أرشيف ملتقى أهل الحديث - 5

6 - (كتاب الزهد): وهو مكمل لكتاب "السؤدد"، ومقابل لكتاب "الطبائع والأخلاق المذمومة "، وفيه إلى جانب الحديث عن مظاهر الزهد أخبار عن مقامات الزهاد عند الخلفاء والملوك، وكلام في إصلاح أحوال الناس عن طريق التعليم وإسداء النُّصْح لمن يطلبه، أو ما يُرَى أنه جدير بالنصح سواء كان من عامة الناس أو الحكام الذين لم تغفل تلك الفئة عن تعهدهم بالنصح والتقويم انطلاقًا من إيمانها بدورها الذي فرضه الدين عليها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وفيه صفات الزهاد وكلامهم في الزهد والدعاء والبكاء والمناجاة وذكر الدنيا والتهجد … إلخ

7 - (كتاب الإخوان): في العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، والمناسبات التي تتجسم فيها هذه العلاقات: الزيارة، التعازي، التهاني، عيادة المريض، والمواقع التي تبرز فيها خصوصية هذه العلاقات من المعاتبة والاعتذار والتجني والتباغض والعداوة والمحبة والإنصاف ومداراة الناس وحسن الخلق، وفيه الحديث عن اتخاذ الإخوان واختيارهم، والإخبار عن المودة والمحبة ... إلخ

8. (كتاب الحوائج): فيما يمكن تسميته بتبادل المنافع بين أفراد المجتمع، هذه المنافع التي يتوسل إلى تحقيقها بطلبها في وقتها وعند أهلها والصبر عليها، وقد يتوسل إليها بلطيف الكلام، وربما بالرشوة أو الهدية لتتخللها مواقف الشكر والثناء والقناعة والاستعطاف أو الحرص والإلحاح، وفيه حديث عن استنجاح الحوائج بالكتمان، والصبر، والجد .. إلخ.

9 - (كتاب الطعام): تعرض فيه لآداب الطعام وصنوفه وما يتصل به من الجوع والصوم والضيافة وأخبار المتطفلين والبخلاء ونوادرهم، وأخبار الأَكَلَة، والأدواء التي تنتج عن الإفراط في الأكل، والألوان المختلفة من المأكولات.

وفيه الإخبار عن الأطعمة الطيبة والحلوى، والخبائث منها التي يأكلها فقراء الأعراب، والدعاء إلى المآدب والضيافة، وأخبار البخلاء.

10 - (كتاب النساء): فيه حديث عن عدد من الصفات والعاهات التي تكرهها المرأة في الرجل، إلى كلام في عدم المغالاة في المهور وصفات الزوجة الصالة والزوج الصالح ووصايا الآباء والأمهات للبنات عند زواجهن، وكلام في ذم المبالغة في الغيرة، وكلام في القيام والغناء، إلى أشعار في الغزل وكلام في مساوئ النساء. فيه حديث عن اختلاف النساء في أخلاقهن وخلقهن، وما يختار منهن للنكاح، والحسن والجمال والقبح والدمامة والسواد والعاهات والعجز ... وهذا الكتاب هو أكبر كتب عيون الأخبار حجماً فهو يعدل ربع الكتاب.

هذا القَدْر المعرفي في عيون الأخبار يشتمل على معارف سياسية (كما في كتاب السلطان)، وحربية (كما في كتاب الحرب)، وأخلاقية (كما في كتاب السؤدد وكتاب الزهد)، ونفسية (كما في كتاب الطبائع والأخلاق المذمومة)، واجتماعية (كما في كتاب الإخوان وكتاب الحوائج)، وسلوكية عملية (كما في كتاب الطعام)، وأدبية تعليمية (كما في كتاب العلم)، وإنسانية عاطفية (كما في كتاب النساء).

على أن الفصل الكامل بين موضوعات هذه الكتب غير ممكن، إذ تتداخل المعلومات والأخبار الواردة فيها، وتتكرر أيضاً، على أن "عيون الأخبار" يتجاوز الفئة التي وجه إليها ابن قتيبة كتابه "أدب الكاتب" إلى فئات المجتمع على اختلاف مشاربها وميولها، ولم يَعُد موجهًا إلى "مُغفلي التأدب" من الكُتَّاب خاصة، وذلك ما تحمله كلمة ابن قتيبة: "وهذه عيون الأخبار نظمتها لمغفل التأدب تبصرة ولأهل العلم تذكرة ولسائس الناس ومسوسهم مؤدباً وللملوك مستراحاً من كد الجِد والتعب. وصنفتها أبواباً، وقرنت الباب بشكله والخبر بمثله والكلمة بأختها ليسهل على المتعلم علمها وعلى الدارس حفظها وعلى الناشد طلبها، وهي لقاح عقول العلماء ونَتَاج أفكار الحكماء، وزبدة المخض وحلية الأدب، وأثمار طول النظر، والمتخير من كلام البلغاء وفطن الشعراء وسير الملوك وآثار السلف. جمعت لك منها ما جمعت في هذا الكتاب لتأخذ نفسك بأحسنها وتقومها بثقافتها وتخلصها من مساوئ الأخلاق كما تخلص الفضة البيضاء من خبثها، وتروضها على الأخذ بما فيها من سنة حسنة وسيرة قويمة وأدب كريم وخلق عظيم، وتصل بها كلامك إذا حاورت وبلاغتك إذا كتبت ... فإن الكلام مصايد القلوب والسحر الحلال."

¥