ـ[المستشار]ــــــــ[22 - 06 - 05, 12:25 ص]ـ
واصل أستاذنا الراية وصلك الله ..
ـ[المستشار]ــــــــ[22 - 06 - 05, 10:43 م]ـ
وفيه يقول الدكتور موراني
( ..... كان هناك مشروع في النص القرآني قبل الحرب العالمية الثانية، وجَمعَ تلاميذُ نولدكه المشهورون المتخصصون في القراءات نسخاً للقُرآنِ بغرض تحقيقِ النصِّ القرآنيِّ تَحقيقاً علميَّاً كما تُحقَّقُ كتبُ التراث. إذ ما بين يدينا مطبوعاً هو النص المتفق عليه وليس نصاً مُحقَّقاً بِمعنى التحقيق. ويقال: إِنَّ هذه المَجموعة من النسخ قد فُقِدت أثناءَ الحربِ ولا أحدَ يعلمُ بوجُودِها، إلاَّ أَنَّ هناك مَن يَزعمُ أَنَّها في المكتبة الدوليةِ في مِونيخ، والله أعلم.
لدينا اليوم عدةُ نُسخٍ ثَمينةٍ ونادرةٍ، مثل المصاحف التي في جامع صنعاء وفي غيرها في المكتبات. بعضها على البَردي، وبعضها الآخر على الرَّقِّ أو الكاغد، لو قام مجموعة من العلماء بتنفيذ هذا العَمَلِ الضخم من أجل إخراج النصِّ القرآنيِّ على منهج الدراسة المقارنة الإجمالية للنصِّ synopsis لَما كانَ هناك مجالٌ للجدال حول تخطئةِ (القرآن). رُبَّما يترتب على ذلك ترتيبٌ آخر , حتى ولو كان جزئي , للآيات
كما قد نحصل على كلمةِ نَقصٍ هنا، وكلمةِ زيادةٍ هناكَ الخ، وهذه الأمور كلها واردة عند الدراسة المقارنة للنص.
حدث ذلك ـ نعم! ـ عند دراسة النصوص في الإنجيل .... )
لاشك أن صاحب هذا السياق لم يكن ينطلق من البحث العلمي المبتوت الصلة عن الدين والعرق، ولكنه هنا انطلقَ من خلفيته عن الإنجيل، وظنَّ أن القرآن كالإنجيل.
وهذا خطأٌ فادح جدًا أرجو أن يكون ناتجًا عن جهلٍ لا تعمُّد فيه، فهو أخف الضررين، وهو وإن كان جوابه معلومًا لنا بداهة، لكن لا مانع من الجواب لكم عليه، فأنا أعرف أن أكثر المستشرقين والغربيين لا يعلمون عن ديننا سوى ما يمليه عليهم إعلامهم المشوَّه بغرض التشويه، وما أكثره!!
ويُعْلم الجواب عن هذا باختصار عند مراجعة كلام أئمة القراءات عند المسلمين، ومقارنته بشروح الأناجيل عند النصارى.
فقد تلقى المسلمون كتاب الله عز وجل عن طريق التواتر ونقل الكافة عن الكافة، ونحن نعرف من روى كتاب الله، ومتى وكيف رواه، كما نعرف تراجم المقرئين السابقين كعاصم ونافع وغيرهما، وكذا المقرئين الحاليين، نعرفهم بأسانيدهم وتراجهم لا تخفى علينا أبدًا.
ثم الأصل في القرآن التلقي بالسماع وليس بالكتابة، فالأصل فيه الحفظ في الصدور لا الكتابة في النسخ والكتب.
وقد انبرى الخطاطون على مر العصور لتزيين خطوطهم بكتابة القرآن أو بعضه، وهي تلك النُّسَخ التي تتحدث عنها الآن، وتظن أنها مختلفة فيما بينها، وفي الحقيقة هي ليست نسخًا بالمعنى المعروف عندكم في الإنجيل، ولكنها كتلك النُّسخ التي يصدرها مجمع الملك فهد مثلا، بالملايين، ولكنها جميعًا تطبع على أصل واحدٍ، وتعود لنسخةٍ واحدة، لا فرق ولا اختلاف بين هذه الملايين في حرفٍ واحدٍ.
بخلاف الإنجيل، فإذا رجعنا إليه فلن نقدر على الترجمة لأصحابه، بل لم يقدر على هذا شُرَّاح الإنجيل أنفسهم، واعترف أكثرهم بجهلهم وفشلهم في الترجمة لهؤلاء المشهورين لدى النصارى بكتابة الإنجيل.
العهد القديم (التوراة) والعهد الجديد (الإنجيل) المعروفان الآن بيد اليهود والنصارى لا يُوثق بهم البتة، وقد غُيِّروا عشرات بل مئات المرات، ويكفي للتغير عند اليهود والنصارى أن ينعقد مجمعٌ من المجامع ويقر بعض النصوص فيتم إثباتها!! ويعترض على البعض الآخر فيتم حذفها!!
فأنت ترى الآن أن المصدر الوحيد للقرآن: هو الوحي الإلهي فقط.
بخلاف الإنجيل: فقد صار المصدر الوحيد فيه الآن هو المجامع الكنسية، فما أقرته فهو الإنجيل، وما رفضته وغيرته فليس بإنجيل، وكذلك الحال بالنسبة للتوراة.
وشتان بين المصدرين هنا، فالقرآن إلهي، والتوراة والإنجيل بحالهما الحالي يغرقان في البشرية!!
ثم أين أسانيد الإنجيل أصلاً التي يُعْتمد عليها عند التحقيق.
أنا أرفض وبشده أن يقال: تم تحقيق الإنجيل فوجدنا هنا زيادات وهنا فروقات؛ لأن من أبجديات التحقيق أن نثبت النُّسخ إلى الكتبة أولا، ولا يوجد إسناد واحد صحيح على وجه الأرض تثبت به تلك الأناجيل علميًّا، فكيف نقارن بين ما لا يثبت ثم نقول: حققنا وفعلنا؟!!
¥