تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كتابٌ فيه ما جاء من الحديث في النّظر إلى الله تبارك وتعالى ... للقرطبي

ـ[الرايه]ــــــــ[15 - 05 - 05, 03:06 م]ـ

تأليف -محمّد بن وضّاح القرطبيّ (199هـ - 287هـ)

من تراث علماء الأندلس

يعدُّ محمّد بن وضّاح القرطبيّ أحد كبار الحفّاظ الذين نشروا الحديث في ربوع الأندلس، وكان له ولصاحبه بقيّ بن مخلد أثر كبير في اهتمام رجال الأندلس بالرواية، وقد قام ابن وضاح برحلتين مبكرتين إلى المشرق التقى فيهما بكبار الأئمة أمثال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبي عبيد القاسم بن سلام وغيرهما، وتحمّل عنهم علماً جمّا بثّه في الأندلس بعد عودته من رحلته.

ويعتبر ابن وضاح من نوابغ المحدّثين الذين تيسّر لهم الجمع بين العمل والزّهد فكان عالماً زاهداً خيّراً ورعاً.

كما كانت له مشاركة في التّأليف، حيث كتب مصنّفات منها: الزهد والرقائق، والقطعان في الحديث، والإملاء فيه، ومكنون السّرّ ومستخرج العلم في فقه المالكيّة، وهي على قلّتها في عداد ما فقد من تراث هذا العلم،

ولم يتبق من تراثه سوى كتابين أحدهما:

البدع والنّهي عنها، والثاني - موضوع هذا المقال - جزء نادر للغاية جمع فيه ابن وضاح الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة والأقوال المأثورة الواردة في نظر المؤمنين إلى ربهم عزّ وجلّ يوم القيامة.

ووصلنا الكتاب في نسخة عتيقة جداً كتبها المؤرخ المغربي أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم التميمي (251هـ - 333هـ)، وهو يروي الكتاب عن ابن وضاح من طريق سعيد بن سفيان الخولاني (1)، كما قيّد ذلك بخطه في أول النسخة.

والكتاب كان في حوزة الشيخ حسن حسني عبدالوهاب الصماد حي التونسي رحمه الله، وأول من لفت الأنظار - فيما أعلم - إلى هذا الكتاب هو الزركلي في كتابه الأعلام، وقد وقف عليه في رحلته إلى تونس وعرض في كتابه المذكور (2) صفحته الأولى الذي جاء فيها ما يلي: (كتاب فيه ما جاء من الحديث في النظر إلى الله تبارك وتعالى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن أصحابه والتابعين بإحسان من تأليف أبي عبدالله محمد بن وضاح حدثني بجميعه سعيد بن سفيان بن قرة الخولاني).

وأفاد الزركلي في موطن آخر (3) أن الشيخ حسن حسني عبدالوهاب علّق على المخطوطة المحفوظة في خزانته من كتاب النّظر إلى الله تعالى بكلمة عن ابن وضاح جاء فيها أن عدد شيوخه الذين سمع منهم 175 شيخاً، وأنه روى القراءات عن عبدالصّمد بن القاسم عن ورش، ومن وقته اعتمد أهل الأندلس رواية ورش، وبابن وضاح وببقي بن مخلد صارت الأندلس دار حديث.

وبعد فنحن أمام جزء نادر لابن وضاح القرطبي كانت تحتفظ به خزانة الشيخ حسن حسني عبدالوهاب، ورآه الزركلي واحتفظ لنا بصورة عن صفحته الأولى، والغريب حقاً أن هذا الأثر على ندرته العلمية لا يرى له الآن أثر، ولا يسمع عنه خبر، ولا ندري أين آل أمره، وقد سألت عنه - قبل بضع سنوات - القائمين على شؤون المكتبة الوطنية بتونس التي آلت إليها مكتبة الشيخ حسن حسني عبدالوهاب، ولم يظفروا بالكتاب أو يسمعوا له رِكْزاً.

وكم تمنيت حينئذ أن يكون الزركلي احتفظ لنا بصورة من كتاب ابن وضاح فكان أن راجعت فهرس مكتبته الخاصة التي آل قسم منها إلى جامعة الملك سعود ومركز الملك فيصل بالرياض، غير أني رجعت بخفي حنين، ولا نملك بعد هذا إلا أن نناشد - من خلال هذا الملحق - القائمين على المكتبة الوطنية بتونس البحث بشكل جاد عن إمكانية وجود الكتاب في المجاميع أو الدشت أو غير ذلك، كما نرجو ممن علم خبراً عن هذا الجزء الإفادة عنه، حتى يتمكن عشاق التراث من دراسة محتواه، وإدراك مدى الإضافة العلمية التي يحتاج إليها الدراسون لتراث أعلام الأندلس والله ولي التوفيق.

(1) يبدو أنه المترجم عند الخشني في أخبار الفقهاء والمحدثين ص 325، وابن الفرضي في تاريخه 1 - 199 وذكرا وفاته سنة 329هـ.

(2) الأعلام 5 - 309 - ط التاسعة، ترجمة أبي العرب التميمي.

(3) الأعلام 7 - 133 - ترجمة ابن وضاح

كاتب المقال: د. جمال عَزُّون

المصدر ( http://www.suhuf.net/166590/wo5d.htm)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير