[تنبيه على خطأ وقع في اختيارت شيخ الإسلام، الطبعة القديمة]
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - 05 - 05, 10:59 م]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد لاحظت هذا الخطأ (ولعله خطأ فعلاً) في الطبعة القديمة (جداً) للاختيارات، المطبوعة في مكتبة الرياض الحديثة (ولا أدري عن الطبعات الأخرى).
ففي ص56 قال البعلي (جامع الاختيارات) عن شيخ الإسلام:
"ولا يستحب الجهر بالتسبيح والتحميد والتكبير عقيب الصلاة، وقاله بعض السلف والخلف. ويقرأ آية الكرسي سراً لا جهراً، لعدم نقله".
لكن في الإقناع للحجاوي (1/ 193 ط. التركي): "قال الشيخ (وهو شيخ الإسلام): ويستحب الجهر بالتسبيح والتحميد والتكبير عقب الصلاة. انتهى".
فيظهر أن زيادة (لا) في النص الأول خطأ من الناسخ أو الطابع، خاصة أن شيخ الإسلام - رحمه الله - قال في الفتاوى (22/ 509، 510): "وعن ابن عباس أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة، كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن عباس: كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته، وفي لفظ: ما كنت أعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بالتكبير".
فهو يقرر رفع الصوت بالذكر بعد الصلاة.
وكذلك ما نقله الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - عن شيخ الإسلام، ويأتي.
ويحسن هنا التنبيه إلى هذه السنة المفقودة - إلا عند من رحم الله -.
وفي هذا رسالة لطيفة جامعة مفيدة، لسماحة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -، يقول فيها:
(الجهر بالذكر بعد الصلوات المكتوبة سنة، دل عليها ما رواه البخاري من حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وكنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته) ... وهذا الحديث من أحاديث العمدة، وفي الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا قضى الصلاة: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له ... » الحديث، ولا يُسمع القول إلا إذا جهر به القائل.
وقد اختار الجهر بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وجماعة من السلف والخلف، لحديثي ابن عباس، والمغيرة - رضي الله عنهم -، والجهر عام في كل ذكر مشروع بعد الصلاة سواء كان تهليلاً، أو تسبيحاً، أو تكبيراً، أو تحميداً، لعموم حديث ابن عباس، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم التفريق بين التهليل وغيره بل جاء في حديث ابن عباس أنهم يعرفون انقضاء صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالتكبير، وبهذا يعرف الرد على من قال: لا جهر في التسبيح والتحميد والتكبير ...
أما من قال: إن في ذلك تشويشاً.
فيقال له: إن أردت أنه يشوش على من لم يكن له عادة بذلك، فإن المؤمن إذا تبين له أن هذا هو السنة زال عنه التشويش، وإن أردت أنه يشوش على المصلين، فإن المصلين إن لم يكن فيهم مسبوق يقضي ما فاته فلن يشوش عليهم رفع الصوت كما هو الواقع، لأنهم مشتركون فيه، وإن كان فيهم مسبوق يقضي فإن كان قريباً منك بحيث تشوش عليه فلا تجهر الجهر الذي يشوش عليه لئلا تلبس عليه صلاته، وإن كان بعيداً منك فلن يحصل عليه تشوش بجهرك.
وبما ذكرنا يتبين أن السنة رفع الصوت بالذكر خلف الصلوات المكتوبة، وأنه لا معارض لذلك لا بنص صحيح ولا بنظر صريح).
انتهى ملخصاً من مجموع فتاوى ابن عثيمين - رحمه الله - (13/ 247 - 250).
وهذا الأمر واقع مُستَشرٍ منتشر، فإن غالب الناس اليوم إن جهر جهر بما دون التسبيح، فإذا جاء التسبيحَ والتحميدَ والتكبيرَ أخفى، وهذا من العادات التي غلبت على السنن، وهو خلاف السنة كما ذكر العلماء - رحمهم الله -.
والله المستعان.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[11 - 05 - 05, 11:05 م]ـ
بارك الله فيك و جمهور أهل العلم على عدم إستحباب الجهر بالذكر عقيب الصلاة.
وهذه هي العلة فيما ذكرتم من قلة فاعل هذا الأمر خاصة في خارج الجزيرة.
والسنة ما ذكرتم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - 05 - 05, 02:07 م]ـ
طبعة مجموع الرياض فيها عجائب كثيرة جدا، وأسقاط كثيرة جدا بالأسطر في بعض الأحيان ..
وهي أسوأ طبعة للختيارات.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[12 - 05 - 05, 03:14 م]ـ
¥