تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[صلاح الدين الصفدي ومؤلفاته]

ـ[محمد عايش]ــــــــ[11 - 05 - 05, 03:10 م]ـ

تَرْجَمَةُ الصفدي

مولده ونشأته:

هو صلاح الدين أبو الصَّفاء خليل بن أيبك بن عبد الله الألبَكِي الفاري الصَّفديّ الدِّمشقيّ الشَّافعيّ.

وُلِدَ لواحدٍ من أمراء المماليك، في صفد سنة ستٍّ وتسعين وست مئة، ونشأ في أُسرة ثريَّة نشأةً مرفَّهة، فحفظ القرآن العزيز في صغره، ثُمَّ طلب العلم، وبرع في النَّحو واللُّغة والأدب والإنشاء، وكتب الخطّ المنسوب، وقرأ الحديث وكتبه.

وتعانى صناعة الرَّسم على القماش، ثُمَّ حُبِّب إليه الأدب فولِعَ به، وذكر عن نفسه أنَّ أباه لم يمكِّنه من الاشتغال حتى استوفى عشرين سنة، فطلب بنفسه وقال الشعر الحسن ثُمَّ أكثر جداً من النَّظم والتَّرسل والتَّواقيع.

شيوخه:

أخذ الصَّفدي عن العديد من العُلماء في صفد ودمشق والقاهرة وحلب ومن هؤلاء:

1. الحافظ فتح الدِّين محمَّد بن محمَّد بن سيِّد الناس (-734 هـ)، وبه تَمَهَّر في الأدب وقرأ عليه الحديث بالقاهرة.

2. ابن نُباتة محمَّد بن محمَّد الفارقي المصريّ (-768 هـ)، وقد أخذ عنه الأدب.

3. أبو حيَّان أثير الدِّين محمد بن يوسف الغرناطيّ (-745 هـ)، وعنه أخذ النَّحو واللُّغة، وقد جمع الصَّفدي ما سمعه من أماليه في كتاب «مجاني الهصر من أدب أهل العصر». ()

4. الشّهاب محمود بن فهد الحلبيّ (-725 هـ)، وسمع منه كتابه «حسن التَّوسُّل» وروى عنه الكثير من شعره.

5. القاضي بدر الدِّين بن جماعة، محمَّد بن إبراهيم بن سعد الكتَّاني المُتوفَّى سنة (-733 هـ).

6. الإمام تقيّ الدِّين السُّبكي (756 هـ)، وسمع منه كتاب «شفاء السّقام في زيارة خير الأنام».

7. المُحدِّث أبو النُّون يونس بن إبراهيم الدَّبوسي (-729 هـ)، وقد سمع منه الحديث في الديار المصريَّة.

8. الحافظ جمال الدِّين يوسف بن عبد الرَّحمن المزِّي (-742 هـ)، ودرس عليه الحديث في دار الحديث الأشرفيّة بدمشق.

9. الحافظ شمس الدِّين أحمد بن محمد بن عثمان الذَّهبيّ (-742 هـ)؛ حيثُ أخذ عنه الحديث والتَّاريخ.

10. شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تَيميَّة (-728 هـ)، ويقول عنه الصَّفدي: «وكنتُ أحضر دروسه، ويقع لي في أثناء كلامه فوائد لم أسمعها من غيره، ولا وقفتُ عليها في كتاب». ()

وما من شكٍّ في أنَّ الصَّفدي كان محظوظاً بالاستماع إلى هؤلاء العلماء وقراءة كتبهم عليهم، وروايتها إجازة منهم، ممَّا جعله قادراً على الإفادة بالجامع الأمويّ، والتحديث بدمشق وحلب وغيرها، حتى سمع منه أشياخه كالذَّهبيّ والحسينيّ وابن كثير وغيرهم.

وظائفه:

تولَّى الصَّفديّ الكثير من الوظائف الإداريَّة والماليَّة في القاهرة ودمشق وصفد وحلب والرحبة، ومن هذه الوظائف:

1. كتابة الدّرج بصفد ثم بالقاهرة، وهي تتمثَّل بقراءة المكاتبات على الناس وكتابة الأجوبة، وما يجري مجرى ذلك. ()

2. كتابة الدَّست بدمشق، وكُتّاب الدَّست هم الذين يجلسون مع كاتب السّرّ بمجلس السُّلطان بدار العدل في المواكب، على ترتيب منازلهم بالقِدمة، ويقرؤون القصص () على السلطان بعد قراءة كاتب السّرّ، وسُمُّوا كُتّاب الدَّست إضافة إلى دَست السلطان، وهو مرتبة جلوسهم للكتابة بين يديه ().

4. كتابة السّرّ بحلب والرَّحبة، وتتمثل بقراءة الكتب الواردة على السُّلطان وكتابة أجوبتها، وأخذ خط السُّلطان عليها، والجُلوس لقراءة القصص بدار العدل والتَّوقيع عليها. ()

5. وكالة بيت المال في دمشق، وتتمثَّل بالتَّحدُّث فيما يتعلق بمبيعات بيت المال ومشترياته من أراضٍ وآدُر والمعاقدة على ذلك. ()

شخصيّة الصَّلاح الصَّفديّ:

كان الصَّفدي مُحبَّباً إلى الناس، حسن المُعاشرة، جميل المودَّة، وكان إليه المُنتهى في مكارم الأخلاق ومحاسن الشِّيم، وكانت له هِمَّةٌ عالية في التّحصيل، فما صنَّف إلا وسأل علماء عصره عمّا يلزمه فيه من لُغة، أو نحو أو بلاغة أو فقه أو حديث، فكتب بخطِّه المئينَ من المجلدات، وصنَّف ما يزيد عن خمسين مؤلَّفاً.

شعره:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير