ولأن هذا من إفساد الحياة الزوجية بين الأزواج، لقوله عليه الصلاة والسلام: ليس منا من خَبّب امرأة على زوجها. رواه الإمام أحمد وأبو داود.
السؤال:
وهل يتقيد الخلع بوقت معين أو حال معين بالنسبة للمرأة (مثل الحيض والنفاس) كما هو في حال الطلاق؟؟
الجواب:
لا يتقيّد الخلع بما يتقيّد به الطلاق
وقد تقدّم الكلام حول هذه المسألة، وأن الخُلع فسخ وليس طلاقاً، وسبقت الإشارة إلى الخلاف في المسألة.
كما سبقت الإشارة إلى سبب ذلك.
والله تعالى أعلى وأعلم.
السؤال:
شيخنا الفاضل ..
قبل أن ننهي لقاءنا المبارك مع فضيلتكم .. نرجو أن تتفضلوا بتوجيه كلمات ناصحة وبعض التوصيات للمرأة المسلمة تعينها على إصلاح حياتها الزوجية مما لا يضطرها إلى اللجوء إلى طلب الطلاق أو الخلع اللذان قد ينبني عليهما الكثير من المشاكل والأحقاد والظلم للأبناء كما نرى ذلك في كثير من الأسر في وقتنا الحاضر؟؟
الجواب:
أما الوصية فهي وصية الله للأولين والآخرين (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)
ووصيته لعباده المؤمنين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
قال ابن مسعود رضي الله عنه في تفسير هذه الآية: حقّ تقاته: أن يُطاع فلا يُعصى، وأن يُذكر فلا يُنسى، وأن يُشكر فلا يُكفر.
والنبي صلى الله عليه وسلم أوصى الأزواج فقال: استوصوا بالنساء خيرا. رواه البخاري ومسلم.
وقال: لا يَفْرك مؤمن مؤمنه؛ إن كره منها خُلًقاً رضيَ منها آخر. رواه مسلم.
ويُقال مثل ذلك في حق المرأة
وإن كان حق الزوج على زوجته أعظم
وسبقت الإشارة إلى ذلك هنا:
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=9787&highlight=
وهنا:
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&postid=96221#post96221
ثم ليُعلم أنه ليس كل البيوت يتُبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام. كما قال عمر رضي الله عنه.
فلا تتصوّر المرأة أن توجد حياة زوجية خالية مما يشوبها أو يُكدّرها ولو في وقت من الأوقات، إذ هذه طبيعة هذه الحياة الدنيا:
طُبعت على كدر وأنت تُريدها = صفواً من الأقذاء والأكدار!
وقول الله أصدق وأبلغ: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ)
ولا يتصور الزوج أيضا أن يجد زوجة خالية من العيوب
ولكن الحياة تؤخذ على التسديد والمقاربة
وتؤخذ على العفو والمسامحة
وليُعلم أيضا أن أحب شيء إلى إبليس هو الطلاق
فهو يسعى إليه جاهدا، بل ويُرسل جنوده في ذلك، ويؤزّهم أزّا، ويدفعن دفعا، لأجل التفريق بين الأزواج.
بل إن إبليس ليفرح إذا وقع الطلاق
وإذا ما توصّل جندي من جنوده إلى ذلك جعله مُقرّبا منه، وأدناه إليه، وضمّه وأكرمه!
أخبر عن ذلك من لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام بقوله:
إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة؛ يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئا! قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرّقت بينه وبين امرأته! قال: فيُدنيه منه، ويقول: نِعْمَ أنت! قال الأعمش: أراه قال: فيلتزمه. رواه مسلم.
فإذا رُزقت المرأة بزوج صالح يحفظها ويرعاها فلتعلم أن هذه نعمة يجب شُكرها.
وإن طلب الطلاق من غير سبب هو كُفران لهذه النعمة
ولذا قال عليه الصلاة والسلام: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة. وقد سبقت الإشارة إليه.
وإن مِن كرام الرجال من يأبى عليه كرمه أن يعود في شيء بذله
فقد ذكر الأمير أسامة بن منقذ أن امرأة وُصِفت لعمِّه عز الدين أبي العساكر، قال: فأرسل عمّي عجوزاً من أصحابه تُبصرها، وعادت تصفها وجمالها وعقلها! إما لرغبة بذلوها لها، وإما أرَوها غيرها، فخطبها عمّي وتزوجها. فلما دخلت عليه رأى غير ما وُصف له منها. ثم هي خرساء!
فوفّاها مهرها، وردّها إلى قومها.
فأُسِرتْ من بيوت قومها – بعد ذلك – فقال عمّي: ما أدع امرأة تزوجتها - وانكشفت عليّ – في أسْر الإفرنج. فاشتراها بخمسمائة دينار، وسلّمها إلى أهلها. اهـ.
هكذا تكون مكارم الأخلاق.
وهكذا يجب أن تكون العِشرة ولو بعد الفراق
وهذا من حفظ العهد.
والله تعالى أعلى وأعلم.