تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال ابن تغري بردي (): «وشعر الشَّيخ صلاح الدِّين المذكور كثير، وفضله غزير، وهو شاعر مُجِيد، على أنَّ جيده يزيد على رديئه، ولولا أنَّه كان ضنيناً بنفسه، راضياً بشعره، لكان يندر له الرديء، ويكثر منه الجيّد، لكن رأيت مِنْ نَظْمِهِ بخطِّه عندما يعارض بعض مَنْ تقدَّمه مِنْ مجيدي الشُّعراء في معنى من المعاني اللطيفة، فيأخذ ذلك المعنى أو النكتة، فينظمها في بيتين، ويجيد فيهما بحسب الحال، ثم ينظم أيضاً في ذلك المعنى بعينه بيتين أُخَر، ثم بيتين ثم بيتين، ولا يزال ينظم في ذلك المعنى وهو يقول: وقلتُ أنا، إلى أنْ يملَّهُ النظر، وتسأمه النَّفس، ويمجَّه السَّمع، فلو ترك ذلك، وتحرَّى في قريضِهِ لكان من الشُّعراء المُجيدين، لما يظهر لي من قوَّة شعره، وحُسن اختراعه».

وقال الشُّوكاني (): «ونظمه مشهور، قد أودع منه في شرح لاميَّة العجم، وغيرها ما يُعرف به مقداره»، ثم قال: «وكان يختلس معاني شعر شيخه ابن نباتة وينظمها لنفسه، وقد صنَّف ابن نباتة في ذلك مصنَّفاً سمَّاه «خبز الشَّعير المأكول المذموم»، () وبيَّن سرقاته لشعره».

مُؤَلَّفَاتُه:

ذكر الصَّفدي في رسالة ألَّفها في ترجمته لنفسه أسماء مصنفاته وهي على ما يذكره ابن العماد الحنبلي وابن العراقي، أنَّها تبلغ الخمسين، وقد وقع الزِّرِكلي في وهم، فقال: «لهُ زهاء مئتي مصنَّف»، ولعلَّ سبب ذلك ما قاله ابن كثير، بأنَّه كتب المئين من المُجلَّدات.

ويظهر لنا من خلال استقرائنا لمُعظم هذه المؤلفات أنَّها تدور حول محاور خمسة، وهي:

أ. التراجم: ويظهر ذلك في العديد من مصنفاته منها: «الوافي بالوفيات» و «أعيان العصر وأعوان النَّصر» و «الشُّعور بالعُور» و «نكت الهميان»، وقد تضمَّن كتابه «كشف الحال في وصف الخال» عدَّة تراجم موجزة لمن عُرِفوا بحمل الشَّامة أو الخال.

ب. الشُّروح: ويتمثلُ ذلك في «غيث الأدب الذي انسجم في شرح لامية العجم» للطغرائي، و «تمان المتون في شرح رسالة ابن زيدون».

ج. الاختيارات الشِّعريَّة: ويمكن تقسيمها إلى قسمين:

1. موضوعيَّة: حيثُ يقوم الصَّفدي فيها بجمع نُتف شعريَّة لشعراء مختلفين تصبُّ في موضوع واحد، ويظهر ذلك في «تشنيف السَّمع في انسكاب الدَّمع» و «كشف الحال في وصف الخال»، و «الحُسن الصَّريح في مئة مليح» و «رشف الزُّلال في وصف الهلال» و «ديوان الفصحاء وترجمان البلغاء».

2. شخصية: حيثُ يقوم باختيار مجموعة من النُّتف أو القصائد لشاعر واحد كاختياره من شعر سراج الدِّين الورَّاق، ومجير الدِّين بن تميم، وشمس الدِّين بن دانيال، وأبي الحسن الجزَّار، وشهاب الدين العزَّازي، ولعلَّ هذه المُنتخبات هي أجزاء متفرِّقة من «التَّذكرة الصَّفديَّة».

د. مُصنَّفات في اللُّغة والبلاغة: ومن المُصنَّفات اللُّغوية: «نفوذ السَّهم فيما وقع للجوهري من الوهم» و «غوامض الصِّحاح» و «تصحيح التَّصحيف وتحرير التَّحريف»، ومن المُصنَّفات البلاغيَّة: «جِنان الجِناس» و «الكشف والتنبيه على الوصف والتشبيه» و «الهول المُعجِب بالقول بالمُوجب».

هـ. شعره وإنشاؤه: ويظهر شعره في العديد من مُصنَّفاته: ولَهُ ديوان شعر مخطوط، وأمَّا إنشاؤه فيظهر على شكلين:

الأول: قصص ومقامات: في «لوعة الشَّاكي ودمعة الباكي» و «رَشْف الرَّحيق في وَصْف الحريق» و «عِبْرَة اللّبيب بِعَبرةِ الكئيب» ومُقدِّمة «اختراع الخُراع».

الثاني: رسائل ديوانية: وتظهر في «ألحان السَّواجِع» و «اختبار الاختيار».

ويُمكن لنا تقسيم مُؤلفات الصَّفدي من حيثُ المطبوع منها والمخطوط إلى أربعة أقسام وهي: مؤلفاته المطبوعة، ومؤلفاته المخطوطة، ومؤلفاتهُ المفقودة، والمُؤلفات التي أُخطِئ في نسبتها إليه.

مُؤلَّفاته المطبوعة:

1. الوافي بالوفيات: وهو مطبوع في ثلاثين مجلداً، أشرفت على نشره جمعية المستشرقين الألمانية، وساهم في تحقيقه «هيلموت ريتر»، و «دريدرينغ»، ونخبة من المحققين العرب من أمثال: رمضان عبد التواب، وصلاح الدين المنجد، وشكري فيصل، وإحسان عبَّاس.

2. أعيان العصر وأعوان النَّصر: وهو مطبوع في ستة مجلَّدات عن دار الفكر المعاصر، سوريا، بتحقيق د. علي أبو زيد، و د. نبيل أبو عمشة، و د. محمد موعد، و د. محمود سالم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير