تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

: "كلكم راع وكلكم مسؤول فالإمام راع وهو مسؤول?و عن عبد الله قال النبي والرجل راع على أهله وهو مسؤول والمرأة راعية على بيت زوجها وهي مسئولة والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول " [أخرجه البخاري (4892)]

ولقد بوب الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه " الفقيه والمتفقه " باباً فقال:

(ماجاء في تعليم الرجال أولادهم ونساءهم، والسادات عبيدهم وإماءهم) ثم ذكر الأحاديث الدالة على ذلك [1/ 46]

يقول ابن باديس رحمه الله:

" النساء شقائق الرجال في التكليف: فمن الواجب تعليمهن وتعلمهن، وقد علمهن صلى الله عليه وآله وسلم، وأقرهن على طلب التعليم، واعتنى بهن وتفقدهن كما في حديث ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج ومعه بلال، فظن أنه لم يسمع النساء؛ فوعظهن وأمرهن بالصدقة .. "

وقال رحمه الله: " أن البيت هو المدرسة الأولى، والمصنع الأصلي لتكوين الرجال، وتديّن الأم هو الأساس في حفظ الدين والخلق، والضعف الذي نجده من ناحيتها معظمه نشأ من عدم التربية الإسلامية في البيوت وقلة تدينهن " [مجلة الشهاب (11/ ج 8)]

ومن روائعه رحمه الله: " لماذا تعاقب المرأة بعلمها؟

هل العلم وِرْدٌ صفاء للرجال ومنهل كدر للنساء؟

هل له تأثيران: حسن على فكر الذكور، قبيح على فكر النساء " [مجلة المنتقد العدد (8)]

أقول: وكل هذا لدليل على أهمية تعليم المرأة، ما هذا إلا إيماناً بالدور الذي ألقي على عاتقها لتقوم به.

وأقصد بالعلم، العلم الشرعي الذي به تعرف المؤمنة حق ربها وحق دينها وحق بيتها و زوجها وفلذات كبدها، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالعلم، وتدين المرأة وإيمانها لا يكون بدون علم، فهو فرع عنه لا يتم إلا به بل ومن أعظم الثبات على الدين، طلب العلم.

يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله:

" فالذي يتعين على المسلم الاعتناء به والاهتمام: أن يبحث عمّا جاء عن، ثم يجتهد في فهم ذلك، والوقوف على معانيه، ثم يشتغل بالتصديق?الله ورسوله بذلك إن كان من الأمور العلمية.

وإن كان من الأمور العملية، بذل وسعه في الإجتهاد في فعل ما يستطيعه من الأوامر، واجتناب ما ينهى عنه وتكون همته مصروفة بالكلية إلى ذلك، لا إلى غيره.

والتابعين لهم?وهكذا كان حال أصحاب النبي بإحسان في طلب العلم النافع من الكتاب والسنة " [جامع العلوم والحكم (171) ط / طارق عوض الله]

وذكر الذهبي رحمه الله في السير:

وعن أبي الحوراء قلت قال أذكر أني أخذت التصرف من تمر الصدقة فجعلتها في?للحسن: ما تذكر من رسول الله فيّ فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بلعابها فجعلها في التمر فقيل يا رسول الله وما كان عليك من هذه التمرة لهذا الصبي قال: " إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة قال وكان يقول: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة وكان يعلمنا هذا الدعاء: اللهم اهدني فيمن هديت. " [3/ 246]

وذكر ابن قيم ?الجوزية رحمه الله، بعد أن ذكر حديث الشفاء بنت عبد الله في رقية النملة وأمره بتعليم حفصة ذلك فقال: " ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة "

قال: " وفي الحديث دليل على جواز تعليم النساء الكتابة " [زاد المعاد (4/ 185)]

ومن لطيف الاستدلال على تعليم الرجل أهل بيته، ما ذكره العلامة الآلوسي رحمه الله في تفسيره عند قوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ? [التحريم / 6]

قال: " واستدل بها على أن يجب على الرجل تعلم ما يجب من الفرائض وتعليمه لهولاء، وادخل بعضهم الأولاد في النفس؛ لأن الولد بعض من أبيه " [روح المعاني 28/ 156]

وجاء في مقدمة كتاب المعلّمين لابن سحنون: " أن القاضي الورع عيسى بن مسكين كان يقرئ بناته حفيداته ... قال عياض: فإذا كان بعد العصر دعا ابنتيه وبنات أخيه ليعلمهن القرآن والعلم.

وكذلك كان يفعل فاتح صقلية أسد الفرات بابنته أسماء التي نالت من العلم درجة كبيرة " [عناية النساء بالحديث 131]

واختم بحال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، فلقد كانت له عناية فائقة بتعليم زوجاته وبناته للحديث، ولقد برع منهن:

- أخته ست الركب بنت علي العسقلانية رحمها الله كانت عالمة مربية، قال عنها ابن حجر:

" كانت أمي بعد أمي " ولها أثر حسن عليه فقال: " وكانت بي برَّة رفيقة محسنة "

- زوجته أُنْس (بضم الهمزة وتسكين النون) بنت القاضي كريم الدين عبد الكريم ناظر الجيش

- أسمعها من الحفاظ كالعراقي والعلائي وابن الكويك رحمهم الله.

وكان يداعبها كثيراً بقوله لها: لقد صرتِ شيخة " ومن أشهر تلاميذها السخاوي قرأ عليها أربعين حديثاً عن أربعين شيخاً بحضور زوجها.

- ابنته زين خاتون: اعتنى بها أبوها واستجاز لها وأسمعها على شيوخه كالعراقي والهيثمي، وهي أم يوسف ابن شاهين المعروف بـ " سبط ابن حجر " الذي اهتم بعلم جده. وتوفيه وهي حامل بالطاعون رحمها الله.

- و " فاطمة " و " عالية " استجاز لهما أبوهما، وكلاهما ماتا بالطاعون رحمهما الله

- " وفرحة " ورابعة "

- ولم تشتهر بناته بالرواية كما اشتهر هو و زوجه، بسبب وفاتهن بالطاعون في سن مبكرة رحمهم الله

[عناية النساء بالحديث 126]

يتبع ان شاء الله تعالى ..........

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير