تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كتاب سواد الناظر وشقائق الروض الناضر]

ـ[ماجد محروس]ــــــــ[01 - 06 - 05, 06:00 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين .... أما بعد

فلقد قام أمس السيد الفاضل صاحب المكتب الإسلامي للنشر والتوزيع بوضع إعلان عن كتاب (سواد الناظر وشقائق الروض الناضر) للعلامة علاء الدين الحنبلي، وهذا الكتاب هو عبارة عن إطروحتي في الماجستير التي تقوم على عمل تحقيق علمي للكتاب، مع دراسة وافية له.

والحقيقة أنني حينما كنت أقوم بالبحث عن موضوع للماجستير قمت باستشارة الشيخ الفاضل الحبيب العلامة (أحمد بن منصور آل سبالك) في اختيار موضوع مناسب لنيل هذه الدرجة، فأخبرني فضيلته عن وجود شرح جديد لمختصر الروضة القدامية الموسوم ب (البلبل في أصول الفقه) لعبد القوي الطوفي الحنبلي لأحد كبار علماء الحنابلة ورأس أحد بيوتات المذهب الحنبلي في مصر وهو العلامة علاء الدين الحنبلي، وأخبرني فضيلته أن للكتاب نسخة وحيدة في المكتبة الأزهرية بمصر وهي نسخة نادرة لهذا الكتاب وأمدني بها من مكتبته العامرة فقمت بتصويرها والإطلاع عليها.

ثم بدأت بعد ذلك في البحث عن نسخ خطية أخرى لهذا الكتاب؛ ووجدت بالفعل نسخة أخرى له موجودة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، فأخبرت شيخنا بذلك وتصادف أن كان فضيلته في رحلة لدولة الإمارات، فطلب مني فضيلته أن أبعث له بصورة الصفحة الأولى والأخيرة من المخطوطة على الفاكس ليرسلها بدوره إلى الجامعة الإسلامية حتى نتأكد إن كانت هي نفس النسخة أم أنها نسخة مختلفة، وقد كان مع فضيلة الشيخ أحمد في تلك الرحلة ووقت أن قمت بإرسال الفاكس له فضيلة الشيخ العلامة/ بكر بن عبدالله أبو زيد شفاه الله وعافاه؛ وكما لا يخفى على أحد أن الشيخ الكريم هو من رؤوس المهتمين بدراسات المذهب الحنبلي ومصادره وكتبه في هذا الزمان؛ فأكد فضيلته للشيخ أحمد سبالك على جِدة الشرح وأهميته وقيمته، وفي نفس الوقت أرسل الشيخ الفاضل أحمد سبالك الفاكس إلى الجامعة الإسلامية وعلمنا منها أن النسخة الموجودة لديهم ليست نسخة أصلية؛ بل هي نسخة مصورة عن نسخة المكتبة الأزهرية في مصر؛فتأكد لدينا وقتها أن هذه النسخة هي النسخة الوحيدة لهذا الكتاب.

فاستخرت الله تعالى وقمت بالإعداد للموضوع ومن ثم تسجيله وكان هذا من عام تقريباً.

هذا عن قصة هذا الكتاب، أما عن الكتاب ذاته فبعد أن اطلعت عليه بانت مدى أهميته ومدى قيمته العلمية الكبيرة، وكذلك فإن النسخة الموجودة هي بخط حفيده الإمام الكبير أحمد بن نصر الله الكناني الحنبلي، وهذا له أهمية كبيرة من حيث توثيق النسبة للكتاب على ما ظهر في البحث.

إنه مما لا يخفى على دارسي علم الأصول مدي أهمية الروضة القدامية في الدراسات الأصولية بوجه عام ودراسات المذهب الحنبلي بوجه خاص، وإذا كان كتاب الروضة قد نال من الشهرة والمكانة الشئ الكبير؛ فإن لمختصره (البلبل) لمؤلفه الطوفي الحنبلي مكانة لا تقل عن مكانة الكتاب الأصلي، ونسبة شيوع وشهرة قد تفوق الكتاب الأصلي؛ هذا مما دفع صاحب الكتاب نفسه -الطوفي- بالقيام بوضع شرح على مختصره، وهذا الشرح مطبوع بتحقيق الدكتور عبدالله عبد المحسن التركي نشر مؤسسة الرسالة بيروت.

إلا أن العلماء أخذوا على الطوفي في هذا الشرح الكثير من المآخذ، وخالفوه في بعض المسائل، وقد كان جل المعارضين للطوفي هم من علماء أهل السنة والجماعة؛ ذلك لأن الطوفي كان من المتكلمين، وأغرق شرحه بفيض من المسائل والأمثلة الكلامية والتي قد تتصادم في بعض الأحيان مع المعتقد السلفي الصحيح.

ومن هنا تبرز ميزة كبرى في هذا الشرح الجديد الذي يقدم لمكتبة الدراسات الأصولية؛ حيث إن المؤلف وهو إمام كبير، سني سلفي المعتقد قد نقى شرحه من تلك المسائل الكلامية، وقدم لنا شرحا سلس العبارة، غزير الفوائد، تنبو ألفاظه ومعانيه عن تلك الكلاميات المعقدة كلما أمكن، ليظهر لنا علم الأصول الشريف نقيا خاليا من شوائب الكلام وأهله؛ فقدم لنا بذلك أشمل وأفضل شرح للروضة القدامية عبر مختصرها البلبل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير