لكن شاء الله عز وجل أن يُحيي مَوَات الكتب، ويُرَمِّم ما تبقى من تراثنا في مراكز شتى، ولكن لا زالت هذه المراكز والتجمُّعات لم ترق إلى حدِّ طرح ما لديها للناس بيسر وسهولة، مما كان له أكبر الأثر في ضياع ما فيها بمجرد ضياعها!
تمامًا كما جرى في عراق اليوم!! من حرقٍ وتدميرٍ!!
والآن أحيا ابن مكتوم أثابه الله على عمله سنةً حسنةً، وبدأ عملاً متقنًا يحفظ على الأمة تراثها العظيم.
وذلك من خلال تيسير التراث الأزهري العامر لكل الناس، داخل الأزهر وخارجه.
وهذا يعني تعدُّد النُّسخ ووفرة الكتاب في بلاد المسلمين قاطبة، بما يعني حفظه واستحالة محوه ودرسه من الوجود.
لأنه إذا اجتاح الجائحة بلدًا ما (حفظ الله بلاد المسلمين من كل سوء) فسنجد الكتاب في غيرها من بلاد المسلمين، وهكذا يبقى الكتاب ولا يندرس، ويستحيل ضياعه وفقد على كافة الأمة.
بخلاف ما إذا كان في حوزة الواحد والاثنين منها، فسرعان ما يضيع بضياع هؤلاء.
لدينا مكتبة الشيخ محمد حامد الفقي رحمة الله عليه وكنوزها مطبوعةً ومخطوطةً، أين ذهبتْ؟ لا ندري عنها شيئًا، سوى أنها بيعت بخمسةٍ وعشرين ألفًا من الجنيهات المصرية، وهذا بالنسبة لها ثمن أقل من البخس، بل لا يكاد يوصف أنه دراهم معدودات بالنسبة لحجم وزخم المخطوط والمطبوع في هذه المكتبة العامرة.
لكن في الوقت نفسه: لدينا التيمورية، وغيرها من المكتبات التي وُهِبَت لدار الكتب المصرية، فانظر كم نفع الله بها من المسلمين؟ وكم عادت على الأمة بالنفع والخير؟ وكم؟ وكم؟
فنحن نحيي هذه اللفتة الطموحة من الشيخ ابن مكتوم الإماراتي أثابه الله عليها، ونشد على يديه ونرجو له التوفيق والسداد في وضع كافة مخطوطات الأزهرية وتذليلها على الشبكة ليعم النفع، ويُحْفظ على الناس تراثهم.
وأناشد بالله كل قادرٍ يرى كلامي هذا أن يوصله للشيخ ابن مكتوم حفظه الله وبارك فيه، وأن يبلغه سلامنا واحترامنا، وأن ينشده الله بالآتي:
أولاً: وضع بقية تراث الأزهرية على الشبكة وتذليله وتيسيره أمام الباحثين من كل الدنيا، وفي شتى البقاع.
ثانيًا: التوجُّه لليمن، حيث مكتبة الجامع الكبير بصنعاء، وزخمها ومخطوطاتها، وإبرازها للنور، بنفس الشكل الحالي في الأزهرية.
نناشد بالله ملوك الأرض وأرجاء الدنيا أن تضع للمسلمين تراثهم الذي امتنَّ الله عليهم به، وأن لا يحجبوه عنهم، خشية ضياع التراث أو الأمة.
اللهم قد بلغتُ قولي لهم، اللهم فاشهد، فلستُ عليهم برقيب، وأنت المجيب لدعائنا، أن تُعزَّ الإسلام والمسلمين، وأن تبارك جهود المخلصين والمنفقين، وأن تسدد خطا ابن مكتومٍ وتثيبه على ما بدأه، وتأخذ به وبغيره من كرماء النفس إلى يمننا وشامنا وباقي بلادنا ليفتحوها لنا فقد أُغْلِقَت أبوابها بيننا وبين تراثنا.
فاللهم استجب.
ـ[المستشار]ــــــــ[20 - 06 - 05, 08:26 م]ـ
نعم أنا مع الحكمة القائلة: (إيقاد شمعة واحدة خير من لعن الظلام)؛ لأن (النظرة السوداوية لا تصنع جيلاً، ولا تبني مستقبلاً.
كما أن اليأس والإحساس بالفشل لا يُوَلِّد سوى انهزامية نفسية، تعود بصاحبها إلى سراديب العجز، وتحجبه عن طرق الريادة والعلو والتقدم.
وليس من الحكمة ولا من العقل أن نصف الداء ولا نضع له الدواء المناسب له.
كما وأنه ليس من الطب في شيءٍ أن يكتفي الطبيب بشق بطن المريض لاستئصال عِلَّتَه ثم لا يتركها مفتوحةً بلا رتق.
فالمريض الذي فُتِحَتْ بطنه لاستئصال الداء لا قيمة عنده إن لم تعود كما كانت قبل فتحها وقبل إصابتها، كما أنه لا قيمة لديه إن أوقفناه على مرضه وعلَّتِه ولم نصف له الدواء المناسب له.
الكل يعلم أنه مريض وأنه وأنه.
ولكن هل هذا يكفي لحل الأزمة وشفاء الجميع؟!
أم أنه لابد من البحث والتشاور حول الداء الذي تم توصيفه من قبل للوقوف على دواءٍ مناسبٍ له.
فأرجو من أساتذتي الكرام وأهل العلم الأفاضل التفاعل مع الموضوع بروح عالية مؤمنة بالدواء والنجاح بإذن الله تعالى.
فالمسلم = المبدع، كما يعبر بعض مشايخنا دائمًا.
وما ثمة مستحيل في وجه المسلم؛ لأنه يستمد قوته من إيمانه بالله عز وجل الذي يملك السموات والأرض، وإذا أراد شيئًا أن يقول له: كُنْ فيكون.
يُتْبع إن شاء الله ..
ـ[المعارف]ــــــــ[20 - 06 - 05, 08:56 م]ـ
اخي دعنا نبدأ من البداية ولنبدأ عمليا.نعم
البداية هو الحزن و الألم المقرون بالعمل وهو الذي توفر في منشئ دائرة المعارف العثمانية اقدم واكبر مركز تحقيق للتراث الأسلامي.
كيف؟ اشتهى احد العلماء بعض الحلوى وارسل ابنه في طلبها .. ولكن ما ان عاد ابنه حاملا له الحلوى ملفوفا بورق مخطوطة .. نظر هذا العالم مذهولا لما ذهب اليه حال المخطوطات .. وبدأ اتصالاته في نفس اليوم مع عالمين وقيل انهما اجتمعا في نفس اليوم معا وقررا انشاء مركز لتحقيق المخطوطات وعرضا الأمر على وزير يدعى بهادور جنق ونفذ (العامل المادي) ما طلبوه وانشأت دائرة المعارف النظامية التي سميت في ما بعد بدائرة المعارف العثمانية ...
الحزن والألم موجود
العامل المادي غير موجود .. فهل يقوم ثري بوضع زكاة ماله في صدقة جارية كأحياء التراث بدل ان يصرفها في امر يقربه من جهنم وبئس المصير? استثني جمعة الماجد فقد فعل الرجل ما يرضي ضميره ولكنا نحتاج الى الف مثل جمعة الماجد
العمل والأخلاص يوجدان.