تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قراءة نقدية في كتاب: الإمام مسلم بن الحجاج، ومنهجه في الصحيح،، للشيخ مشهور حسن سلمان]

ـ[رمضان عوف]ــــــــ[12 - 06 - 05, 04:00 ص]ـ

قراءة نقديمة في كتاب: الإمام مسلم بن الحجاج، ومنهجه في الصحيح،، للشيخ مشهور حسن سلمان

هذا ما كتبه أحد المشايخ في تعليقه على ترجمة الإمام مسلم رحمه الله، في تحقيقه لكتاب صحيح مسلم، ولم يُرِد ذكر اسمه، وسوف يطبع الكتاب قريباً:

يجد القارئ تشابهاً كثيراً بالصفحات بين ما كتبه الشيخ مشهور حسن سلمان في كتابه: «الإمام مسلم بن الحجاج ومنهجه في الصحيح»، و كتاب: «الإمام مسلم ومنهجه في صحيحه» للدكتور محمد الطوالبة حيث ينقل بعضهما عن البعض صفحات كاملة من دون أن يعزو الأول إلى الثاني، فلا أدري أيهما ينقل عن الثاني، ولمن يتأمل في الكتابين يستغرب بهذه النقولات بالمباحث والصفحات من دون أن يشير الأول إلى الثاني، فمن أغرب ما رأيت لهما ما ذكراه في وفاة الإمام مسلم رحمه الله وهذا نصهما:

قال مشهور سلمان، في كتابه: الإمام مسلم بن الحجاج (1/ 25 - 26):

«توفي الإمام مسلم – رحمه الله- عشية يوم الأحد، الخامس والعشرين من رجب، سنة إحدى وستين ومئتين هجرية، السادس من مايو سنة خمس وسبعين وثمان مئة ميلادية، وعمره خمس وخمسون سنة على الصحيح من أقوال أهل العلم «في حدّ الكهولة»، ودفن يوم الاثنين، ومقبرته في رأس ميدان زياد، بنصر آباد ظاهر نيسابور، وكان قبره يزار» انتهى كلامه.

وقال الدكتور محمد طوالبة في كتابه: الإمام مسلم ومنهجه في صحيحه (ص: 26):

«توفي مسلم - رحمه الله – عشية يوم الأحد الخامس والعشرين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين هجرية، السادس من مايو سنة خمس وسبعين وثمان مائة ميلادية، وعمره خمس وخمسون سنة، ومقبرته في رأس ميدان زياد، بنصر آباد ظاهر نيسابور، وكان قبره يزار» انتهى كلام طوالبة.

ولي وقفتان مع هذا الكلام:

الأولى: أنّ النصّ واحدٌ، ولا شكّ أن أحدهما استولى على عمل الآخر، ونقله بكامله.

الثانية: أن كليهما أخطئآ في هذا النقل، وذلك أن تاريخ وفاة مسلم رحمه الله في مختصر تاريخ نيسابور (ص: 34، تحقيق: دكتور بهمن كريمي) و (ص: 100، تحقيق: الدكتور محمد رضا كدكني): «وتوفي رحمه الله عشية يوم الأحد، ودفن يوم الاثنين، لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين) (تحرّف كلمة: بقين في طبعة دكتور بهمن إلى: سبعين، وهو خطأ، والصواب: بقين، كما طبعة الدكتور كدكني) وأحال كلٌّ منهما على مصادر أخرى بأنّ تاريخ وفاته هكذا.

وأنا على ثقة كاملة بأن الشيخ مشهور سلمان نقل النص بكامله عن الدكتور طوالبة، والدليل على ذلك أن الشيخ مشهور وفقه الله لم يراجع هذه المصادر التي، وأتساءل الشيخ مشهور سلمان، هل أنت راجعت هذا النص في هذه المصادر، فالجواب حتماً، لم يراجع بل نقله من الدكتور طوالبة، والنص في المصادر التي ذكرها الشيخ مشهور سلمان ليس كما قال بل على خلاف ذلك، وإليك هذا النصّ:

(عزى الشيخ مشهور سلمان في الحاشية توثيق هذه المعلومة، إلى هذه المصادر:

راجع: طبقات الحنابلة (1/ 339)، وتهذيب الأسماء واللغات (2/ 92)، والبداية والنهاية (11/ 34)، ووفيات الأعيان (5/ 195)، ومستفاد الرحلة والاغتراب (56)، وما لا يسع المحدث جهله (27)، وصيانة صحيح مسلم (64)، ومختصر تاريخ نيسابور (ق16/ب)، وفهرس ابن عطية (68)، والتبصرة والتذكرة (3/ 255)، والوفيات (85) لابن منقذ).

وقد راجعت هذا النص في هذه المصادر ولم أجد ما يطابق كلام الشيخ مشهور سلمان، بل على خلاف ذلك، وإليك نصوصهم:

قال أبو يعلى في طبقات الجنابلة (1/ 339): «مات مسلم عشية يوم الأحد. ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين»!!!

وقال النووي في تهذيب اللغات (1/ 92): «توفي مسلم رحمه الله عشية الأحد، ودفن يوم الاثنين، لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين»!!!

وقال ابن كثير في البداية (11/ 34): «حتى كانت وفاته عشية يوم الأحد، ودفن يوم الاثنين، لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين بنيسابور»!!!

وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان (5/ 195): «بأن مسلم بن الحجاج توفي بنيسابور، لخمس بقين من شهر رجب الفرد، سنة إحدى وستين ومائتين»!!!

وفي مستفاد الرحلة والاغتراب .......

وقال الميانشي في كتابه: ما لا يسع المحدث جهله (ص: 27): «وتوفي مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى عشيو يوم الأحد، ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين مئتين»!!!

وقال ابن الصلاح في كتابه: صيانة صحيح مسلم (ص: 64): «وتوفي مسلم بن الحجاج رحمه الله عشية يوم الأحد، ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين»!!!

وقال ابن عطية في فهرسته (ص: 68): «وتوفي مسلم بن الحجاج رحمه الله في شهر رجب سنة إحدى وستين ومائتين»!!!

وقال العراقي في التبصرة والتذكرة (3/ 255): «وتوفي أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري عشية يوم الأحد، ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين»!!!

وقال ابن قنفذ في الوفيات (ص: 185): «توفي الإمام المحدث أبو الحسين مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح وغيره سنة إحدى وستين ومائتين»!!!

هذه هي المصادر التي ذكرها الشيخ مشهور سلمان ضمن توثيقه تاريخ وفاة الإمام مسلم، ونصوص هذه الكتب نقلناها كما جاءت، ولم نجد في أحد هذه المصادر يطابق ما كتبه الشيخ مشهور سلمان، مما يؤكد لنا أن الشيخ وفقه الله لم يراجع ولا واحداً من هذه المصادر، وما كتبه من تحديد تاريخ وفاة الإمام مسلم بقوله: «الخامس والعشرين من شهر رجب» تكذبه المصادر التي عزاه إليها.

بل على يقين أن الشيخ لم يطلع على مختصر تاريخ نيسابور لخليفة النيسابوري، بل نقله عن الدكتور طوالبة، لأن الدكتور طوالبة قال في (ص: 14): أفدت من هذا الكتاب – أي مختصر تاريخ نيسابور- من نسخ شيخنا الدكتور نجم خلف – حفظه الله – والتي نسخها بنفسه سنة 1974م. وهذا يسمّى بالأمانة العلمية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير