 05 - 05, 02:21 ص]ـ

في نحو الثلاثين (ويقال: الثالثة والعشرين) من عُمُر محمد بن موسى بن عيسى بن علي المعروف بالكمال الدَّمِيْرِيّ (أو: كمال الدين الدَّمِيْرِيّ) كَتَبَ موسوعته العلمية الضخمة " حياة الحيوان "، التي تُعَدُّ أوفى كتاب صُنِّفَ إلى زمنه عن المملكة الحيوانية، جمع فيه المعرفة الإنسانية المتعلقة بموضوع كتابه.

رَتَّبَ كمال الدين الدميري أسماء الحيوانات على حروف الهجاء، وحشد في الكتاب أنواع الحيوان بأسمائها وصفاتها وطبائعها وأخلاقها وبيئتها، إلى جانب ما ورد عنها في الأحاديث النبوية، وما دار حولها من فرائد الشعراء وملح الأدباء، وما روي عنها من قصص ونوادر، وضمنه ما يتصل بالحيوان من الأمثال السائرة والأقوال المأثورة فضلا عن كثير من الأخبار والوقائع التاريخية عن الخلفاء الراشدين والأمويين وغيرهم، وتراجم نخبة من الشعراء والأدباء والعلماء، ونقل عن كثير من الفلاسفة، وجمع فيه أيضا كثيرا من علم النفس والطب الشعبي، وفصَّلَ ما يتصل بالحيوان من أحكام فقهية، وبَسَطَ بيان خواص الحيوان ضاره ونافعه، وحشيه وأليفه، خسيسه وأصيله، وذكر ما بين الحيوان من عداوة وصداقة، ثم يذكر الأمثال وتعبير رؤيا الحيوانات في كل حال من أحواله.

وفي الكتاب مواد مطولة مسهبة وأخرى مقتضبة موجزة حسب أهمية الموضوع، أو حسب ما قد تحتويه من حشو وإفاضة فتمتد بعضها لصفحات (مثل مواد: الأسد، الإبل، الخيل، الفيل، ... )، وتقصر بعضها لبضعة سطور أو بعض كلمات (مثل مواد: البهثة، القرعوش، ... )

وقد اهتم الدميري ببيان غريب الألفاظ الواردة في الكتاب.

وقد ضمن الدميري كتابه من الحيوان ما بلغنا خبره بغير طريق المشاهدة (كالبراق، وهدهد سليمان، وحوت موسى، وفرس فرعون، والعنقاء، والعفريت، والغول)

وتقدر مادة الكتاب بـ (1069) مادة، لكن نظرا لأن اسما واحدا قد يطلق على عدة حيوانات، أو أن عدة أسماء قد تطلق على حيوان واحد فإن الصعوبة تبدو كبيرة لإحصاء عدد الحيوانات الموصوفة في الكتاب إحصاء حقيقيا، وإن قدرها بعضهم بـ 731 حيوانا.

كما تضمنت 69 فصلا عن تاريخ الخلفاء استطرد إليها المؤلف.

وقد عكس الكتاب المعرفة الإنسانية المتوارثة إلى عصره مما قد يكون العلم قد أيده، أو ثبت خطؤه اليوم، ومما قد يدخل في ضروب الوهم والخيال، لكنه بلا شك يحتوى على جملة هامة ومفيدة من المعرفة لذا قال المستشرق جاكار: "لقد جاء كتاب "حياة الحيوان" للدميري نبعا فياضا من الحكمة - (يريد الفلسفة) - الإسلامية والعربية، زاخرا بقواعد الفقه والتشريع والأحاديث النبوية والفنون الأدبية والأمثال، تدفقت كلها من مناهل متعددة ومصادر مختلفة وتجمعت كلها في صعيد واحد ينهل منها القارئ من المسلمين في العالم العربي فيضا لا ينضب مما يعوزه الإلمام به في شئونه الدينية والدنيوية".

وقد رجع الدميري في وضع كتابه إلى 560 كتابا و199 ديوانا من دواوين شعراء العرب - كما قال-، وفرغ من مسوَّدَتِه في 7/ 773 هـ = (2/ 360)، ومن هذه النسخة المبيضة في شعبان من سنة 805 هـ.

ولم يَدَّعِ الكمال الدميري حين كتب "حياة الحيوان" أنه كان عالما في العلوم الطبيعية بل قال: " لم يسألني أحد تصنيفه ولا كلفت القريحة تأليفه، وإنما دعاني إلى ذلك أنه وقع في بعض الدروس التي لا مخبأ فيها لعطر بعد عروس ذِكر "مالك الحزين" و "الذيخ المنحوس" فحصل في ذلك ما يشبه حرب البسوس ومزج الصحيح بالسقيم ولم يفرق بين نسر وظليم ... " إلى أن قال: "واستخرت الله تعالى - وهو الكريم المنان - في وضع كتاب في هذا الشان، وسميته " حياة الحيوان " ... ". (حياة الحيوان 1/ 2 ط. المطبعة الخيرية، مصر، 1309 هـ)

وقد استفاد الدميري في كتابه من كتاب "الحيوان" للجاحظ، كما استفاد من كتابات أرسطاطاليس، وبلايني، والقزويني، وابن البيطار، وبختيشوع، وابن رشد، وكثير غيرهم، وفي تعبير الرؤيا كان يعتمد على ابن سيرين، وعلى أرتيميدوروس داليانوس (المنجم المعروف).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير